الإنسان.. ثم الإنسان | قبيل الاجتماع المنتظر للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي

(النور):

كدّست البشرية خلال القرنين الماضيين تجارب وخبرات عظيمة، إذ شهد الأجداد طغيان الرأسمالية وعصر الاستعمار، وحربين عالميتين ونشوء النظام الاشتراكي العالمي، وتحول العالم إلى نظام القطبين. وشهد الأبناء والأحفاد عهد التحرر الوطني وولادة الدول الفتية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتفرد الولايات المتحدة والرأسمالية العالمية بقيادة النظام العالمي الجديد، وثورة البرمجيات. لقد شهد الجميع أحداثاً كبرى، وأدركوا قوة الإنسان الخلاقة، وكيف تدفعه دائماً إلى أمام، إلى آفاق أرحب. وتَوصل الناس في أنحاء العالم إلى حقيقة كرّسها الفكر الإنساني العالمي، وهي أن الإنسان هو المحور والغاية لأيّ تقدّمٍ وتطوير. وتُقاس الأنظمة السياسية اليوم بمدى قربها أو ابتعادها عن تلبية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعوبها.

نرجو وضع هذه الحقيقة نصب أعينكم.. نتمنى ألّا يعلو في سوريّتنا الجديدة.. الديمقراطية.. العلمانية، إلّا صوت الجماهير الشعبية السورية المخلصة.. النبيلة، التي أعطت وطنها أغلى ما تملك في مواجهة الإرهابيين.. والتي عانت الحصار الظالم والعقوبات الجائرة التي فرضها التحالف الدولي المعادي لسورية، والتي هُجِّرت.. وقاست.. وافتقرت.. وجاعت، وتحمّلت طُغم الفساد والمتكسّبين من ظروف الأزمة التي طحنت المواطنين السوريين. هذه الجماهير هي أيضاً التي وقفت وما تزال تقف اليوم سنداً مخلصاً لجيشنا الوطني في مقاومة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية، وضمان وحدة بلادنا أرضاً وشعباً.

العدد 1104 - 24/4/2024