كيف تصفق لمن جعلك فقيراً؟!

بقلم: ريم سويقات:

رغم ما تقوم به المنظمات الخيرية من أعمال إنسانية عظيمة، إلى درجة أنك ترفع لها القبعة، لإنقاذها آلاف الأرواح من المجاعات والأمراض وتأمين الغذاء والدواء للمتضررين في الدول التي أنهكها الفقر، وكان شعارها عون الإنسان لأخيه الإنسان، نجد في المقابل أن بعض المنظمات (الإنسانية) خلقت لتحسين وتلميع صورة المجتمعات المسببة للكوارث البشرية أمام المجتمع الدولي بأنها تقدم أعمال خيرية للمجتمعات النامية التي يحتاج مواطنوها إلى مساعدات إنسانية بعد أن عملت حكومات تلك الدول (المتحضرة) ومسؤوليها وكبار أثريائها، على إغراق العالم في نظام اقتصادي رأسمالي متوحش حاملاً الفقر إلى المجتمعات النامية  وشعوبها، التي  ما إن تحصل على المساعدات من هذه المنظمات حتى تصفق لها.

في بلدنا الحبيب.. الموجوع اليوم، أصبحت المنظمات والمساعدات الخيرية والمبادرات الإنسانية تقوم، إضافة إلى عملها الإنساني، بعمل الحكومة أيضاً، وذلك بتسيير أمور المواطن وعلاج مشاكله في بعض المناطق التي تغيب عنها عناية الحكومة والتي يعاني فيها المواطنون، وهذا ما حدث مؤخراً فقد أنقذت مبادرات هذه المنظمات التطوعية مئات العائلات من البرد الشديد التي تمر به البلاد منذ أسبوعين وحتى الآن، وذلك بنقلهم إلى منازل دافئة.

إن هذه المبادرة الإنسانية مثلاً تبث في النفس الاطمئنان لوجود يد خيّرة تنقذ ما تبقى للمواطن من الرمق الأخير إن كان محظوظاً!

منذ أن رُسم للقرن الـ 21 كاد أن يكون قرن (القطع الكبيرة) من قبل أثرياء العالم وأصحاب الشركات وقرروا (أن 20 % فقط من السكان العاملين يستطيعون الحفاظ على نشاط الاقتصاد العالمي و80 % العاطلين عن العمل عليهم أن يعانوا). راح كبار العالم (ينقطون) الحليب لمساعدة الأربعة أخماس غير المحظوظ الفائض عن الحاجة عن طريق منظماتهم (الإنسانية)!

لا تجعلوا الشعب السوري يستجدي المساعدات من هنا وهناك، قلِّصوا مشاكله وهمومه، واعملوا على تلبية حاجاته ليعيش موفور الكرامة!

ضعوا معالجة همومه وتخفيفها في أولوياتكم!

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم!؟

العدد 1107 - 22/5/2024