بيان اتحاد الشباب الديمقراطي السوري بمناسبة الذكرى الـ75 للتأسيس

تحلّ اليوم في الخامس من نيسان الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، فتنعش في قلوبنا ذكرى مسيرة النضال والتضحية التي سار فيها رفاقنا الأوائل من أجل حلمهم في بناء عالم تسوده العدالة والمساواة ويندحر فيه الظلم والاستغلال والعنصرية.

انطلق اتحاد الشباب الديمقراطي السوري في عام ١٩٤٩، حاملاً راية النضال من أجل صون السلم ومواجهة الفاشية والمشاريع الإمبريالية. وقد ناضل رفاقنا عبر ٧٥ عاماً إلى جانب رفاقهم في الحزب الشيوعي ضد الدكتاتوريات في خمسينيات القرن الماضي، وخاضوا معارك التصدي للعدوان الصهيوني، ووقفوا في مواجهة الظلامية والفوضوية مع بدء الأحداث التي عصفت بالبلاد عام ٢٠١١. فكان لاتحاد الشباب الديمقراطي السوري موقفٌ متميزٌ، إذ سعى لتجنيب سورية الدخول في دوامة العنف والدماء، فأطلق نداءه إلى شباب الوطن لتنظيم أنفسهم في الأحزاب السياسية، والابتعاد عن الروح الفوضوية التي كانت قد بدأت تتفشى وتسود على ساحة الأحداث في سورية.

واليوم تطل الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس اتحادنا وقد عصفت بالعالم أكثر تجلّيات الإمبريالية وحشيةً ونيران الحروب تستعر في مختلف بقاع العالم، وجرح غزة مازال ينزف على مدى نصف عام لم تتوقف خلاله ماكينة الموت الفاشية الصهيونية عن قتل الأبرياء. فقد شنت قوات الاحتلال، وعلى رأسها زعماء نازية القرن الحادي والعشرين نتنياهو وبن غفير، ومن خلفهم زعماء الغرب الإمبريالي، حرباً انتقامية إثر هزيمة لم يذُق مثلها الاحتلال الإسرائيلي من قبل، هزيمة تنذر بسقوط الاحتلال ودنو أجل كيانه الفاشي العنصري. إن التمادي في الوحشية والإمعان في سفك الدماء في ظل تعامي وتواطؤ أنظمة الخزي والعار العربية التي تحاول لجم شعوبها عن التعبير عن موقفها تجاه ما يجري في غزة من مجازر، لن يوقف شباب وشعوب العالم عن الاستمرار في النضال والتظاهر وفضح جرائم الكيان الصهيوني وتعريته في سبيل دحره والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

إننا في هذه الذكرى نحيّي نضال شباب العالم الداعم للقضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما نحيّي نضال شباب البلدان العربية الذين يهزّون عروش الذل، ويزلزلون قصور التطبيع في مختلف الساحات، كما نحيّي شباب فلسطين وشعبها الصامد في وجه أشرس آلات القتل الإمبريالية، ونقول لهذا الشعب: إنكم بنضالكم ضد القتلة العنصريين تناضلون ضد الإجرام والعنصرية بالنيابة عن الإنسانية جمعاء، وإنكم بنضالكم ضد آخر نظام فصل عنصري أوجدته وغذّته الإمبريالية بعقيدتها الاستعمارية، تخوضون معركة لتحرير الإنسانية من الفاشية والعنصرية، لأن البشرية ستلفظ هذا النظام العنصري الفاشي مثلما لفظت من سبقه من أنظمة، عبر نضال الشعوب وتضحياتها، ولن يحل السلم في منطقتنا إلا بزوال هذا الكيان الفاشي.

كما نحيّي شبابنا وشعبنا السوري الذي تكالبت عليه قوى الظلام الفاشية، أذرع الإمبريالية، وأمعنت فيه قتلاً وإجراماً وحصاراً وتجويعاً على مدى ما يزيد عن عقد من الزمن، وزاده جشع الطغمة الرأسمالية الأوليغارشية خنقاً وتجويعاً وحصاراً. إن شعبنا – الذي يخوض مواجهة يتداخل فيها النضال من أجل تحرير البلاد من الاحتلال التركي والأمريكي والإسرائيلي وعملائهم، مع النضال الطبقي ضد قوى الرأسمالية والفساد التي تعتاش على معاناة إفقاره – قادر على تحقيق النصر طال الزمان أم قصر.

ونعود لنؤكد أن اتحاد الشباب الديمقراطي السوري كان على مدى ٧٥ عاماً من النضال والتضحيات المنبر لكل شبابنا الوطني والتقدمي والعلماني واليساري والمعبّر عن التاريخ النضالي التحرري العريق للشعب السوري، وهو يمد اليد لكل الشباب المخلصين لنناضل معاً في سبيل غدٍ أفضل، لنبني عالمنا الذي يندحر في جشع الرأسمالية والاستغلال ويعمّ فيه السلم، عالماً خالياً من الفاشية والعنصرية والظلامية.

عاش نضال شباب العالم في وجه الإمبريالية!

عاش نضال الشعب الفلسطيني حتى النصر والتحرير!

عاشت الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي السوري!

 

٥ نيسان ٢٠٢٤

المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الديمقراطي السوري

العدد 1104 - 24/4/2024