سورية: تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان خطوة عدائية تعزز هيمنة دول غربية على المجلس

أكد السفير بسام صباغ (مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة) أن سورية رفضت مشروع القرار المقدم للجمعية العامة حول تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، لأنه ينطوي على حالة خطيرة من العدائية، ولأنه يعزز هيمنة دول غربية على المجلس وفرض رؤيتها ومعاييرها في مجال حقوق الإنسان، واستخدامها أداة للضغط السياسي واستهداف دول بعينها.

وأشار صباغ في بيان، يوم الخميس الماضي (7/4/2022)، خلال استئناف الدورة الطارئة للجمعية العامة حول مشروع قرار تعليق عضوية الاتحاد الروسي في مجلس حقوق الإنسان، إلى أن هذا المنبر الدولي يشهد مجدداً استغلالاً لمسائل حقوق الإنسان لخدمة المصالح السياسية الضيقة لبعض الدول، وخلق حالة استقطاب وتسييس لاستهداف الاتحاد الروسي، بذريعة التعامل مع الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، مؤكداً حرص سورية على ضمان احترام حقوق الإنسان، وأهمية تقديم المساعدة الإنسانية الضرورية لجميع مناطق الأزمات، ورفضها في الوقت ذاته أي تسييس للمسائل الإنسانية، وتشديدها على أهمية اعتماد مبادئ الحياد والموضوعية وعدم التمييز في قضايا حقوق الإنسان.

ولفت صباغ إلى أن هذا التحرك الغربي المنسق للتشهير بالاتحاد الروسي لا علاقة له بحقوق الإنسان في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، بل يندرج في إطار سعي دول غربية لفرض هيمنتها وسيطرتها على العالم من خلال محاصرة روسيا ومعاقبتها على سياستها الخارجية المستقلة، مبيّناً أنه عندما دمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها مدينة الرقة وقتلت آلاف السوريين لم نرَ هذا الحشد السياسي والإعلامي الدولي لفضح منتهكي حقوق الإنسان.

وأوضح صباغ أنه مثلما حدث في سورية خلال سنوات الحرب الإرهابية، فإن جلسات مجلس الأمن والجمعية العامة يجب أن تسبقها دائماً مسرحيات واستفزازات، وهو ما نشهده الآن في الحالة الأوكرانية، لتبرير القرارات التي تخطط الدول الغربية والمعادية لاتخاذها باسم شرعيتهم الدولية المزعومة.

وقال صباغ: إن سورية وانطلاقاً من موقفها الثابت والراسخ في رفض جميع محاولات تسييس حقوق الإنسان والتلاعب بها صوتت ضد مشروع القرار، وهي تدعو إلى النأي بمواضيع حقوق الإنسان عن أي اعتبارات سياسية ورفض سياسة المعايير المزدوجة، وإذا أرادت دولنا استمرار وبقاء الأمم المتحدة فعلينا جميعاً أن نقول: لا لمثل هذه القرارات، وإذا كنا أكثر صراحة وشفافية فإننا نرى في مثل هذه الممارسات تهديداً لوجود منظومة الأمم المتحدة ذاتها.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، لصالح تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقد أيد القرار 93 عضواً مقابل معارضة 24 وامتناع 58 عن التصويت.

العدد 1107 - 22/5/2024