ترامب يهدِّد المحكمة الجنائية الدولية بردّ قوي.. لافروف: واشنطن فقدت قدرتها على المنافسة الشريفة

هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحكمة الجنائية الدولية، مهدِّداً إياها بردٍّ سريع وقويّ، في حال اتخذت المحكمة أي إجراء يستهدف بلاده أو إسرائيل وغيرها من حلفاء واشنطن.

وقال ترامب في بيان له إن (أي محاولة لمقاضاة العسكريين الأمريكيين أو الإسرائيليين أو العسكريين من الدول الحليفة ستسفر عن رد قوي وسريع).

ووصف الرئيس الأمريكي محكمة الجنائيات الدولية بـ (غير الشرعية)، معتبراً رفض المحكمة طلب التحقيق في جرائم القوات الأمريكية في أفغانستان (انتصارا دولياً كبيراً).

وأضاف ترامب إن موقف الولايات المتحدة يتمثل في التزامها بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية حين يتعلق الأمر بالمواطنين الأمريكيين، مذكِّراً بأن واشنطن رفضت الاعتراف بشرعية المحكمة بسبب (صلاحياتها القضائية الواسعة وغير المبررة)، التي تشكل تهديداً للسيادة الوطنية للولايات المتحدة.

وقد رفضت الغرفة الابتدائية في المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة بشأن فتح تحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يفترض أنها ارتكبت في أفغانستان، بدءاً من أيار (مايو) ،2003 وعلّلت قرارها بأن تحقيقاً كهذا في المرحلة الحالية لا يخدم مصالح العدل. وأضافت إن (الظروف الراهنة في أفغانستان تحد من آفاق إجراء تحقيق ناجح).

وجاء قرار المحكمة بعد تهديد الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات عليها ورفض منح تأشيرات لموظفي المحكمة على صلة بتحقيق في جرائم الجنود الأمريكيين في أفغانستان. كما هددت واشنطن قضاة المحكمة ومدّعيها، على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، بتجميد حساباتهم البنكية ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية، فضلاً عن محاسبتهم قضائياً، إذا واصلوا التحقيق في جرائم الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم من مواطني الدول الصديقة لأمريكا.

من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة، بممارساتها وعقوباتها ضد الدول التي لا تدور في فلكها، إنما باتت عاجزة عن المنافسة بنزاهة في المجال الاقتصادي.

وقال لافروف خلال لقاء مع طلاب الأكاديمية الدبلوماسية في موسكو، إن (الولايات المتحدة ما تزال قوة رائدة، لكن دورها أخذ في الانحسار، إذ هناك اقتصادات كاقتصادات الصين والهند ودول ومناطق أخرى آخذة بالازدهار، والاقتصاد الأمريكي كما نرى خلال الأعوام الماضية لم يعد قادرا على المنافسة بنزاهة).

وأضاف إن مواقف الولايات المتحدة تقوض مبادئ منظمة التجارة العالمية، وإن واشنطن تلجأ للعقوبات والحروب التجارية كأدوات تستخدمها ضد الدول التي تنتهج سياسة مستقلة عنها، وضد أقرب حلفائها.

وأشار إلى ضغوط واشنطن على أنقرة بسبب شرائها صواريخ (إس 400) الروسية، وموقفها من مشروع (السيل الشمالي2) لضخ الغاز من روسيا عبر البلطيق إلى ألمانيا، الذي تحاول واشنطن عرقلته بشتى السبل.

العدد 1104 - 24/4/2024