مديح

سوزان المحمود:

لأنَ السوادَ مطبقٌ

عليكَ أن تُنشدَ

أغنيةً للفرح

لأنّ العتّمةَ موحشةٌ

عليكَ أن تمدحَ

خيطَ النورِ الرفيعِ

المُنسدلِ من آخرِ الطريقِ

لأنَ الخرابَ عميمٌ

عليكَ أن تمدحَ

زهرةَ الربيعِ القصيرةِ الأجلِ

لأنَ الأملَ جريمةٌ بحقِ الحقيقةِ

عليكَ أن تمدحَ اليأسَ

لأنّهُ الاستقرارُ البسيطُ

قبلَ العدمِ

* * *

الهاويةُ سحيقةٌ

والفجرُ على حافتها

عصفورٌ يرتجفُ على غصنٍ رفيعٍ تُقَلّبه الريحُ

*

طالما كنا طيوراً مهيضي الجناحِ

مجرّدين من الحرية والكرامة الفطرية

نرقصُ رقصتنا الأخيرةَ

التي لا تنتهي

كُلُ الذين ماتوا هنا

ينظرون إلينا

متى ستأتون وتجربون

هذا المنفى السماوي؟

هنا حيث المقبرة الوردية للنهايات العصية.

*

العالمُ صندوقٌ عتيقٌ

مَرّرتهُ الموانئ

وركلته الشطآنُ

كلُ ما بداخله أصبح بالياً.. بالياً

كيفَ ستتمُّ إعادةُ تدويره؟

أي شكلٍ سيأخذُ؟

السماءُ نحاسيةٌ تماماً!

كُلُ البقايا مرميةٌ على امتدادِ الأفقِ

السماءُ تقيّأتْ أحشاءها

ما الذي ستفعله في هذا الوساع الرهيب للاجدوى

الأمكنةُ تنهارُ.. الأزمنةُ تنهارُ..

لا وجهَ لعصرٍ قادمٍ

إنه العماء فقط.

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024