تحرك عسكري أمريكي مشبوه شرق الفرات

رزوق الغاوي:

على مدى أيامٍ قليلة سابقة، شهدت مناطق شرق الفرات الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي تحركاً عسكرياً أمريكياً مشبوهاً تمثل بزيارتين منفصلتين غير شرعيتين، الأولى: قام بها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة (مارك ميلي) لمنطقة التنف، تلتها ببضعة أيام زيارة أخرى قام بها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال (مايكل كوريلا) لمخيم الهول وسجن الثانوية الصناعية في الحسكة الذي يضمّ عدداً من قادة تنظيم داعش الإرهابي.

زيارتا الجنرالين (ميلي وكوريلا) لمناطق شرق الفرات، تؤكدان دون أدنى شك، أن الإدارة الأمريكية بصدد الإعداد لإعادة انتشار القوات الأمريكية التي تضم نحو ألف جندي،  ربما تمهيداً لعمل عسكري عدواني أصالة أو بالوكالة في تلك المناطق لا تُعرف أبعاده أو الهدف منه مرحلياً أو استراتيجياً، مع الأخذ  بالاعتبار استمرار قوات الاحتلال الأمريكي بإجراء مناورات  تدريبية في مناطق وجودها، وتأكيد واشنطن المستمر عزمها على مواصلة احتلالها لتلك المناطق، والاستمرار في ممارسة الضغط على الشعب  السوري بسرقة ثرواته الطبيعية من النفط والحبوب.

في هذا السياق ترى دوائر استخباراتية خارجية أن واشنطن تقوم بنقل العديد من الآليات العسكرية المدرعة والمصفحة من طراز (برادلي)، ومنظومة صواريخ من طراز إيغلا، وتاو، ونلاو، وتسليمها إلى التنظيمات الإرهابية الموجودة في شرق الفرات وتنظيم داعش تحديداً، وذلك عبر العلاقات القائمة بين القوات الأمريكية وهذا التنظيم في تلك المناطق السورية حيث الوجود الأميركي غير الشرعي، والدور السلبي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية،  في منطقة سيطرة قوات سورية الديمقراطية الانفصالية، أو في منطقة التنف عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، وقد لفتت دوائر متابعة إلى أن الأمريكيين نقلوا مجموعة من تنظيم داعش من سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة، إلى قاعدة التنف الأميركية، ونشروها حول تلك القاعدة، وتتردد أنباءٌ عن احتمال قيام القوات الأمريكية بوضع خطط عسكرية جديدة في تلك المنطقة،  يضاف إلى ذلك ما تردد اًيضاً حول نية واشنطن العودة إلى محافظة الرقة والتمدد باحتلال المزيد من الأراضي السورية، لإطالة أمد الحرب على سورية بغية تحقيق أهداف عدوانية مكشوفة عليها، باتت معروفة للقاصي والداني.

الأحد 26/3/2023

العدد 1104 - 24/4/2024