لم تعد الكلمة الأخيرة لفرنسا!

يرى أديكييه أديباجو في (بلومبيرغ) أن على واشنطن أن تعي الديناميكيات في النيجر، وأن لا تذعن للسياسة الاستعمارية الفرنسية القديمة.

في الحقيقة هناك بصمة عسكرية للولايات المتحدة في اثنتي عشرة دولة إفريقية منذ عهد باراك أوباما. وقد بنى أوباما في النيجر قاعدة جوية مع 1100 جندي أمريكي وطائرة دون طيار بقيمة 110 مليون دولار. ولكن أديباجو يرى أن أي تدخل لأمريكا غير مدروس قد يأتي بعواقب وخيمة، ولذلك على أمريكا أن ترى المشهد الإفريقي بوضوح.

أما فرنسا (المستعمر القديم) فقد استمرت في استغلال مناجم اليورانيوم شمال البلاد، كما استمرت في احتكار المصالح الاقتصادية في مستعمراتها السابقة. وكان ذلك يتم من خلال الشركات الكبرى والعلاقات الدنيئة والفساد واستخدام الطغاة في السلطة. لكن انقلبت الطاولة على فرنسا منذ عام 2013 عندما بدأت الأنظمة العسكرية في مجموعة الساحل الخمس بطردها. أما الآن فيلوح معظم الناطقين بالفرنسية هناك بالأعلام الروسية، وتقوم فاغنر بدعم النظام العسكري في هذه المجموعات.

وموقف واشنطن لا يزال مشوّشاً. فهي تدعم إيكواس بحذر لإعادة الرئيس المخلوع محمد البازوم، كما أنها تخشى دخول فاغنر على خط النيجر. ومن ضمن الإيكواس هناك مجموعة الصقور، وهي: كوت ديفوار، والسنغال، وغانا، وغامبيا، وغينيا بيساو، وبنين، الذين يخشون من الانقلابات التي قد تقوم بها جيوشهم.

وهناك الدول المشوّشة مثل ليبيريا وسييراليون وتوغو والرأس الأخضر والتي أعربت عن قلقها من جدوى إعادة البازوم. وهناك مجموعة من الانقلابيين تعهدوا بتقديم الدعم العسكري لجنود النيجر ضد إيكواس، ولكن الاتحاد الإفريقي لا يزال متردداً بشأن أيّ عمل مسلح.

وفي الختام يرى الكاتب أن على واشنطن أن تعي الديناميكيات الإقليمية والخارجية لهذه الانقلابات، وفي الوقت نفسه عليها أن تدعم جهود الوساطة الإقليمية التي تقوم بها الإيكواس والاتحاد الإفريقي والتي تدعمها الأمم المتحدة.

RT

 

العدد 1107 - 22/5/2024