أينما وجد خير كثير سيقابله شرّ يسير

ريم داوود:

قبل النزوح..  جدران ناصعة.. أثاث نظيف.. أبواب مدعمة.. هكذا كان حال المنزل قبل فعل الخير.

(أم سامي جهزي أمورك وضبي كم غرض إلنا وللولاد لازم نطلع من هون بأسرع وقت. وين بدنا نروح يا رجال؟ خمس ولاد مين رح يستقبلك؟ وين بدنا ننام؟ قلتلك ضبي الغراض ولا تهكلي هم شفت واحد صاحبي رح يعطينا بيتو فترة لبين ما يفرجا الله، الزلمة ابن حلال وما طلب أجار).

*أخلاق تُنبِت حضارات: عنوان الشعوب ومنشأ الحضارات ينبع من الأخلاق، فإذا فسد الإنسان في أخلاقه فسدت إنسانيته وصار مسخاً عن الحقيقة، إنها قيمة القيم ووسيلة يتعامل من خلالها الناس فيما بينهم، فإذا فقدنا هويتنا كبشر، وإذا كُنّا تخليّنا عنها نكون قد تخليّنا عن ماهية وجودنا كأناس مجبولين بطبيعتين روحية ومادية. أعوام مرّت وأيام انقضت شهدنا فيها الجميل والقبيح، لكنها لم تدفعنا يوماً للتخلّي عن مبادئنا وقيمنا التي تربّينا عليها كما فعل كثيرون، بل دفعتنا تلك الليالي الحالكة للتمسّك بصلابة وعنف بما زرعه أهلنا فينا جاهدين مناضلين على نقله بأمانة لأبنائنا.

هكذا هي الحروب تُطيح بالبعض لترفع شأن البعض الآخر، فكم من غنيٍّ فقد الثراء؟ وكم من فقير ناطح السحاب يقطف ويجني الأموال، لكن ما من شيء يدوم إلاّ أفعالنا، فالإنسان منّا ابن العادات جاهل يتعلّم من خلال اكتساب المعرفة، وكم يؤسفنا أن يتخلّى الإنسان عن عاداته وقيمه متماشياً مع الراهن الآني متناسياً أنه في النهاية لن يصحَّ إلاّ الصحيح.

(إي أخي أبو سامي تفضّل هاد البيت وهاد مفتاحو، إنت رفيق غالي وعزيز وانشالله شدة وبتزول.. كتر خيرك فضّلت علينا.. الفضل لله أبو سامي مابدي وصيك البيت بيتك ومعروفي بتردلي ياه لما بتحافظ عالبيت متل ما استلمتو. له يا رجل لا توصي حريص!).

*الوعي الاجتماعي: مصطلح غريب قريب من إدراك الأفراد، فهو مشاركة الوعي المشترك في المجتمع. ويمكن تعريفه أيضاً على أنه الوعي بالمشكلات المختلفة التي تواجهها المجتمعات بشكل يومي. يُقسم هذا المصطلح إلى مفهومين هما الوعي والاجتماعي، فالوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادي المحيط بنا، ويلعب دوراً هاماً في التطور والتقدم الاجتماعي، إيجابياً كان أم سلبياً، فالأفكار والسلوكيات التي توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تكون عائقاً أمام هذا التطور، فالوعي الاجتماعي ركيزة من ركائز تقدم أي مجتمع وتطوره، بل وله دور في استقرار المجتمع والنهوض به

.(يا أبو سامي صارلك سنة بتقلي عم دور عبيت وهالشهر بتستلم والشهر الجاي طالع.. يا أخي بدي جوّز الولد وسكنو.. أنا ما قصّرت معك، صارلك ٦ سنين ساكن وعم قول لحالي الأحوال صعبة بس أنا كمان عندي ظروفي. يا ريت تردّلي معروفي يلي عملتو معك. خلص ما قلتلك لا تهكل هم رح أعطيك أجار.. لك يا أخي مابدي أجار بدي البيت، لو سمحت آخر الشهر حاول تفضّي البيت. خلص نشالله آخر الشهر بيكون البيت معك.. تفضل أخي أبو مجد هاد مفتاح البيت ويكتر خيرك.. أبو سامي شو عاملين بالبيت يا رجل هاد المعروف يلي بدك تردو؟ هيك بتكافي فعل الخير؟ لك البيت بدو بقرة جحا ليرجع متل ماكان.. بس بتعرف نحنا مصيبتنا انو ما منعد للعشرة وعواطفنا عطول بتمشينا..).

*فعل الخير غاية أم قيمة؟ سؤال مفتوح، إجاباته عديدة متنوعة، منها ما يناسب أفكارنا ومنها ما يخالف آراءنا، إلاّ أنني على يقين تام بأن كوارثنا سببها هو أننا نقول نعم بسرعة ولا نقول لا ببطء. فهل الخطأ يكمن في فعل الخير نفسه؟ أم في استقبال هذا الفعل وفهمه كما يجب؟ ويبقى لنا حسن الختام.. فكما نكيل يُكال لنا.

العدد 1105 - 01/5/2024