لا تواخذونا.. نحنا ما منعرف نعمل شي!؟

وحيد سيريس:

نعم، هذه الحكومة لا تدير البلد من خلال مؤسساتها، فهي، في كل أمر، تستجلب القطاع الخاص من رجال أعمال وتجار وشركات تسيير.. بدءاً من عمليات الاستيراد والتصدير، إلى المصارف الخاصة، إلى الاتصالات الخليوية.. إلى…!

ووصل الأمر إلى درجة إشراك شركات خاصة في مقاسمة الدولة في إيراداتها من قطاعات خدمية مربحة جداً، بدلاً من أن تتولّاها مؤسسات الدولة_ وكانت تتولاها فيما مضى_ ليكون الربح كاملاً للدولة يرفد خزينتها التي أصبحت، نتيجة الإصرار على اتباع سياسات اقتصادية تخدم شريحةً محدودة، وعلى اتخاذ إجراءات بعيدة عن المنطق السليم، أصبحت الخزينة في حالة عجز دائم، كنتيجة مباشرة لهذا النهج الغريب في إدارة الدولة، والأمثلة كثيرة على ما يجري نذكر بعضها:

  • نحن لا نستطيع تنظيم توزيع دعم المواد الاستهلاكية.. تفضّلي يا شركة (تكامل) خذي ربحاً.. ونظّمي أنت!
  • نحن لا نستطيع أن نقوم بتحصيل رسوم ركن السيارات بجانب الأرصفة.. تفضّلي يا شركة (ما بعرف مين).. قومي بهذا العمل وأعطينا حصة من الأرباح!
  • نحن لا نستطيع أن نوزع الدخان الوطني على الباعة.. تفضّل أيها المتعهد (فلان) قم بذلك عنا.. واربح.. وصحة وهنا على قلبك!
  • نحن لا نستطيع أن نقوم بمعاينة السيارات فنّياً.. تفضّلي.. يا شركة…
  • نحن لا نستطيع رفع القمامة من الأحياء…
  • نحن لا نستطيع أن نوزّع الخبز…
  • نحن لا نستطيع تأمين الكهرباء للمنازل أكثر من ثلاث ساعات في اليوم…
  • نحن لا نستطيع…
  • نحن لا نستطيع…
  • لا نستطييييييييييييع…

تسألون: ماذا نستطيع؟!

هذا سؤال غبيّ.. لكننا سنجاوب عنه بتكثيف شديد:

نستطيع وبكلّ ثقة.. بل وفعلناها حقاً: أن نُكرِّه المواطن عيشتو!

العدد 1105 - 01/5/2024