مئة يوم على اندلاع الحرب في السودان

بعد مرور ما يزيد عن مئة يوم منذ اندلاع الحرب الكارثية، تتواصل هذه الحرب في أجزاء مختلفة من البلاد وبشكل خاص في العاصمة المثلثة ودارفور.

كل الدلائل والتداعيات تشير إلى معاناة هائلة وعزاء متواصل في مناطق الاشتباكات الحربية، حيث يدفع المواطن المسالم السوداني الثمن موتاً وتعرضاً للتعذيب والاغتصاب والنهب الممنهج. في دارفور تعود مجدداً الدائرة الشريرة القديمة للقتل على الهوية واللون والعرق مع تزايد العنف الوحشي في عدد من المدن في الإقليم. ومع اشتداد حدة المعارك ووحشيتها تتزايد المبادرات الدولية والإقليمية كما التأم اجتماع مجلس الأمن لكن دون نتيجة. وكما خرجت مبادرة دعوة فضفاضة لا تغني من جوع ولا تساهم في وقف الاقتتال. في ظل فشل المجتمعَين الدولي والإقليمي في إيقاف الحرب، تستمر بعض الحكومات في التدخل الفظ ومساعدة أطراف الحرب العبثية، بينما تواصل دولة الإمارات تأييدها لمليشيات الدعم السريع ومدّه بالأسلحة، تتدخل إيران بجانب اللجنة الأمنية وجنرالاتها مستثمرة في الحرب وتسعى لتأمين دور لها في البحر الأحمر، وحسب الأنباء قد أرسلت إيران شحنة أسلحة لدعم مجهودات قيادات اللجنة الأمنية.

وفي ظل استمرار الحرب العبثية حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن المجاعة تهدد ما يزيد عن 21 مليون سوداني.

تؤكد تطورات الأحداث أن الخروج من مأزق الحرب يبدأ بوحدة القوى السودانية الحية صاحبة المصلحة في إيقاف الحرب واسترداد السلام المستدام وإنقاذ الوطن وإعادة بنائه تحت سلطة وطنية، حكم وطني ديمقراطي كامل. علماً بأن الوصول إلى ذلك يتطلب خطوات جريئة وعملية من هذه القوى الحية المختلفة بما فيها حزبنا وتحالف التغيير الجذري وتنسيقيات لجان المقاومة وأطراف الجبهة النقابية ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية التي تقف ضد الحرب، هذه القوى مدعوة اليوم قبل الغد للتقدم دون تردد أو إبطاء لبناء صرح الجبهة الجماهيرية، كما عليها أن تدرك أن جماهير شعبنا في الوطن والمهجر تترقب بناء هذا الصرح الجماهيري، وأن على الطلائع التقدم في اتجاه وضع اللبنات الأساسية الصلبة للجبهة كأداة لتمثيل أغلبية شعبنا للدفاع عن حقوقه وحماية الوطن وإعادة بنائه وإقامة سلطته.

افتتاحية (الميدان)، العدد 4090

جريدة الحزب الشيوعي السوداني

الخميس 17 آب (أغسطس) 2023م.

العدد 1107 - 22/5/2024