نـدوة في اللاذقيـة بذكرى الجلاء والعمال والشهداء

هيفاء شعبان:

أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في اللاذقية، ندوة بمناسبة أعياد الجلاء والعمال والشهداء، بحضور ممثلين عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وممثلين عن النقابات العمالية والمجتمع المدني.

بدأ الرفيق علي ريّا الندوة بالترحيب والتحية، قائلاً: هو الأول من أيار عيد العمال، العيد الذي غيّر وجه العالم ودخل التاريخ باسم الطبقة العاملة صانعة تحرير البشرية والمجتمع الجديد، دون ظلم ولا استغلال طبقي واجتماعي. ثم دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لذكرى شهداء سورية الأبرار من مدنيين وعسكريين. ثم قدم الرفيق عبد الرزاق درجي (أمين اللجنة المنطقية، وعضو المكتب السياسي للحزب) متحدثاً: بالأمس القريب مرت ثلاث مناسبات عزيزة على قلوبنا جميعاً، إننا ننحني إجلالاً وإكباراً لهذه المناسبات، إجلالاً للشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن لترتفع راية الحرية والعزة فوق سماء سورية الحبيبة، فتحية إلى صنّاع الجلاء، جلاء قوات المستعمر الفرنسي عن وطننا الغالي دون رجعة. ويأخذ احتفال هذه السنة أبعاداً جديدة، فسورية اليوم تتعرض لمؤامرة امبريالية صهيونية رجعية، تستهدف إرادتها الحرة واستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، لذلك فإن الاحتفال بعيد الجلاء العظيم هو مناسبة لشحذ الهمم، وللتعبير بالقول والعمل عن رسوخ إرادة المقاومة والصمود وتأصلها وتجذرها في وجدان شعبنا السوري. إن مرور ثماني سنوات على الأزمة السورية، أثبت أن الشعب الذي حقق الجلاء بتضحياته واستبسال أبنائه، هو الشعب الذي أثبت مرة جديدة أن الصمود ليس واجبا فقط بل وممكناً أيضاً. فأمام هذه الذكرى، ذكرى الجلاء المجيد، نؤكد أنه كما كان الصمود والمقاومة هما الطريق الذي دحر المستعمر الفرنسي، فإنهما هما الكفيلان بإفشال المؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، فلا خيار لنا سوى الصمود حتى النصر. في ذكرى الجلاء تستعيد ذاكرة شعبنا السوري الأبي بطولات وملاحم رموز أبطال الجلاء الكبار: يوسف العظمة وإبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش، والشيخ محمد الأشمر، وحسن الخراط، وسعيد العاص، وأحمد مريود، ورمضان شلاش، وطيّب شربك وكل شهداء البرلمان، وغيرهم الكثير من الأبطال والشهداء، الذين بذلوا دمهم مدراراً على مذبح الحرية، وحفروا في الصخر وبذلوا الغالي والنفيس ليزهر فجر الاستقلال في بلد الحضارات العريقة سورية. وبهذه المناسبة نؤكد أننا ماضون قدماً مع كل الوطنيين في سورية الأبية، من أجل (الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب). ولن يردعنا إرهاب القوى الظلامية الذي طاول البشر والحجر، فقتل عشرات الآلاف من السكان الآمنين، ودمر المدارس والمشافي والمصانع والمنازل، لن يردعنا كل هذا الإرهاب والإجرام والتدمير، عن خيارنا الوحيد وهو الصمود والمقاومة. ومن أجل تمتين هذا الصمود وفولذته، في مواجهة الهيمنة الامبريالية الأمريكية والصهيونية وأدواتهما من القوى الرجعية الاقليمية والداخلية، لابد من حسم التناقض بين النهج الوطني المشرّف لسورية الذي كلنا داعمون له، والنهج الليبرالي الاقتصادي الذي أتى بالمصائب على شعبنا ووطننا. فالسياسة الوطنية القوية، التي عنوانها المقاومة والصمود، تتطلب اقتصاداً يزيد منعة الوطن ويكرس استقلاله، ويلبي مصالح الجماهير الشعبية، من عمال وفلاحين ومهنيين وسواد الموظفين وجنود جيشنا الوطني الباسل، وداعماً للإنتاج الوطني، وذلك عبر زيادة دور الدولة التدخلي في الاقتصاد وحماية الصناعة الوطنية، ووضع حد للفساد والفاسدين، ومكافحة تجار الأزمة من الاحتكاريين والطفيليين وناهبي قوت الشعب، ودعم الإنتاج الزراعي وإعادة تحقيق الأمن الغذائي، الذي هو من أهم المنجزات التي تحققت في وطننا خلال العقود الماضية. وكل هذه الإجراءات الاقتصادية الاجتماعية التي ينتظرها شعبنا كفيلة بحماية الإنتاج الوطني، وحماية مصالح المنتجين، وبالتالي حماية الوطن من مكائد المعتدين وعدوانهم. إن ذكرى الجلاء المجيد، مناسبة لاستلهام بطولات شعبنا ورموزه الوطنية ومآثره المجيدة، التي صنعت الجلاء التام والناجز، ورصفت الطريق لتكون سوريا منارة الأحرار في دنيا العرب.. وهي التي تحدونا دائماً للمضي، رغم أنف المتآمرين وأعوانهم، في النضال لاستعادة جولاننا الحبيب وكل ذرة تراب مدنسة برجس الاحتلال. ألف تحية لجيشنا الوطني الباسل في معركته المشرفة للحفاظ على الوطن حراً مستقلاً! الإجلال والإكبار لشهداء الوطن الأبرار من مدنيين وعسكريين! عاشت سورية عزيزة الجانب، موفورة الكرامة!

العدد 1104 - 24/4/2024