لقاء الرفاق الشيوعيين السوريين في كندا وأمريكا مع الرفاق في الحزب الشيوعي الكندي

بدعوة من الحزب الشيوعي الكندي جرى لقاء هام مع الرفاق أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء الحزب الشيوعي الكندي والأصدقاء المهتمين (على الزوم) حضر اللقاء 58 رفيقاً ورفيقة. قدم الرفيق يوسف فرحة كلمة حول الآثار الكارثية للزلزال الذي وقع في سورية وتركيا استغرقت خمس عشرة دقيقة، عرض فيها أهم النقاط التي يجب التأكيد عليها مدعمة بالأرقام والوقائع. وعندما انتهى حديثه طرح الرفاق المشاركون بعض الأسئلة حول طريقة جمع المساعدات والتبرعات، وعن طرق توزيع المساعدات على مستحقيها وأجاب عنها رفاقنا.

وفي نهاية اللقاء شكرت الرفيقة ليز (رئيسة الحزب الشيوعي الكندي) الرفيق يوسف وجميع الرفاق الحاضرين، ووعدت بأنهم في الحزب الشيوعي الكندي يطالبون الحكومة الكندية بوقف العقوبات على سورية وإرسال المساعدات الفورية للشعب السوري. وهذا نص الكلمة:

الرفيقات والرفاق الأعزاء

تحياتنا لكم وأدعوكم أولاً الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الزلزال في سورية وتركيا، وعلى أرواح شهداء الشعب الفلسطيني – شكراً.

منذ 12 عاماً من الحرب التي شنت على سورية من الإرهاب العالمي ضد سورية والعقوبات الظالمة مفروضة علينا من الإمبريالية الأمريكية وحلفائها.

الشعب السوري، الذي أعطت حضارته للإنسانية الكثير، يعيش في ظل أزمة خانقة: ساعة من الكهرباء في اليوم، ونقص في الغاز وفي الفيول والدواء، ولا توجد الأدوات والإسعافات الطبية اللازمة في الصيدليات في سورية، هي بحاجة للمساعدة لكسر الحصار ورفع العقوبات المفروضة على سورية.

سورية الجريحة تناديكم يا شرفاء العالم من أجل مساعدتها بالعمل على إرسال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى متضرري الزلزال الكارثي المميت الذي ضرب أكثر من خمس محافظات وأريافها، وخلف آلاف الضحايا وعشرات الألوف من المتضررين وزاد من معاناة الشعب السوري.

عائلات منكوبة وعائلات استشهد كل أبنائها تحت الأنقاض، مساعدتها بالعمل لكسر الحصار ووقف العقوبات الإجرامية المفروضة علينا من قبل الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها.

سورية أيها الرفيقات والرفاق لم تكن بحاجة إلى كارثة دامية أخرى بعد 12 سنة من بدء الحرب جرى خلالها تدمير الصناعة وسرقة المعامل ومعظم آليات البناء من الشركات العامة الإنشائية –  5000 من جرافات وبواكر وروافع ثقيلة سرقت – مما زاد من صعوبات العمل الإغاثي الطارئ وعدم تمكن الدولة في ظل هذا النقص الكبير بالآليات والمعدات الخاصة بالزلزال من إنقاذ أرواح الناس العالقة تحت الأنقاض، مما أدى الى زيادة عدد الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن فاجأهم الزلزال وهم نيام في الساعة 4:17 صباح يوم 6 شباط (فبراير).

40 ثانية كانت كافية لتجعل من الكارثة ما يضاعف مأساة السوريين من الفقر والجوع والموت وفقد الأحبة خلال 12 عاماً.

800 مبنى دمرت بالكامل وهناك عشرة أضعاف هذا الرقم أبنية متصدعة أو مدمرة جزئياً لا تصلح للسكن، ويحتاج معظمها الى الهدم وإعادة البناء.

إنها مأساة حقيقية: محافظة حلب 54 مبنى متعدد الطوابق انهارت بالكامل، وأكثر من 2300 مبنى أصبح غير صالح للسكن ويحتاج الى ترميم، وتضررت 13 ألف عائلة – بلغ عدد الضحايا 423 شهداء والجرحى 714 والمفقودين 6 أشخاص حتى الآن – مدينة حماه كان الضحايا عائلات بكاملها، بسبب الزلزال انهدم حيٌّ بأكمله وهناك 522 منزلاً بحاجة الى إعادة ترميم

– جنديريس تعرّضت لأقسى أنواع الدمار والخراب ومئات القتلى والجرحى حيث كانت عمليات الإنقاذ وإخراج الناس من تحت الأنقاض شبه معدومة لعدم توفر المعدات والآليات حتى اليوم الخامس – 300 مبنى مدمر بالكامل و1200 مبنى متضرر وأصبح أكثر من 75% من المساكن لا يصلح للسكن.

في اللاذقية – مدينة جبلة 20 مبنى متعدد الطبقات دمرت، واستشهد الكثير وشرد المئات – قرية سطامو ريف جبلة دمر الزلزال 60% من بيوتها وباتت معظم البيوت الأخرى غير قابلة للسكن.

  • في كل المدن المنكوبة أمّنت الحكومة أماكن استقبال بعض الناجين مع تأمين الطعام والدواء وحليب الأطفال والخدمات الضرورية اللازمة.

بلغ عدد الضحايا المسجلين في سورية حتى صباح الجمعة 17 شباط (فبراير) 2023 – 5800 وفاة، ونحو 3000 مصاب وتكثف مجموعات الإغاثة والإنقاذ المحلية والعربية والدولية التي تشارك لمساعدة الملايين الذين باتوا بلا مأوى وكثير منهم ينامون في الخيام والكنائس والمساجد والمدارس وبعض النوادي الرياضية. قدرت بعض الأوساط أن عدد المحتاجين الى مساعدة عاجلة والمحرومين من السكن والماء والكهرباء والطاقة في سورية وتركيا بـ 25 مليون إنسان – مع الأخذ بعين الاعتبار أن آلاف السوريين المهجرين الى تركيا بدأوا الآن بالعودة الى سورية نظراً لخسارتهم بيوتهم والمعاملة السيئة التي عوملوا بها هناك، حتى الآن 20 ألف عبروا الحدود. ناشدت الأمم المتحدة العالم جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة عملية الإغاثة التركية، بعد يومين من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين وأعتقد أن هذه المبالغ ليست كافية. منظمة الصحة العالمية قدمت بعض المساعدات عن طريق الإمارات، وكذلك الدانمارك وبعض الدول العربية والصديقة شاركت منذ بداية الكارثة بإرسال المساعدات والفرق الطبية والإغاثية للإنقاذ، أما بقية الدول الأوربية والولايات المتحدة وحتى كندا فلم ترسل أية مساعدات إلى مناطق الحكومة السورية. وهنا لابد من الإشارة إلى ازدواجية المعايير في  الموقف الأوربي الذي أرسل كل الدعم إلى تركيا ولم يرسلوا أية مساعدة إلى الشعب السوري في ظل الحكومة السورية حتى 24 شباط (فبراير) وصلت أول طائرة ألمانية تحمل بعض المساعدات من الصليب الأحمر- الشعب السوري داخل سورية عبر عن وحدة رائعة من خلال تقديم كل ما أمكنه أن يقدمه من معونات إلى المناطق المنكوبة من مواد غذائية وحليب الأطفال والألبسة وحرامات وغيرها رغم حالة الفقر والجوع الذي وصل إليها.

– يساهم حزبنا الشيوعي السوري الموحد إلى جانب الأحزاب والقوى الوطنية الأخرى بهذه الحملة، وكلف الرفاق في اتحاد الشباب الديمقراطي السوري بتشكيل مجموعات عمل تقوم بتقديم المساعدات في كل مناطق الكارثة.

–أخيراً في الوقت الذي تشيع سورية شهداءها من الزلزال، أقدم إرهابيو داعش على قتل عدد من فقراء الفلاحين في البادية السورية كانوا يجمعون الكمأة لبيعها ودعم عائلاتهم وفي نفس الوقت شنت إسرائيل عدواناً غادراً مساء الأحد 19 شباط (فبراير) على دمشق وقلعة دمشق المعلم الأثري الذي يفتخر به السوريون.

– دمر هذا العدوان المعهد المتوسط السياحي ومركز قلعة دمشق التوثيقي المتطور والكومبيوترات والأجهزة المتطورة فيه، إلى جانب أبنية سكنية مدنية.

كان من الشهداء اختصاصي قلبية الدكتور آصف، والصيدلانية ليليانا، والمهندس أمجد وآخرون.

– عدوان تجاهله الإعلام الغربي والأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه قامت داعش بتفجير سيارة عسكرية استشهد فيها خمسة عسكريين. إنه تحالف واضح بين اسرائيل والإرهاب.

ختاماً نقدر عالياً موقف التضامن الأممي للحزب الشيوعي الكندي الذي وقف دائماً مع قضايانا العادلة، ونتمنى أن نتعاون دائماً من أجل مستقبل أفضل للبشرية ونشكركم على الدعم والمساعدة لحزبنا وللشعب السوري في مواجهة الكارثة والمأساة الراهنة، كما نرجو دعمنا لكسر العقوبات والحصار الجائر المفروض على سورية والذي يتعارض مع القانون الدولي، هذه العقوبات التي منعتنا من إعادة بناء بلدنا وما دمرته الحرب. إنهم يعاقبون الناس وليس الحكومة ويجبرونهم على الفرار من بلدهم وشكراً.

في آخر اللقاء قُدّمت دعوة للاعتصام أمام القنصلية الأمريكية في تورنتو من أجل كسر الحصار ووقف العقوبات على سورية.

 

الرفاق الشيوعيون السوريون في كندا وأمريكا

يوسف فرحة – كندا 26 شباط 2023

العدد 1105 - 01/5/2024