اتحاد الشباب الديمقراطي السوري (SDYU): في ذكرى التأسيس الرابعة والسبعين.. سنواصل ما بدأه رفاقنا الأوائل في الدفاع عن حقوق شباب الوطن

في الخامس من نيسان من كل عام، تمتزج في قلوبنا مشاعر الفرح بعيد اتحادنا العريق، بمشاعر الفخر والكبرياء، بتاريخ نضالي مشرف نضيء اليوم شمعته الرابعة والسبعين، ونتذكر كل من أقسموا بالورد والسنابل وعاهدوا شعبهم على أنهم سيصونون السلم والربيع، وأن الأرض ستُحرّر، وأنه لن تقوم للفاشية وإجرامها قائمة على هذه الأرض ما دمنا موجودين.

نتذكر اليوم كل من ناضل في صفوف اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، منذ فجر التأسيس حتى أيامنا هذه، من رفاق ورفيقات عرفوا السجون والتعذيب والتسريح من العمل والفصل من المدارس والجامعات وملاحقة البوليس، كل من خاضوا معارك المواجهة ضد المحتل الصهيوني. نتذكر مسيرة أربعة وسبعين عاماً من النضال الوطني والطبقي والإنساني، حاول أعداء الشعب والإنسانية أن ينسفوها وأن يحلّوا اتحادنا خلالها مراراً، فيعود الاتحاديون من جديد لإحياء تنظيمهم، لينبت عوداً أخضر أصلب مما كان ويثبت أن وجوده ضرورة موضوعية، ما دام هناك شباب يعانون من الإفقار والتمييز والتهميش وانسداد الأفق والإقصاء عن العمل السياسي الحقيقي.

وها نحن أولاء اليوم نواصل ما بدأته أجيالٌ سابقة من الرفاق والرفيقات الاتحاديين في السير على درب النضال والتضحية في سبيل حقوق شبابنا، فبالأمس القريب واجهنا مساعي الغرب الإمبريالي للتلاعب بمشاعر الاستياء من الفساد والتدهور الاقتصادي وسياسات التفرّد في البلاد، ومع بداية الأحداث في عام ٢٠١١ دعا اتحادنا شباب الوطن إلى تنظيم الحياة السياسية والعمل من خلال الأحزاب السياسية، عبر نضال وطني سياسي جدي يبعد سورية وشعبها عن حرب دامية ورّطتنا فيها القوى الإمبريالية وعملاؤها الرجعيون في ممالك القهر الخليجية والنظام التركي الفاشي. وعند نداء الواجب، التحق رفاقنا بصفوف جيشنا الوطني للدفاع عن الوطن ضد التكالب الإمبريالي الرجعي وقوى الظلام الفاشية التكفيرية التي عملت جميعاً على حرف مسار الحراك الشعبي وتحويله إلى مواجهات طائفية مسلحة لم تجلب لشعبنا سوى الموت والتشريد والإذلال وتغوّل أمراء الحرب، وجعلت البلاد ساحةً للمواجهات الدولية بات فيها الحل مرهوناً بأجندات الحلفاء والخصوم والأعداء.

أما اليوم فنخوض المواجهة ضدّ المشروع الإمبريالي، ومحاولات فرض التقسيم على البلاد، وتكريس الاحتلال الصهيوني والتركي والأمريكي وعملائهم لأجزاء من وطننا في الجولان وإدلب وعفرين وشرقي الفرات والحسكة والتنف. وضدّ الحصار الاقتصادي الجائر الذي يهدف إلى تجويع شعبنا وحرمانه من أبسط مقومات الحياة.

كما نقف في وجه تسلّط حفنة من الرأسماليين الأوليغارشيين المتنفذين على البلاد، الذين لا يرون في الحرب والحصار الاقتصادي الظالم على شعبنا إلا فرصة لجني الأرباح على حساب معاناة السواد الأعظم من السوريين. كما نرى أن الإمعان في مواصلة الحكومة للنهج الإقتصادي النيو ليبرالي ذاته، المدمّر للبلاد والمتماشي مع مصالح تلك الحفنة، إنما هو أكبر خدمة تقدمها هذه الحكومة لأعداء الشعب في الداخل والخارج، فضلاً عن أنها سياسات قاصرة عاجزة عن التصدي لواقع الحصار الاقتصادي الإمبريالي.

نقف إلى جانب حزبنا، الحزب الشيوعي السوري الموحد، في رؤيته أن الحل لكل ما يجري في سورية اليوم لا يمكن إلا أن يكون سياسياً وعبر مؤتمر حوار وطني شامل يضم جميع القوى الوطنية السورية بمختلف تلاوينها الفكرية والسياسية، مؤتمر يعرّي ويقصي كل قوى الفساد والتجبّر والظلم من جهة، وقوى الظلام والتكفير والإرهاب الفاشية العميلة للخارج من جهة أخرى، التي أمعنت على مدى ما يزيد عن عقد من الزمن في إجرامها وتجبّرها ونهبها لخيرات البلاد وتلاعبها بمصير وطننا وشعبنا، ونرى في الحوار السياسي الوطني الجدي المخرج الوحيد أمام شعبنا، ليتمكن من تأمين غدٍ أفضل للأجيال القادمة، وخصوصاً في الظروف الدولية الحالية والمنعطفات الكبيرة التي اتخذتها بعض القوى الإقليمية. فليصمت أمراء الحرب وليتوقف حوار مدافع وبنادق الطغيان والظلم والعمالة، وليبدأ حوار العقول الوطنية الجدية الغيورة على مصالح الشعب والوطن.

إننا، في عيد انطلاقة اتحادنا، نعاهد رفاقنا وأهلنا وشباب وطننا ورفاقنا في منظمات اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي على أن نصون ألق رايتنا، وأن نبقى القدوة لأقراننا في العمل والدراسة والنضال السياسي والتضحية من أجل شعبنا ووطننا. كما نعاهدهم على أن يبقى نضالنا مستمراً لينال شبابنا حقوقهم في التعليم المجاني اللائق، وحقوقهم في شروط عمل لائقة مناسبة بناءً على مبدأ تكافؤٍ حقيقي في الفرص، ويؤمّن للإنسان أسس العيش الكريم ويحرّره من العوز والحاجة، وفي أن يكون هناك عدالة ومساواة أمام القوانين تكون قائمةً على مبدأ المواطنة لا تمييز فيها على أساس جنس أو دين أو عرق، كما نعاهدهم على أننا سنبقى نناضل ما دام هناك طلاب أكلت الظلمة عيونهم وهم يدرسون لتحسين مستقبلهم، وما دام هناك شبابٌ نهش الفقر أجسادهم وخيّم في أذهانهم همُّ لقمة العيش، وما دام هناك شباب سقف أحلامهم هو الهجرة لتأمين حياة كريمة في الغربة، ونقول لهم إن الحلول لم تكن في يومٍ من الأيام فردية، وإنما الحل دائماً هو جماعي، وهو دائماً ثوري قائم على تغيير شامل في بنية المجتمع غايته تحرير الأرض والإنسان، وندعو شباب وطننا إلى الانتساب إلى منظمتنا، لنعمل معاً من أجل تحقيق ذلك التغيير وبناء غدٍ أفضل لا مكان فيه للظلم والعنصرية والاستغلال، غدٍ لن يشوّهه جشع الرأسمالية، غدٍ تسوده العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.

عاش اتحاد الشباب الديمقراطي السوري!

عاشت ذكرى التأسيس الرابعة والسبعون!

عاش نضال شبابنا السوري من أجل غدٍ أفضل!

المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الديمقراطي السوري

دمشق 5/4/2023

العدد 1107 - 22/5/2024