افتتاح أعمال اجتماع «أستانا»

الجعفري: الاجتماع يهدف لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية  وزرع بذور الثقة بإمكانية العمل سوية كسوريين لمواجهة الحرب الإرهابيـة

 افتتحت اليوم 23/1/،2017 أعمال اجتماع أستانا حول الأزمة في سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى.

وأكد الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانة في بيان له خلال الافتتاح أن الاجتماع يهدف إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية باستثناء المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية مثل (داعش) و(النصرة) والمجموعات المسلحة الأخرى التي رفضت الانضمام إلى الاتفاق مشيرا إلى أنه تم استجلاب قطعان الإرهابيين التكفيريين من زوايا الأرض الأربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم عبر حدودنا مع دول الجوار.

وقال الجعفري (استهل بياني الافتتاحي هذا بتوجيه جزيل الشكر لرئيس وحكومة وشعب جمهورية كازاخستان الصديقة على استضافتنا في بلادكم الجميلة التي تجمعها بسورية بصمات التاريخ ومآثره التي لا يمحوها الزمان ويشهد عليها المكان.. فها هو ضريح الظاهر بيبرس وضريح الفارابي وغيرهما كثر ممن ضمت رفاتهم الأرض السورية تقصر مسافات الجغرافيا وتبني جسور الصداقة بين شعبينا وبلدينا).

وتابع الجعفري يأتي هذا الاجتماع ثمرة لجهود فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعد مرور سنوات من عمر الحرب على سورية والتي يطلق عليها من باب التبسيط اسم (الأزمة السورية) ومع أن هذا الاجتماع هو.. ويجب أن يكون سورياً سورياً بامتياز.. لمناقشة كيفية الخروج بقرار وطني جامع ينهي حالة الشذوذ الخطرة السائدة إلا أن تقييما موضوعيا لأبعاد هذه الحرب لدى الباحثين والمحللين السياسيين يوضح بجلاء أنه من المجافي للحقيقة والمجحف للواقع أن يصر البعض على اعتبار ما يجري في سورية من حرب إرهابية دولية هو عبارة عن (أزمة بين السوريين) أو (حرب أهلية).

وأكد الجعفري أنه (تم استجلاب قطعان الإرهابيين التكفيريين من زوايا الأرض الأربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم ونقلهم عبر حدودنا مع دول الجوار ومن ثم دفعهم لسفك دماء السوريين وتبرير إرهابهم الجاهلي هذا بأنه معارضة سورية معتدلة معدلة وراثيا وفق أجندة معدة مسبقا كل ذلك ينصف المشهد ويضفي المصداقية على أن كثيراً مما جرى في البلاد مصدره قوى خارجية وأجندات تدخلية ومشاريع شيطانية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بطموحات وآمال الشعب السوري والدليل على صحة ما نقول هو ما أدلى به مؤخراً وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن توسع داعش في سورية قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال التنظيم كان سيجبر الدولة السورية على التفاوض مع واشنطن وهذا يؤكد بصريح العبارة قيام الإدارة الأميركية الراحلة وحلفائها الإقليميين والدوليين باستخدام الإرهاب كسلاح سياسي لتدمير دول مستقلة بغرض فرض هيمنتها عليها وتحقيق أهدافها).

وأضاف أن (ما تأمله الجمهورية العربية السورية من هذا الاجتماع هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما على أمل أن تتضافر جهودنا جميعا في محاربة الإرهاب تلبية لمطالب شعبنا الأمر الذي يتطلب لإنجاحه إغلاق الحدود السورية/التركية لتجفيف منابع الإرهاب وبذلك نكون قد مهدنا الطريق نحو حل سياسي للحرب بمشاركة أوسع طيف من السوريين.

وقال الجعفري من هنا نحن مدعوون جميعا للعمل سوية لتحصين الوطن ضد وباء الخيانة لصالح قوى خارجية تروم بكل السوريين الشر والعداء وضد العمالة لأجندات تخريبية تدميرية إرهابية فالسوريون قادرون لوحدهم على تجاوز خلافاتهم وبناء جسور حوار مثمر يعيد الوطن واقفاً على قدميه بشموخ وعزة فالسلام قبل أن يولد في المؤتمرات لا بد أن يولد في عقولنا وقلوبنا وكلما ازداد عدد المؤمنين بيننا بذلك اقتربنا من تعزيز مسار المصالحة والمصارحة الوطنية.

وأكد الجعفري أن شعبنا يقدس الحياة ويعظم السلام والأمان ويرفض الإرهاب أياً كان مصدره أو دوافعه فالجاهل بيننا هو الوحيد اليوم الذي يتشبث بقراءة المشهد الذي يحرقنا جميعا قراءة استنسابية واستمزاجية تبرر الإرهاب وتضفي عليه سمات عقائدية تسيء لدورنا وتاريخنا الإنساني والحضاري.

وقال الجعفري في ختام بيانه لنكن جميعا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا في حقن الدماء السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي له الحق الوحيد والحصري في تقرير مستقبله بنفسه وتحديد شكل نظامه السياسي.

الجعفري في مؤتمر صحفي: كلمة رئيس وفد المجموعات الإرهابية خرجت عن اللباقة الدبلوماسية

أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانة الدكتور بشار الجعفري أن كلمة رئيس وفد المجموعات الإرهابية خرجت عن اللباقة الدبلوماسية ولم تكن ذات صلة بالاجتماع.

وقال الجعفري في تصريح صحفي إن اجتماع أستانة حدث مهم على طريق التحضير للتسوية السياسية للأزمة في سورية.

وأضاف الجعفري إن وفد المجموعات الإرهابية دافع عن جريمة الحرب التي ارتكبها تنظيم جبهة النصرة في بلدة عين الفيجة الذي سمم ولغم إرهابيوه نبعها.

وأكد الجعفري.. أن عدم حرفية وفد المجموعات الإرهابية المسلحة وسوء استغلاله من قبل مشغليه هدفه تقويض اجتماع أستانة وإفشال الجهود لمساعدة الشعب السوري على تجاوز محنته. وقال الجعفري.. لن نكون جزءاً من أي سيناريو يرمي إلى إفشال اجتماع أستانة.

ولفت الجعفري إلى أن وفد المجموعات الإرهابية لا يمارس عمله وفق الاتفاقات التي تم الوصول إليها من قبل الدول الراعية. وأضاف الجعفري.. نحن لم نشارك في إعداد الاجتماع وغير مسؤولين عن الترتيب فيه وجئنا لمناقشة أجندة اطلعنا ووافقنا عليها. وأكد الجعفري أن تركيا هي ضامن للمجموعات الإرهابية المسلحة لأنها إحدى مشغليهم.

العدد 1140 - 22/01/2025