بيان الحزب الشيوعي السوداني | سكرتارية اللجنة المركزية

بيان إلى جماهير الشعب الأبي؛

يحتدم الصراع بين قوى التغيير الجذري وأعدائها في معسكر الهبوط الناعم حول مستقبل الثورة، وبالتالي مستقبل السودان، وتنسى قوى الهبوط الناعم، عسكرية ومدنية، مسؤوليتها في التدهور العام الذي استمر بعد إزاحة رأس النظام، فباسم الشراكة بين المكون العسكري وأطراف سياسية تكونت الحكومة المدنية الثانية، وسارت في نفس سياسات الفقر والجوع والمرض بتنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي، وقبلت اختطاف ملف السلام الذي قاد إلى المحاصصة في جوبا، ورضيت بسرقة ثروات البلاد خاصة الذهب وبيعها في السوق العالمي، وفشلت الشراكة في بناء مؤسسات الدولة من مجلس تشريعي ومفوضيات، كما عجزت بقصد عن محاكمة المجرمين الذين شاركوا في مجازر دارفور وفض الاعتصام.

وكان انقلاب 25 أكتوبر الذي تم بمبادرة من اللجنة الأمنية وبتأييد من حكومات إقليمية – مصر الإمارات وإسرائيل – هو الإعلان بفشل السلطة بشقيها المدني والعسكري في التصدي لمهام الفترة الانتقالية، ومحاولة بائسة لوقف التصعيد الذي صاحب النضال الجماهيري الواسع والذي هز أركان السلطة وأرعب قيادتها.

إن تدخل المجتمعين الدولي والإقليمي وطرح العديد من المبادرات للرجوع للوثيقة الدستورية واستمرار الشراكة مع الحديث عن تأييد سلمية الاحتجاج والإدانة الخجولة للعنف المفرط الذي تمارسه السلطة الانقلابية الذي يرمي في النهاية إلى تنفيذ مشروع الهبوط الناعم وإجهاض الثورة وإخضاع البلاد لحكم تحالف عسكري مدني يسير في طريق التبعية للمعسكر الرأسمالي وحماية مصالح القوى المعادية للثورة داخلياً وخارجياً.

وتحاول بعض الدوائر والشخصيات السياسية الهجوم على الحزب من مواقع مختلفة، إن الحزب الشيوعي الذي أعلن بشجاعة موقفه في نوفمبر 2020، ناقداً دوره في العملية السياسية في الفترة السابقة، ظل ثابتاً على الموقف المبدئي من الشراكة مع اللجنة الأمنية في الماضي والحاضر والمستقبل، مؤكداً على قدرة قوى الثورة لإسقاط الطغمة العسكرية، ومنادياً ببناء أوسع جبهة جماهيرية تقود إلى الحكم المدني الديمقراطي الكامل.

في ظل هكذا وضع، ومع استمرار نضالات شعبنا وتصاعد المقاومة وإمكانيات العمل المشترك بين لجان المقاومة ولجان تسيير النقابات وتجمع المهنيين وأطراف متقدمة من المجتمع المدني والقوى السياسية الجذرية، يصبح من المهم الإسراع بالاتفاق على ميثاق وبرنامج ثوريين يعكسان الأهداف الرئيسية التي ينادي بها الثوار في مواكبهم المستمرة منذ 25 اكتوبر، وفي هذا الإطار تبقى مسألة تكوين المركز الموحد للقوى الجذرية هي الخطوة الأكثر إلحاحاً في هذه الظروف، فقيام المركز هو مفتاح الطريق لتوحيد الجهود والسير حثيثاً في اتجاه التحضير للإضراب السياسي العام والعصيان المدني وهزيمة حكم اللجنة الأمنية وبناء سلطة الشعب.

سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني

6 شباط (فبراير) 2022م.

العدد 1107 - 22/5/2024