أمسية حول الحوار الوطني الشامل في المركز الثقافي العربي_ أبو رمانة

دمشق_ (النور)_ خاص:

بدعوة من الحزب الشيوعي السوري الموحد، قدمت الرفيقة وفيقة حسني (عضوة المكتب السياسي للحزب) محاضرة في المركز الثقافي العربي بدمشق_ أبو رمانة، عن الحوار وأهميته وأهدافه وآلياته، وذلك بتاريخ 25/1/2023، تمحورت المحاضرة على الإجابة عن الأسئلة التالية:

1- هل الحوار ثقافة لها جذور في تاريخنا؟

2- لماذا نعيد التأكيد على هذا الحوار؟

3- هل نرتقي بالآلية أم بالمضمون؟

4- هل هناك خيارات أمامنا كسوريين غير أن نلتقي معاً؟

5- من أين نبدأ وكيف؟

حضر اللقاء نخبة من ممثلي بعض الأحزاب والشخصيات السياسية والعديد من المهتمين بالشأن العام. وأعقب المحاضرة حوار غنيّ قُدّمت فيه مداخلات تضمّنت آراء متنوعة ومقترحات وإضافات.

قدّم المحاضرة وأدار النقاش الرفيق خليل داود (عضو المكتب السياسي للحزب).

وقد كان لهذا اللقاء وقع إيجابي على الحضور الذي أبدى الدعم لتوجّه الحزب الشيوعي السوري الموحد ومبادرته التي تسعى وتحرّض على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يضم كل الأحزاب الوطنية والنخب السياسية والتنظيمات الوطنية والتقدمية والفعاليات المختلفة، من أجل وضع خريطة طريق للخروج من هذا الاختناق الذي يعيشه الوطن.

 

 

 

 

الحوار الوطني.. ضرورته وأهمّيته وأهدافه

 

الأخوات والإخوة الأعزاء..

مساء الخير!

نلتقي اليوم تحت عنوان يُتداوَل بتواتر على مستويات مختلفة، وهو الحوار.

في الحقيقة ما سأقدّمه اليوم ليست محاضرة أكاديمية، بل صوت واعٍ لأهمية الحوار، وضرورته في ظل ما تعيشه سورية.

منذ بداية الحرب السورية دعا حزبنا الشيوعي السوري الموحد إلى عقد الحوار السوري الشامل، للبحث عن حلول سلمية تخرج الوطن برمته من تداعيات خطر جاثم، لن يرحل بسهولة قبل أن يحقق بعضاً من أهدافه.

وفي هذا الإطار هناك أسئلة تفرض نفسها:

  1. هل الحوار ثقافة؟ وهل لها جذور في تاريخنا؟ أم هو ثقافة مستحدثة؟
  2. لماذا نعيد التأكيد على هذا الحوار؟ وماذا نريد من ذلك؟ ما هي أُسسُه ومبادئه ومتطلباته وأهدافه، وكيف نحضّر له؟
  3. هل نرتقي بالآلية أم بالمضمون، أم بكليهما؟
  4. هل هناك خيارات أمامنا كسوريين غير أن نلتقي معاً؟
  5. من أين نبدأ؟ وكيف؟

 نعم، للحوار مساحة في تاريخنا وثقافتنا وليست فكرة مستحدثة، وإن كنا لا نجيد العمل وفقها تماماً.

الحوار قبل كل شيء هو قبول الآخر، والاعتراف بحقه في الاختلاف، وبحقّه في التعبير عن رأيه، وكل ذلك بقصد التفاهم لإيجاد جلول مشتركة للقضايا التي سيتم بحثها.

وتستند الأسس والمتطلبات التي يقوم عليها الحوار على احترام تعددية الآراء، والندّية، والتسامح، واعتبار الاختلاف دافعاً للانفتاح على الآخر بحوار صادق تراكمي، يهدف للتوافق ويؤمن وضوح الرؤية المستقبلية، كذلك من المهم التعرّف على طبيعة المشاكل من زوايا مختلفة تثري وجهات النظر.

  • نريد من الحوار معالجة مشاكلنا المتفاقمة التي عجزت فيها كل الأطراف منفردة عن إيجاد مشاريع حلول لها.
  • نريد البحث عن الحقيقة، والشرط اللازم لها هو الحرية، الحرية ليس بمعناها المجتمعي فقط، بل بمعناها الشخصي.
  • الحوار يحتاج إلى محاورين أحرار من الداخل.

ولكي يكون حوارنا جريئاً وذا جدوى علينا أن:

  1. نطرح المشاكل الحقيقية.
  2. نطرح الأسئلة الموضوعية حولها.
  3. نقف الوقفة الصارمة تجاه الأخطاء.
  4. نبحث عن الإجابات التي تصوب المسار.

على أن يجري كل هذا وفق منهج يحدّد موضوعه وأهدافه بدقة، وأن يكون بين أطراف لها مصداقيتها، وأن يكون هذ اللقاء حائزاً على فرصة التكافؤ والحرية والمساواة والمصارحة، والوضوح في طرح الآراء والمواقف.

فالحوار ليس نقاشاً تسيّره الأهواء، ولا لتلمّس أخطاء الآخر.

علينا أن نتجنب كل ما يوحي بعدم الثقة وعدم الإصغاء وعدم اللجوء لتبرير الأخطاء، أو توهّم امتلاك الحقيقة، فهذه فكرة قاتلة بحيث أنها تحول المثقفين إلى ميليشيات تطمس وجه الحقيقة.

ويجب على كل طرف أن يكون مستعداً لتغيير موقفه أو تعديله وفق ما تتطلّبه المصلحة العليا للوطن.

إن الحوار لا يوفر فرصة معرفة الآخر فقط، بل يجعلنا نسلط الضوء على ذاتنا لنعرفها أكثر.

أما عن موقفنا كسوريين، فليس أمامنا خيارات غير أن نلتقي معاً في فسحة متوازنة صحية، ونحن نعترف لكل الأطراف التي سيجمعها الحوار أنه، كما أشرت سابقاً، من حقنا جميعاً أن نختلف، وعلينا أن نقبل الآخر، وأن نطرح ما نريد بحرية على طاولة الحوار.

 ونحن كسوريين بحاجة إلى حل المشكلات الخانقة التي نعاني منها، والتي لا تخص فئة دون أخرى. مهما كانت الآراء التي اختلفنا حولها في البداية على ألا تمسّ السيادة، نحن بحاجة إلى أن يوحّدنا الوطن بكل ما يعنيه.

يجب أن نقف جميعاً أمام الأخطاء ونحلّل أسبابها، وكيف انعكست على حياتنا، لنرسم طريقاً للحلول الصادقة تجاهها، ونحن نتلمس الخطر المحدق بوطننا.

 حاجتنا إلى هذه الوقفة ليست ترفاً، وليست فقط لنؤكد أننا مع الحوار، لذا علينا جميعاً أن نتلمس خطراً مقلقاً يهدد سيادتنا الشاملة على أراضينا، جميعنا نتلمس مشاريع التقسيم المجهزة مسبقاً ومنذ سنوات.

 وكانت مقررات حزبنا في مؤتمره المؤتمر الـ13 عام 2019 تؤكد ضرورة الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية في البلاد.

 ومؤخراً كثف الحزب من جهوده من أجل التحريض على عقد هذا الحوار، لا من أجل دعم الصمود السوري في مواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي فقط، بل أيضاً من أجل تقوية الفعل الوطني السوري في أي جهود قادمة لحل الأزمة السورية، والتوافق على حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، تفتح الطريق أمام المستقبل السوري الذي نريده ديمقراطياً.. علمانياً، وتتابع قيادة الحزب اليوم اتصالاتها مع جميع القوى الوطنية والتقدمية في البلاد، لوضع إطار عريض لتحالف وطني داعم للحوار الوطني، وتقوية صمود بلادنا في مواجهة الاحتلال.

 ويلاقي هذا التحرك من أجل عقد الحوار الوطني السوري السوري، قبولاً واسعاً لدى قوى سياسية وطنية، ونخب فكرية وسياسية، مما دفع العديد من صحف الأحزاب ومواقعها الإلكترونية إلى التأكيد على أهمية الحوار الوطني، وتدعو إلى عقده، وذلك توافقا ًمع ما تنشره جريدة الحزب (النور) عن هذا الموضوع.

وفي النهاية، أريد أن أؤكد أننا جميعاً كسوريين نقف في خندق واحد لنواجه أصعب ما مرت به دولة، لنواجه خطراً يهدد وجودنا كدولة موحدة الجغرافيا لها مكانتها ودورها وقدراتها.

فالتحدي الذي نواجهه هو أن نكون أو لا نكون، واجتماعنا المستمر معاً لتداول الرأي ضرورة استثنائية فرضتها الظروف.

أدعوكم أصدقائي للمشاركة، ولنقف معاً على هذه الطريق.

شكراً لطيب حضوركم وحسن استماعكم!

 

العدد 1105 - 01/5/2024