الســوريون يترقبون نتائج «أسـتانا» وهـم صامدون خلف جيشهـم الوطني

 بعد صدور إعلان مجلس الأمن بتأييد الجهود الروسية – الإقليمية لعقد لقاء (أستانا)، ودعوة العديد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة لحضوره، وعلى رأسهم ممثلو الإدارة الأمريكية الجديدة، تحول هذا اللقاء من مسعى روسي إيراني تركي إلى مبادرة دولية لوضع أسس الحل السياسي للأزمة السورية.

ويبدو أن روسيا التقطت نقاط الضعف في المحادثات السابقة بين الأطراف السورية، إذ كانت تجري بين وفد حكومي ووفود معارضة (الفنادق) التي لا تمتلك قراراً على الأرض ولا تتمتع بمصداقية لدى المجموعات المسلحة، وبالتالي فإن أي وقف للأعمال القتالية تمهيداً للمحادثات السياسية كان يصطدم بعدم قدرة هذه المعارضة على تلبية ممهدات الاستحقاقات السياسية.

تصريحات المسؤولين الروس تتوقع من (أستانا) تحقيق أمرين اثنين:

الأول تثبيت وقف الأعمال القتالية، والثاني وضع أسس الحل السياسي للأزمة السورية.

لن ندخل في تفاصيل هذين الأمرين، ولكن من حيث المبدأ فإن أي أسس للحل السياسي تفترض وقف الأعمال القتالية، أما عن أسس الحل السياسي ذاتها فإن المواطنين السوريين الذين دفعوا ثمناً باهظاً في مواجهتهم للغزو الإرهابي، يعرفون تماماً سبل الوصول إلى الحل السياسي، التي يأتي في مقدمتها الاستمرار في مكافحة الإرهاب، وتحرير كل شبر من الأراضي السورية من رجسه، وطرد جميع الإرهابيين.. إذ من المستحيل إنجاح أي جهد سلمي لحل أزمتنا بوجود إرهابي واحد على الأرض السورية، كذلك فإن الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً ورفض تقسيمها تحت أي مسمى، يمثل بالنسبة للسوريين أمراً لا يمكن التنازل عنه.

المواطنون السوريون يؤيدون الحوار بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية والاثنية، لرسم مستقبل سورية الذي يريدونه ديمقراطياً.. علمانياً.. تقدمياً، معادياً للإمبريالية والصهيونية والرجعية، يعلّي من شأن سورية ويعظم كرامة شعبها.. إنها الأسس الواقعية والآمنة لأي جهد سلمي يتعلق بالأزمة السورية.. أكدناها في الماضي، ونكررها اليوم، ونحن ننتظر نتائج لقاء (أستانا) بشيء من التفاؤل الحذر.

التفاؤل لأننا محكومون به، والحذر لأننا عايشنا مساعيَ سلمية قبل ذلك، أجهضها التحالف الدولي المعادي لسورية، بزعامة الولايات المتحدة.

صحيح أن وقائع ميدانية وسياسية تبرز اليوم، أهمها إنجازات الجيش السوري، وخاصة استعادة حلب، والنظرة الجديدة الأكثر واقعية إلى الأزمة السورية التي تظهر اليوم في العديد من الدول الأوربية، لكن الصحيح أيضاً أن التحالف المعادي لسورية مازال يدعم الإرهاب، ويضع السيناريوهات لتقسيم سورية، ومازال أردوغان يسعى إلى تحقيق حلمه (السلطاني) بفرض إرادته، وهذا ما يجعل من مبالغتنا بالتفاؤل أمراً محفوفاً بالمخاطر.

الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد السوري قال: من السابق لأوانه تحديد سقف التوقعات، ولدينا توجيهات بأن نشارك في الاجتماع مشاركة إيجابية، وأن نستمع وننقل وجهة نظرنا الشعبية والرسمية إلى المشاركين الآخرين.

الشعب السوري ينتظر ما ستسفر عنه (أستانا)، وهو واقف على المتراس خلف جيشه الوطني في مواجهته للإرهاب، واستعادة كل شبر من الأرض السورية.

* كُتبت مساء الأحد 2/1/2017

العدد 1140 - 22/01/2025