الجيش السوري يضرب.. وأمريكا وحلفاؤها يبحثون عن صفقات

هل صدّق الأمريكيون أن فبركاتهم المكشوفة في سورية ستتحول إلى واقع يمارس تأثيراً في المستقبل السوري؟ وهل توقعوا يوماً أن تغيير اسم (النصرة) وتصنيع (اعتدال) إرهابيي داعش وحلفائها سيجعلهم (ثواراً) يطالبون كغيرهم في الخارج والداخل بحصّةٍ في (الصفقة) التي يخطِّطون لها كحلٍّ (نهائي) للأزمة السورية؟!

هل المشهد السوري اليوم الذي تطغى على جميع تفاصيله استعادة الجيش لمعظم الأرض السورية يوحي لهؤلاء أن السوريين سيتنازلون عن سيادة بلادهم، ووحدتها، كرمى لعيون الأمريكيين والغرب وحلفائهم؟

لقد كتبنا على صفحات (النور): (إدلب ستعود إلى حضن الدولة السورية) إنه ليس قرار سيادي فحسب، بل هو جوهر أيّ حلّ للأزمة السورية، أقرّته جميع التفاهمات الدولية والقرارات الأممية التي صدرت حتى اليوم، والتي أكدت على مكافحة الإرهاب وسيادة الدولة ووحدتها أرضاً وشعباً، والتي تشكّل بمجموعها قاعدة الحل السياسي.

الأمريكيون وأردوغان (دقّوا) على باب روسيا، لإيجاد مخرج لإطباق الجيش السوري على المناطق المحاذية لإدلب، وللخسائر الجسيمة التي تكبّدها الإرهابيون، فكان الجواب الروسي: (كان على تركيا حسب الاتفاق ردع الإرهابيين.. لكنها لم تفعل، والصبر السوري له حدود).

الجيش السوري يدكّ بقوة مناطق وجود الإرهابيين في ريف حماة وأرياف إدلب، مستعيداً السيطرة على تلك المناطق، ويتصدى لـ(غزواتهم) المدعومة بشرياً وعتاداً من الجيش الأردوغاني.. ويقوم بعمليات نوعية لردع من يطلقون صواريخهم على المناطق الآمنة، ويزهقون أرواح المواطنين الأبرياء.

التحرك الفاعل للجيش باتجاه الحسم لا يعني، بجميع المقاييس، أن الحكومة السورية تخلّت عن الخيار السلمي، بل يصبّ في تغليب هذا الخيار، فأي تحرك باتجاه العملية السلمية يفترض طرد الإرهاب من كل شبر من الأرض السورية.

المواطنون السوريون، الذين وقفوا ومازالوا يقفون إلى جانب جيشهم الوطني في تصدّيه للغزو، وتفاءلوا بإنجازاته واستعادته معظم ما كان تحت سيطرة المجموعات الإرهابية الفاشية، ينتظرون اليوم استعادة عفرين وإدلب، وخروج القوات الأمريكية والتركية من الأراضي السورية، تمهيداً للحل السياسي لأزمة بلادهم، بعد ثماني سنوات من المكابدة والمعاناة التي لم يعرفها شعب من شعوب العالم، إنهم يتطلعون إلى عودة الأمن والاستقرار الدائم إلى جميع المناطق السورية، والتوجه بعد ذلك إلى استحقاقاتهم الأبرز، التي تتمثل بإعادة إعمار بلادهم.. وإنهاض اقتصادهم.. وحل معضلاتهم المعيشية والاجتماعية.. والتوافق على مستقبل بلادهم الديمقراطي العلماني المدني الذي يلبّي طموحاتهم.

صفّاً واحداً، أيها السوريون، لدعم جيش سورية الوطني في مكافحته للإرهابيين والدفاع عن سيادة بلادنا ووحدتها.

العدد 1104 - 24/4/2024