جنيف8.. إنهم يعقّدون العملية السلمية
رغم التفاؤل الذي تسرب إلى نفوس المواطنين السوريين، بعد النجاحات التي أحرزها الجيش السوري في السيطرة على نحو 90% من الأرض السورية، وطرد إرهابيي داعش إلى خارج البلاد، فإنهم مازالوا قلقين بسبب التعقيدات التي تواجه الجهود السلمية لإنهاء الأزمة السورية، هذه التعقيدات التي يتسبب بها من ادّعوا تمثيلهم للشعب السوري وهم في أحضان الأمريكيين وآل سعود وأردوغان، والذين شاركوا بالقول وبالفعل في المجازر والجرائم التي ارتكبت بحق سورية أرضاً وشعباً.
ورغم تأكيد ديمستورا أن الحوار في جنيف سيجري دون شـــــــروط مسبقة، فقد جــــاء بيان (الرياض 2) على مقاس من يعملون لعرقلة أي جهد سلمي دولي لحل الأزمة، في الوقت الذي يعلم فيه مصدرو البيان أن بيانهم وشروطهم تناقض أي منطق سياسي، ولا تنسجم مع ميزان القوى في الميدان، الذي يُحسم شيئاً فشيئاً لصالح الجيش السوري.
ويتساءل السوريون: إلى ماذا يستند معارضو (الرياض) في وضع الشروط والمتطلبات؟ والجواب تعرفه جماهير الشعب السوري جيداً: إنهم الأمريكيون وحلفاؤهم آل سعود، الذين لم يتركوا وسيلة إلا اتّبعوها من أجل إفشال أي تقدم يطرأ على العملية السلمية في سورية.
فمن يعمل لتحويل قواعده في سورية إلى مراكز لاحتواء الدواعش الفارين من مواجهة الجيش السوري، فإنه لا يريد السلام، ومن يضع سيناريو التصعيد للمؤتمرين في الرياض ويفرض عليهم حتى مفردات التصريحات الصحفية، لا يريد السلام، ومن يسعى إلى نفخ هذه المعارضة (الفندقية) واعتبارها طرفاً رئيسياً في الحوار السوري – السوري دون تفويض من جماهير الشعب السوري لا يريد السلام، بل جميع هؤلاء يحلمون ويسعون إلى إطالة أمد الأعمال العسكرية وإفشال جميع جهود التسوية.
إن الضخ السياسي والإعلامي الذي تمارسه الولايات المتحدة وبعض شركائها الأوربيون وآل سعود، والذي يحاول فرض هؤلاء المعارضين فرضاً على شعبنا الذي اكتوى بنيرانهم خلال سنوات الجمر، يقلق السوريين رغم إيمانهم بالحل السلمي لأزمتهم الوطنية، فهم بعد النكبات التي أصابتهم بسبب الأزمة والحصار وغزو الإرهاب، يتطلعون إلى مستقبل يضمن لهم وحدة بلادهم أرضاً وشعباً عبر حوار سوري سوري حقيقي وشامل بين جميع مكوناتهم السياسية والاجتماعية الوطنية، الحريصين على سورية، لا تلك المرتمية في أحضان الأمريكيين وحكام النفط، التي ساندت جميع قوى العدوان ضد بلدهم وشعبهم، حوار سوري سوري يضم ممثلي جميع السوريين المتطلعين إلى مستقبل ديمقراطي.. علماني، معادٍ للإمبريالية والرجعية.
من يعرقل الجهود السلمية، عليه أن يبقى خارج الإجماع السوري.