مجلس مدينة اللاذقية.. إلى متى الإهمال الخدمي لمعالم المدينة؟

سليمان أمين:

تستفيق عروس الساحل السوري، التي تكاد تنسى لقبها الجميل، بحزن و ألم لما أصاب معالم أحيائها من إهمال و تراكم للقاذورات والأوساخ ، ولم يقف هذا الإهمال عند تلك الحواري والشوارع التي ترسم معالم المدينة بل تجاوز حتى شطآنها التي تغنى بها أدباء أوغاريت والشعراء على مدى العصور.

مدينة اللاذقية التي تعتبر المنطقة الساحلية الأهم كوجهة للسياحة، لما تتمتع به من معالم أثرية متعددة، إضافة إلى تنوع مناطقها بين البحر والجبل وغيرهما من معالم جمال الطبيعة والتراث الحضاري، تعاني اليوم من سوء الخدمات في البنى التحتية التي أُهمِلت صيانتها منذ سنوات طويلة ، حتى وصل الإهمال الخدمي إلى تراكم الأوساخ في كل مكان، فضلاً عن نسيان مناطق المدينة السياحية وإهمالها نهائياً، وقد ازداد الوضع سوءاً مع تسلم مجلس البلدية الجديد في الثلث الأخير من العام الماضي.

 

الحفر تملأ الشوارع والترقيع لم يعد يجدي

لا يخلو شارع في مدينة اللاذقية من الحفر التي تحولت في بعض الشوارع إلى مستنقعات تملؤها المياه والأوساخ بشكل مقرف، وقد ازدادت في الفترة الأخيرة تساؤلات المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن كان هناك وجود بلدية في اللاذقية تقوم بمهامها؟! فالمهندس (ب.ع) يرى أن بلدية اللاذقية غائبة اليوم عن تنفيذ مهامها وفق القوانين الموضوعة، فقد تحولت إلى مركز جباية فقط من خلال لجانها اليومية التي تعمل على جمع الأتاوات سواء من عامل البسطة وماسح الأحذية والتجار الصغار وغيره الكثير مما نراه ونسمعه ونقرؤه بشكل يومي عبر الشارع ومن أفواه الناس وعلى صفحات الفيس بوك. أما السيدة ميسون فقالت: بت أقرف من منظر شوارع المدينة: حفر وأوساخ في كل مكان، لم تكن اللاذقية يوماً في مثل هذه الحالة المرضية السيئة من الإهمال الحاصل في كل الخدمات (معقول ما ظل بالبلد حاويات للزبالة يحطوها بكل حارة؟). وكنا قد كتبنا سابقاً إن أحياء اللاذقية تفتقر لوجود الحاويات ليضع فيها المواطن القمامة، إضافة إلى غياب تطبيق القانون على المواطنين الذين يرمون الأوساخ هنا وهناك. وبالعودة لوضع الشوارع فمن المخجل جداً أن نرى اليوم شوارع المدينة الرئيسية بهذا السوء، مع أن الموضوع طرح كثيراً في الاجتماعات الدورية لمجلس المحافظة، وقد تكرر الوعد بالتزفيت وتسوية الحفر، لكن مازالت الوعود وعوداً وها هو العام قد انتصف تقريباً ولا ندري أين ذهبت ميزانية مجلس المدينة المخصصة لصيانة المعالم الخدمية؟ لعلها صرفت على المطبات العشرة التي وضعت على أوتستراد المدينة الشمالي، وهي مطبات غير نظامية بطريقة تشكيلها وتنفيذها ويمكن أن تؤدي إلى كثير من الحوادث وخصوصاً أن أغلب زوار المنطقة الشمالية (السياحية) هم من مدن سورية أخرى.

 

أشجار تحولت لغابات عذراء

من معالم الإهمال الخدمي المنصفات الحوضية التي تقسم الشارع لجهتين، فما إن تمر بها حتى تشعر بالكآبة والسوء، فقد ملأتها الحشائش والأعشاب التي بدأت تجف مع حلول فصل الصيف وهي لم تلقَ أي اهتمام فقد جرى تنظيفها وقص الأعشاب في الطريق الواصل بين المدينة الرياضية والمريديان عندما زار أحد الوزراء المدينة منذ فترة زمنية، ونُسي الباقي فهو غير مهم، ولا يقف الوضع المزري هنا، بل إن الأشجار التي لم تُقلَّم منذ سنوات تحولت لأشجار عملاقة غطت كتل الأبنية وخصوصاً في منطقة الشاطئ الأزرق، وقد طالبنا عدة مرات بتقليمها عبر صحيفتنا.

 

حشرات وقوارض تملأ المدينة

لا نعرف أين أصبح مكتب مكافحة الحشرات والقوارض في مجلس المدينة، الذي ينسق مع مديرية الزراعة في مكافحة الحشرات والقوارض التي ازدادت كثيراً في كل أنحاء المدينة، وخصوصاً مع تفاقم الوضع المزري لانتشار القمامة والروائح النتنة في كل مكان، إضافة إلى الحفر التي تملؤها المياه الجارية من غسيل السيارات والأرصفة والنازلة من بلكونات المنازل التي لم تحاول البلدية ضبط أصحابها وفق قانون النظافة الصادر 2004.

أخيراً : هذا حال بعض ما تعيشه اللاذقية اليوم من سوء خدمات في كل النواحي، وقد طُرح معظم هذه المشاكل في الاجتماعات الدورية لمجلس المحافظة، ولكن لم تظهر بشائر الحل حتى اليوم، وسؤالنا يبقى: متى يباشر مجلس مدينة اللاذقية بتطبيق القوانين التنظيمية الخاصة بالخدمات والصادرة بمراسيم تشريعية؟ ومتى يعالج الوضع المبكي للمدينة، خصوصاً أننا اليوم على أبواب عودة السياحة الخارجية للبلد واللاذقية تعتبر من المدن المهمة للسائح الأجنبي؟

متى يعمل مسؤولو بلدياتنا لإعمار الوطن بدءاً من نظافة الشارع والحي وتجميلهما!؟

العدد 1104 - 24/4/2024