لماذا تطلى جميع الطائرات باللون الأبيض؟

هل لاحظت من قبل أن طائرات الركاب دائماً ما تطلى بالأبيض؟ إذا كنت تعتقد أن ذلك اعتباطي أو هو محض صدفة فأنت مخطئ!

في الحقيقة ليست كل الطائرات بيضاء فقد طلت الخطوط النيوزلندية ذات مرّة طائرتها بوينغ 777 بألوان برتقالية وجعلت منها إعلاناً إشهارياً عملاقاً، بينما تميل شركة سيبيريا إلى استعمال اللّون الأخضر الليموني. لكن الغالبية العظمى من طائرات الركاب تكون بيضاء وذلك لعدة أسباب.

التكلفة:

الحجم الكبير لطائرات الركاب يجعل تكلفة طلائها مرتفعة جداً. من جهة أخرى، (الطلاء يضيف ما بين 273 و544 كيلوغراماً إلى وزن الطائرة)، ذلك ما صرح به متحدث عن شركة بوينع لصحيفة التلغراف ترافل، فالوزن الإضافي يعني زيادة حرق المزيد من الوقود والعكس صحيح.

الحرارة:

للسبب نفسه الذي يجعل اللون الأبيض يطغى على ملابسنا الصيفية، تكون الطائرات عادة بيضاء اللون، ذلك أن هذا اللون يعكس ضوء الشمس وبالتالي يساهم في برودة الطائرة وحمايتها من الأضرار المحتملة للأشعة الشمسية.

وفي السياق ذاته، تحتوي الطائرات على مكونات بلاستيكية وزجاجية تتطلب أقصى قدر من الحماية من حرارة الشمس، ولو لم تُطلَ الكونكورد، الطائرة ذات السرعة الفائقة للصوت، بطلاء أبيض عاكس للغاية لما كانت لتتحمل الـ 127 درجة مئوية الناتجة عن السفر بسرعة 2145 كم/سا.

السيطرة على الضرر

علاوة على الأسباب سالفة الذكر، يجعل اللون الأبيض عملية الإصلاح والمراقبة أمراً هيّناً، فلا يوجد لون قادر على منافسة الأبيض في جعل الشقوق والخدوش والانسكابات النفطية واضحة.

الحد من ضربات الطيور

يساهم اللون الأبيض في جعل الطائرة واضحة ويعزز قدرة الطيور في التعرف عليها وبالتالي تجنبها، وذلك وفقاً لبحث نشر سنة 2011 في مجلة (التفاعلات بين الإنسان والحياة البرية).

ضربات الطيور يمكن أن تشكل خطراً على سلامة الطائرة، ففي شهر نيسان 2018، اضطرت طائرة تابعة لشركة Southwest Airlines كانت تقل ما يقرب من 150 راكباً إلى الهبوط الاضطراري بعد اصطدامها بسرب من الطيور.

في النهاية، قد يتبادر إلى ذهنك أن الطائرات الملونة أكثر خطورة للطيران، لكن هيئة الطيران المدني الأمريكية تنفي ذلك، ويقول متحدث لـ Telegraph Travel (لا توجد متطلبات من وجهة نظر السلامة فيما يتعلق بالطلاء)، بل تميل ألوان الطائرات إلى التلاشي بعد التعرض الطويل للشمس وعوامل بيئية أخرى وذلك بسبب عملية الأكسدة.