السفير صباغ: مواصلة الغرب فرض إجراءاته القسرية غير الشرعية تفاقم معاناة ملايين السوريين

روسيا وإيران تجددان مطالبتهما بالانسحاب الفوري للقوات الأجنبية الموجودة بشكل غير قانوني في سورية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أن الإرهاب الاقتصادي وسياسات العقاب الجماعي المتمثلة بالإجراءات القسرية غير الشرعية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي فاقمت معاناة ملايين السوريين الذين يواجهون مشقّة كبيرة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، في انتهاك سافر لجميع المعايير القانونية الدولية ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح صباغ في جلسة لمجلس الأمن يوم الخميس 27/1/2022، حول الشأن الإنساني في سورية أن الآثار الكارثية للحصار غير القانوني وغير الإنساني على سورية طالت شتى قطاعات الحياة فيها وحدّت بشكل كبير من قدرة مؤسسات الدولة على توفير الخدمات الأساسية، كما حالت دون إنجاز الكثير من برامج ومشاريع التعاون بين سورية وشركائها في العمل الإنساني كالأمم المتحدة ووكالاتها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وعشرات المنظمات غير الحكومية الأجنبية المرخص لها بالعمل في سورية بما في ذلك المشاريع التي أكد عليها القرار 2585.

ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الأمن وحلفاءها عرقلوا الجهود الرامية لتحسين الوضع الإنساني في سورية، فقد عمدوا إلى حجب تمويل خطة الاستجابة الإنسانية فلم تتجاوز نسبة تنفيذ التعهدات خلال العام الماضي الـ 45 بالمئة من إجمالي المبلغ المطلوب من الأمم المتحدة كما عرقلت تلك الدول تطبيق أحكام القرار 2585 المتعلقة باتخاذ خطوات عملية لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري وتعزيز الوصول عبر الخطوط من داخل الأراضي السورية وتنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتوفير خدمات التعليم والصحة والمياه إلى جانب عرقلتها المتعمدة لاعتماد الإطار الاستراتيجي الناظم للتعاون بين سورية والأمم المتحدة والذي يهدف لدعم جهودها في تحقيق أهداف التنمية لعام 2030 وضمان عدم التخلف عن الركب وتوفير الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى مناطقهم.

وأشار صباغ إلى أن ما جرى في الحسكة خلال الأيام الماضية كشف عجز الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة والمنظمات الدولية الأخرى عن الاستجابة بالكفاءة المطلوبة لمواجهة هذا التحدي، على الرغم من المناشدة العاجلة التي أطلقتها سورية السبت الماضي والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها لهم للقيام بعملهم، وقد تحملت سورية الكم الأكبر من الأعباء التي فرضتها ممارسات الأطراف المنخرطة في تلك الأحداث، وبالرغم من محدودية قدرتها على تلبية الاحتياجات بسبب الإجراءات القسرية المفروضة عليها فقد وظفت كل إمكاناتها المتاحة للاستجابة الفورية لاحتياجات المهجرين ووفرت لهم متطلباتهم من مأوى وغذاء ودواء ومواد إغاثية ولوازم تدفئة ولاسيما في ظل الطقس شديد البرودة.

وشدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على أن جرائم قوات الاحتلال الأمريكي والتنظيمات التابعة له في شمال شرق سورية تتكامل مع جرائم قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية التي يرعاها في شمال غرب سورية وفي مقدمتها (جبهة النصرة) المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية لافتاً إلى أنه رغم مطالبات سورية المتكررة على مدى سنوات للتحرك ضد تلك التنظيمات الإرهابية إلا أن مجلس الأمن لا يزال عاجزاً عن تحمل مسؤولياته بسبب مسايرة بعض الدول الغربية لنظام أردوغان الذي يتقن جيداً سبل الابتزاز والتضليل ما وفر له مظلة حماية من أي مساءلة عن جرائم القتل والنهب وسلب الأراضي والتهجير والتغيير الديموغرافي والتتريك والحرمان من مياه الشرب والاتجار بمعاناة المهجرين واللاجئين والتي تمثل في غالبها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة بدورها في وقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل، وبضمنها عمليات القمع والترهيب والاعتقال التعسفي والاستيلاء على الأراضي، مجدّداً مطالبة سورية للمنظمة الدولية بإدانة عقد حكومة الاحتلال اجتماعاً في الجولان المحتل في الـ 26 من الشهر الماضي وإعلانها إقامة مستوطنتين جديدتين تضمان آلاف الوحدات ضمن سعيها لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومعرباً عن تطلع سورية لتحرك عاجل من مجلس الأمن لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وتطبيق قراراته لضمان انسحاب (إسرائيل) من كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.

من جهة أخرى، جددت روسيا مطالبتها بالانسحاب الفوري للقوات الأجنبية الموجودة بشكل غير قانوني على الأراضي السورية.

وقال ديمتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت بطلب من روسيا: (نطالب بالانسحاب الفوري من سورية لجميع القوات الأجنبية الموجودة هناك بشكل غير قانوني) مضيفاً: (من الواضح أن الولايات المتحدة لا تتعامل مع مكافحة الإرهاب حتى على المستوى المحلي فضلاً عن النطاق العالمي).

وشدد بوليانسكي على أن روسيا وبالتعاون مع الحكومة السورية لن تتوقف عن مكافحة الإرهاب في سورية وقال (إن القوات السورية وبدعم من القوات الجوية الروسية تواصل ملاحقة إرهابيي (داعش) والقضاء عليهم في سورية).

ولفت بوليانسكي إلى أنه في المناطق التي تشهد تورط الولايات المتحدة بسرقة النفط منها بشكل مباشر هناك كارثة بيئية تتكشف تدريجياً وفي الوقت ذاته لا تقدم الأمم المتحدة أي تقييم لما يحدث بهذا الخصوص.

وتابع بوليانسكي إن الوجود العسكري الأمريكي غير القانوني في سورية خلق (منطقة خارجة عن القانون) حيث يشعر الإرهابيون الأجانب في تلك المنطقة وكذلك المجرمون على اختلافهم براحة تامة لمتابعة ممارساتهم الإجرامية).

وفي السياق ذاته جددت إيران موقفها الثابت باحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي عليها وبالمطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية والرفع الكامل للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.

وقالت سفيرة ومساعدة ممثلية إيران لدى منظمة الأمم المتحدة زهراء إرشادي في كلمة خلال جلسة مجلس الأمن: (إن مكافحة الإرهاب لا ينبغي أن تصبح ذريعة لانتهاك سيادة ووحدة الأراضي السورية) وشددت على أن استمرار احتلال أجزاء من سورية يعد عنصراً أساسياً لإيجاد الظروف المناسبة لمزيد من الأعمال الإرهابية فيها، ولا بد أن ينتهي ذلك على وجه السرعة.

وأكدت إرشادي أن أي خطوة تتخذ لمواجهة الإرهاب يجب التنسيق فيها مع الحكومة السورية موضحة أن مكافحة الإرهاب تكون مؤثرة مع التزام كل الدول بمسؤولياتها كاملة وامتناعها عن اعتماد معايير مزدوجة وانتقائية.

العدد 1107 - 22/5/2024