عاشت الذكرى السابعة والسبعون لعيد أعياد سورية.. بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد بالذكرى السابعة والسبعين للجلاء العظيم

يا جماهير شعبنا الأبيّ..

في الذكرى السابعة والسبعين لعيد أعياد سورية (يوم الجلاء)، ننحني إجلالاً لأرواح من بادلوا الدم بالأرض والعزة والكرامة، من ذهبوا إلى الموت ليهبوا الحياة الحرة الكريمة لوطنهم وشعبهم.

فالمجد.. كل المجد لصانعي الجلاء الميامين!

تمرّ هذه الذكرى العظيمة على بلادنا وشعبنا في ظروف صعبة، بعد 12 عاماً من الأزمة ومحاولة الغزو الإرهابي، وبعد حصار ظالم وعقوبات جائرة، فالمحتل الصهيوني والأمريكي والتركي ما زال يدنس أرضنا، وتداعيات الأزمة والغزو الإرهابي تسببت بإزهاق أرواح عشرات الألوف، وأدت إلى ركود الاقتصاد الوطني وتهديم القطاعات المنتجة وتقلّص الإيرادات العامة، وانعكس ذلك كلّه على الأوضاع المعيشية للفئات الفقيرة والمتوسطة، إذ أصبح الحصول على الحد الأدنى من الغذاء والدفء والدواء أمراً صعباً للغاية، في ظل تراجع الدعم الحكومي وتفرّد بعض المستوردين وكبار التجار برفع الأسعار، وعجز الحكومة عن حماية المواطنين من حيتان الأسواق والمنتفعين من استمرار الأزمة. لكن سورية لم تركع، بفضل صمود وتضحيات شعبنا وجيشنا، الذي استعاد معظم الأرض السورية من تحت سيطرة الإرهابيين.

يا جماهير شعبنا..

تنفتح  اليوم أمام بلادنا آفاق الحل السياسي لأزمتنا الكارثية، بعد اصطفافات دولية وإقليمية جديدة تناغماً مع  وضع دولي يتجه نحو نبذ تفرد القطب الأمريكي الأوحد بالسياسة والاقتصاد العالميين، والسعي نحو عالم متعدد الأقطاب، يضمن التطور المستقل  لدول العالم بمعزل عن هيمنة القطب الأمريكي، وهذا ما يتطلب العمل على إنجاح جهود التسوية السياسية دون التفريط بالثوابت الوطنية السورية، المتمثلة بتحرير كل جزء من الأرض السورية، وطرد جميع المحتلين الصهاينة والأمريكيين والأتراك، والقضاء على بقايا المجموعات الإرهابية، وبسط سيادة الدولة السورية على أراضيها، ووحدة الأرض والشعب.

إن النجاح في المعركة السياسية يتطلب، حسب اعتقادنا، توحيد كلمة السوريين عبر حوار وطني شامل، يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثتية، لدعم الموقف السوري، والتوافق على مواجهة الاحتلال، وتحقيق طموحات الشعب السوري بالإصلاح السياسي والديمقراطي والاقتصادي والمعيشي، وتحديد ملامح سورية المستقبل، الديمقراطية.. العلمانية.

 

من صنع الجلاء العظيم قبل سبعة وسبعين عاما، قادر اليوم على صنع الجلاء.. والاستقرار.. والأمن.. والسلام.. والكرامة لسورية، والشعب السوري العظيم.

المجد والخلود لصانعي الجلاء!

عاشت الذكرى السابعة والسبعين للجلاء العظيم.

 

دمشق في 17 نيسان 2023

        المكتب السياسي

                                                                                        للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1107 - 22/5/2024