لن نعوّل على وعود انتخابية…جيشنا يواصل ضرب الإرهاب في حلب

الإدارة الذاتية مرفوضة.. والمسلحون خارج المحافظة

 متشدّد هنا.. ومنفتح هناك.. وتستمرّ التكهنات حول التعيينات المتوقعة في إدارة ترامب الجديدة.. ما قاله الرئيس الأمريكي المنتخب في حديثه مع الرئيس بوتين حول مواجهة الإرهاب، وتطبيع العلاقة مع روسيا، وما سبق أن أعلنه عن خطأ إدارة أوباما في الاعتماد على إرهابيين (معتدلين) قد تشكّل خلاصة لتصويب السلوك السياسي الأمريكي تجاه المسألة السورية، لكنها من جانب آخر قد تدخل في سراديب لوبي (الصقور).. طغمة (وول ستريت) والصناعة الحربية، والثقل الصهيوني، القادرين على إحباط أي توجه أمريكي واقعي تجاه بؤر التوتر في العالم بأسره.

لذلك، نبهنا مراراً إلى خطورة التعويل على السياسات الأمريكية مهما اتسمت بدايةً بطابع براغماتي، مستذكرين الإحباط الشديد الذي أصاب من عوّلوا منذ سنوات على أوباما وخطابه السياسي عن لقاء الحضارات بدلاً من صراعها، ووعوده بتوجه أمريكي جديد أكثر واقعية تجاه المعضلات الدولية، وهذا لا يدخل حسب اعتقادنا في خانة التشاؤم، بل نعتقده حرصاً، وتحسباً.. فالتاريخ المعاصر، وتجاربنا خصوصاً مع الإدارات الأمريكية منذ ما بعد استقلال بلادنا تفرض علينا إبداء هذه الشكوك، كذلك فإننا هنا لا نذهب إلى اليأس من الجهود السلمية لحل أزمتنا، بل نتمسك بها أكثر فأكثر، ونجزم أنها الطريق الآمن الذي يضمن وحدة بلادنا وأراضينا، وتوافق وتشابك مكوناتنا الاجتماعية والدينية والاثنية.

بعض المحللين السياسيين الدوليين يتوقعون نهجاً جديداً في التعامل مع إرهابيي النصرة وحلفائهم في شرقي حلب بعد هزيمة (المسز كلينتون) صاحبة نهج التصعيد والردع، وعناق أي معاد لسورية وشعبها، ويستندون في ذلك إلى أن روسيا وسورية وضعا سيناريو اقتحام المناطق الشرقية بعد تنصّل كيري من اتفاقه مع لافروف، وقبل وصول ترمب إلى البيت الأبيض، أما اليوم، وبعد فوز ترامب، فلعل وعسى.

لقد أوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الأحد 20/11/2016 أن الحكومة لاسورية وافقت على خروج المسلحين وسكان المناطق الشرقية، ومازالت مستعدة لأي مسعى يجنّب المدنيين مخاطر مواجهة النصرة، لكن أي اقتراح لإدارة ذاتية في هذه المنطقة مرفوض تماماً، ولن يكون هناك وجود للمسلحين في حلب كلها.

المواطنون السوريون، المحكومون بالتفاؤل، وبالتضحيات التي بذلوها، وببسالة جيشهم الوطني في تصدّيه للإرهاب الفاشي التكفيري، مازالوا يفضّلون الحل السلمي للأزمة السورية، ولكن على قاعدة مكافحة الإرهاب، كما نصّت قرارات مجلس الأمن، إذ لا مستقبل ديمقراطي، ولا توجّه علماني، ولا دولة مدنية، ولا حقوق دستورية، بوجود من يرتكب المجازر ويفجر الحجر ويحرق الشجر ويعشق الظلام.

العدد 1140 - 22/01/2025