منظمة جبل العرب للحزب الشيوعي السوري الموحد تعقد مؤتمرها الانتخابي

(النور) – خاص:

بتاريخ 19/6/2021، عقدت منظمة جبل العرب للحزب الشيوعي السوري الموحد مؤتمرها الانتخابي، بمشاركة الرفيق علم الدين أبو عاصي (رئيس اللجنة المركزية)، وبحضور الرفاق نجم الدين خريط (الأمين العام للحزب)، وبشار المنيّر (عضو المكتب السياسي_ رئيس تحرير جريدة النور)، ووفيقة حسني (عضوة المكتب السياسي)، وعبد الله أحمد (رئيس لجنة الرقابة).

بدئ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إكراماً للرفاق الذين فقدتهم المنظمة خلال الفترة الماضي، ولشهداء الحزب والوطن.

وبعد إقرار شرعية المؤتمر وجدول أعماله، قدم الرفيق نوفل عدوان كلمة افتتاحية رحب فيها بوفد القيادة، وأشار إلى مضمون تقرير اللجنة المنطقية الموزع مسبقاً على أعضاء المؤتمر.

وتطرق فيها إلى سمة التناقضات الأساسية في عصرنا المرتبطة بمحور الإمبريالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، مع جميع شعوب العالم وقواها التحررية، وإلى تجليات هذا الصراع في منطقتنا بما يخدم استراتيجيتها ومصالح إسرائيل، وأشار إلى أن حرب السنوات العشر في سورية العزيزة وعليها ومفرزاتها من احتلالات وإرهاب ومشاريع تقسيمية وغيرها، فإلى جانب التدمير الذي طال كل شيء، تراجع الإنتاج في الزراعة والصناعة، وفشلت الحكومات المتعاقبة في إدارة الأزمة، وتسارعت وتائر انسحاب الدولة عن دورها الرعائي لصالح الحيتان والفاسدين وأثرياء الحروب، وأرهقت المواطنين بالضرائب والرسوم المباشرة.. إضافة إلى الأتاوات والجبايات الخارجة على القانون من بعض الجهات. وقد جاءت رؤية الحزب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي صدرت مؤخراً باسم اللجنة المركزية، لتؤكد الاندماج العضوي بين القواعد الوطنية والطبقية والديمقراطية التي تقوم عليها سياسة الحزب.

وبالعودة إلى وضع المحافظة، أشار إلى ثراها بالتنوع والانسجام وطغيان الصبغة الوطنية على مكوناتها، وبضمنهم من يصنفون موالاة أو معارضة، ولذلك وبفضل تكاتف أبنائها فشل الإرهابيون بإيجاد موطئ قدم لهم فيها، غير أنه- إضافة إلى معاناة كل السوريين من الوضع الاقتصادي والمعاشي المتردي- يعاني سكان المحافظة من تردي الوضع الأمني وتقاعس الجهات المعنية عن القيام بمسؤولياتها في تتبع المتجاوزين والمجرمين المعروفين بالاسم والعنوان- كعصابات وأفراد مسلحة- بينما لا تتوانى الجهات ذاتها عن رصد ومتابعة ومحاسبة من يقول كلاماً أو عملاً سلمياً لا يروق لها!

كما أشار إلى عمل المنظمة ونشاطاتها الجماهيرية والسياسية وحوارها مع بعض القوى والفعاليات المختلفة، وتطرق إلى واقع العمل التنظيمي، وأن هذا المؤتمر جاء تتويجاً للمؤتمرات التي أنجزت في المنظمات الفرعية وفقاً للائحة التنظيمية الناظمة لذلك.

كما قدم التقرير المالي ومشروع خطة العمل للمرحلة القادمة، وفتح بعدها باب النقاشات حيث قدمت ملاحظات (منظمات ونوعية وفردية) عبر فيها الرفاق عن هواجسهم الوطنية والحزبية والتحالفية، وقدموا ملاحظاتهم واقتراحاتهم وعكسوا تجاربهم في ميادين مختلفة، وبعد ذلك عرضت التقارير ومشروع خطة العمل مع إدخال التعديلات المناسبة على التصويت، فوافق عليها المؤتمر وأقرها.

واغتنى المؤتمر بالمداخلات التي قدمها الرفيق الأمين العام وأعضاء وفد القيادة، فقد أشادوا بدور منظمة الحزب في جبل العرب وتاريخها المشرّف، وتطرقوا إلى الوضع العام في سورية، وإلى الصعوبات التي تعيشها البلاد ومعاناة شعبنا بعواملها الموضوعية والذاتية، خصوصاً في ظل الأزمة وسنوات الحرب، والمفرزات التي نشأت خلالها والتي تفصح عن واقع جديد لم يكن واضحاً قبل الأزمة، فهناك النزعات الانفصالية في الجزيرة، والتشكيلات المسلحة، ونشوء أحزاب وتنظيمات محلية على أسس قومية، ودور أمريكا وحلفائها بالتمركز في مناطق النفط والغاز والقمح والدفع باتجاه التقسيم، فقد دمرت كل الجسور التي تربط بين ضفتي الفرات، وما يفعله الأتراك في الشمال من تتريك وتغيير ديمغرافي في عفرين وإدلب وغيرها، إضافة إلى (استثمار) الجميع في الإرهاب.

وأشاروا إلى دور الحزب ومواقفه منذ بداية الأزمة، والمعبر عنها في البيانات والتصريحات ووثائق مؤتمراته (خاصة الثلاثة الأخيرة 11 و12 و13)، ثم في الرؤية التي قدمها مؤخراً، وفي اللقاءات التي أجراها مع طيف واسع من القوى والأحزاب داخل الجبهة وخارجها.. والدعوة لعقد مؤتمر شامل لجميع مكونات الشعب السوري لتحديد الآفاق، وإلى أين تسير سورية، إضافة إلى مؤتمرات قطاعية لدراسة أوضاعها ووضع الحلول المناسبة لها.

ثم انتقل المؤتمر إلى البند الأخير من جدول أعماله وهو انتخاب لجنة منطقية جديدة، وأدارت العملية لجنة برئاسة الرفيق رئيس لجنة الرقابة، وتم انتخاب لجنة منطقية جديدة وفق العدد المقترح، واجتمعت اللجنة المنطقية وانتخب بالإجماع الرفيق نوفل عدوان أميناً لها.

وبعد انتهاء أعمال المؤتمر قام وفد القيادة وبعض أعضاء المنظمة بزيارة النصب التذكاري لشهداء معركة المزرعة التي جرت يومي 2 و3 آب 1925 والتي بأدوات الثوار المتواضعة وبعزيمتهم القوية مرّغت كبرياء الجيش الفرنسي وسحقت قواته الزاحفة لاحتلال السويداء.

العدد 1104 - 24/4/2024