مساعد الرئيس الروسي يكشف عن تفاصيل المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب

لافروف يوجز هدف العمليات الجوية الروسية في حمص وإدلب

 بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في أول  اتصال هاتفي بينهما، كل مسائل التعامل بين البلدين، حسبما نقله مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.

وأوضح أوشاكوف للصحفيين، الخميس 17 تشرين الثاني، أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين التي جرت يوم 14 تشرين الثاني استغرقت 30 دقيقة، أعرب فيها الرئيس الروسي عن تهانيه لترامب بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأكد استعداد موسكو للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك على أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وأضاف مساعد الرئيس الروسي أن ترامب عبر عن اهتمامه للعمل بنشاط مع الرئيس الروسي، وأكد استعداده لتطوير العلاقات (مع روسيا كدولة، ومع القيادة الروسية، ومع الرئيس بوتين شخصياً). وأشار أوشاكوف إلى تطابق وجهات النظر الأمريكية والروسية إزاء العلاقات الثنائية الحالية بين البلدين التي وصفها الرئيسان بأنها سيئة للغاية حالياً، فقد أعرب بوتين وترامب عن جهوزيتهما لانتشال هذه العلاقات من الهاوية التي وقعت فيها.  وأعرب الرئيس الأمريكي المنتخب عن استعداده لتطبيع العلاقات الأمريكية – الروسية وتطويرها في كل الاتجاهات، وبضمنها المجال الاقتصادي.

تجدر الإشارة إلى أنه في العام القادم 2017 ستحل الذكرى السنوية الـ 210 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، ما يشكل دافعاً لإعادة تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، تلك العلاقات التي تقوم على أساس المنفعة المتبادلة والتي تلبي مصالح البلدين، واستقرار العالم وأمنه. وذكر مساعد الرئيس الروسي أن الأزمة السورية بُحثت كذلك أثناء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين، وأكد بوتين وترامب سعيهما لتوحيد الجهود في مكافحة الإرهاب الذي يعد عدواً رئيسياً بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة، بحسب تعبيرهما.

وبحسب أوشاكوف فإن هذه التصريحات تشكل أساساً جيداً للعمل المقبل في موضوع التسوية السورية. وتابع مساعد الرئيس الروسي أن موعداً محدداً لإجراء اللقاء الشخصي بين بوتين وترامب لم يبحث أثناء مكالمتهما الهاتفية، مضيفاً أن الكرملين ينتظر إشارات من الإدارة الأمريكية المقبلة لبدء العمل على إعداد هذا اللقاء. وأكد أوشاكوف في الوقت نفسه أنه لم يستبعد إجراء اتصالات بين روسيا وفريق ترامب قبل مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في 20 كانون الثاني المقبل.

ونبه مساعد الرئيس الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية (إدارة أوباما) تطمح لدفع العلاقات مع روسيا إلى طريق مسدود، قد يصعب على الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إيجاد مخرج منه، بحسب رأيه. وقال أوشاكوف: (في الآونة الأخيرة، يعمل الفريق الحالي (فريق أوباما) كل ما بوسعه لدفع علاقاتنا الثنائية إلى طريق مسدود، بحيث سيكون من الصعب على الفريق الجديد (فريق ترامب)، إذا أراد ذلك، أن يخرجها منه). وأعرب أوشاكوف، عن أمل موسكو بأن تبذل الجهود في اتجاه تحسين العلاقات الروسية الأمريكية، مؤكداً (نحن مستعدون من جانبنا لأن نقطع نصف الطريق الخاص بنا).

تصريحات لافروف

من جهة ثانية،صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الهدف من الغارات التي ينفذها سلاح الجوي الروسي في سورية هو منع تسلل مسلحي (داعش) من الموصل إلى محافظات سورية مثل إدلب وحمص. وقد نفى لافروف للصحفيين في ختام اجتماع مع نظيره الأمريكي جون كيري، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ليما عاصمة بيرو يوم الخميس 17 تشرين الثاني، نفى تنفيذ الجيش الروسي هذا الأسبوع لضربات جوية في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

وقال لافروف إن (قواتنا الجوية والقوات الجوية السورية لا تعمل إلا في محافظتي إدلب وحمص لمنع مقاتلي داعش من الفرار من الموصل والدخول إلى سورية). وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الوضع في أوكرانيا و(كل الجوانب) المتعلقة بالوضع في مدينة حلب السورية، وبضمن ذلك تجدّد القصف في المدينة هذا الأسبوع، كانت أهم النقاط التي بحثها مع نظيره الروسي لافروف.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد صرحت في وقت سابق أنه جرى إطلاق صواريخ (كاليبر) المجنحة من الفرقاطة (الأميرال غريغوريفيتش) على أهداف في إدلب وحمص. وأضافت الوزارة في بيان أنه جرى إشراك مقاتلات من طراز (سو-33) تابعة لحاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) وكذلك الطيران الحربي من قاعدة حميميم، إضافة إلى الطائرات التي أقلعت من أحد المطارات الواقعة على الأراضي الروسية ونفذت عمليتين للتزود بالوقود جواً وقطعت مسافة تبلغ 11 ألف كيلومتر.

وقال البيان إن الضربات استهدفت (مراكز القيادة التابعة للإرهابيين، ومستودعات الأسلحة والذخائر، وتجمعات المعدات العسكرية، وكذلك المصانع الخاصة بإنتاج الأسلحة، على أن إحداثيات جميع الأهداف تم تدقيقها وتأكيدها عبر قنوات استطلاع عدة).

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو قد أعلن الثلاثاء الماضي، أن سلاح الجو الروسي بدأ عملية واسعة تستهدف مواقع الإرهابيين في ريفي إدلب وحمص بمشاركة القطع البحرية الروسية الموجودة في المتوسط.

العدد 1140 - 22/01/2025