الشـيوعي السوداني: نطالب بانحياز الجـيش للشعب

المعارضة السودانية تطـالب بتسليم الحـكم لقيادة مدنية

طالبت المعارضة السودانية بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، معلنة استعدادها للتفاوض مع الجيش وقيادة القوات المسلحة التي أعلنت استيلاءها على السلطة، وذلك لتأمين انتقال سلس للحكم.

وقال تجمُّع المهنيين السودانيين في بيان صدر عنه: (نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم).

ويأتي ذلك في وقت يعتصم فيه آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي.

وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف: إن قوى المعارضة لا تمانع الجلوس مع قادة القوات المسلحة التي أعلنت الاستيلاء على السلطة في السودان.

وأكد يوسف أن (القوى السياسية لن تتأخر في التفاوض مع قيادة الجيش حول تسليم السلطة لإدارة مدنية، باعتبار أن الجميع يرفض الانقلابات العسكرية).

وشدد على أنهم رفضوا طوال الفترة الماضية التفاوض مع الرئيس عمر البشير، لكن حال تسلم الجيش للسلطة (سنجلس معهم لبحث كيفية تسليم السلطة للشعب، وإذا رفضوا سنواصل الاعتصام، لكن أتوقع أنهم لا يريدون مواصلة الحكم وأعتقد من السهولة الوصول إلى توافق مع الجيش).

ولفت إلى أن القوى المعارضة استفادت الآن من كل تجاربها خلال السنوات الطويلة التي أعقبت خروج الاستعمار، بأن وضعت برنامجاً انتقالياً يحكم الفترة التي تعقب سقوط النظام، وهو ما لم يكن متاحاً عند الإطاحة بحكمي عبّود في 1964 وجعفر نميري في 1985.

وتابع: (الآن تواثقنا على هدف ما بعد إسقاط النظام وهو بناء ديموقراطية وعدالة اجتماعية وتنمية واسعة. أشعر بسعادة لأن ما كنت أتمناه منذ رحيل الاستعمار يحدث الآن، ولاحت في الأفق البشائر بأنه سيتحقق).

وأثنى يوسف على إصرار آلاف الشباب وصمودهم في الشارع، وإسهامهم الفاعل في تحقق هذا الإنجاز. وقال إن الحكومة المخلوعة لم يكن أمامها أي خيار سوى الرحيل، بعد تكاثف الضغوط عليها ومقاومة السودانيين لها محلياً، وعزلتها من المحيط الخارجي.

وأصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً جاء فيه:

إلى جماهير شعبنا الباسل

لقد أبدع أبناؤك وبناتك، فهم من جينات كنداكات كوش، وأبطال كرري وثورات أكتوبر وأبريل، يضيفون إلى أمجاد ثوراتهم ثورة جديدة، فهي ولدت بعيون أشدّ من سابقاتها بريقاً، وصدور أكثر اتساعاً، لم يطفئ جذوتها بطشُ عصابةٍ جثمت على صدرك حقبة من الزمن، ستكون في مزبلة التاريخ دون أن تدنّس تاريخك العظيم المجيد، رغم الدمار السياسي والمجتمعي والاقتصادي الذي أحاق بسوداننا العظيم، ورغم التفريط في سيادته الوطنية وإبادة جمعٍ عظيم من أبنائه ونهب ثرواته. فالمجد لشهداء شعبنا الذين روت دماؤهم أرضه ثمناً للحرية والانعتاق من الطاغوت. التحية لأبناء وبنات شعبنا الشرفاء من جنود وضباط صف وضباط ومن الرتب الأخرى في قواته النظامية، الذين قاموا بحماية المعتصمين من بداية وصولهم بمواكبهم الهادرة، التي وصلت إلى القيادة العامة للجيش، مطالبةً بانحياز الشرفاء منه لخيارات شعب الانتفاضة.

إن الاعتصام العظيم الذي أقنع المجتمع الدولي (ترويكا – أمريكا وكندا) بتغيير موقفه من السلطة الدكتاتورية، سلطة الإسلام السياسي، مطالباً بإيقاف قمع الجماهير، وحل قضاياها السياسية والاقتصادية، رافعاً سلاح العصا، فيحمد له ذلك.

كذلك باعتصامكم السلمي وبشعار سلميته وضعتم أمام حاملي السلاح عار وخزيَ من يوجه سلاحه إلى الصدور العارية التي تقابله، مصرّةً على هدفها: الإطاحة بالنظام القمعي الفاسد.

الآن صدر بيان من قيادة القوات المسلحة واللجنة الأمنية العليا، باستلام السلطة بمجلس عسكري بقيادة وزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية الفريق أول عوض بن عوف، متحفظاً على رئيس الجمهورية المخلوع، ومعلناً امتداد حالة الطوارئ لفترة ثلاثة أشهر، وحظر التجوال لفترة شهر، ومعلناً حكماً عسكرياً بقيادة مجلس عسكري، مما يؤكد أنه انقلاب قصر لبثّ الدم في عروق النظام، وإعادة حكم المؤتمر الوطني في ثوب عسكري، والالتفاف على الانتفاضة الجماهيرية التي توجهت لقيادة القوات المسلحة طالبة الانحياز لها، ولكن قيادة الجيش خرقت الدستور، وانقلبت عليها بقصد الالتفاف حولها.

إن موقفنا المعلن والواضح هو ضد الانقلابات العسكرية أيّاً كان توجّهها، وعليه نطالب قادة الانقلاب بتسليم السلطة لقيادة قوى الانتفاضة المدنية المتمثلة في قوى الحرية والتغيير، قائدة الحراك، والممثلة لكل مكونات الشعب السوداني من قوى سياسية ومجتمعية ومدنية ومهنية.

إننا نناشد جموع المناضلين الشرفاء من أبناء وكندكات شعبنا، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، أن يزحفوا نحو مواقع الاعتصامات في كلّ مدن السودان، وإلى مكان الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وأن يبقوا بأماكنهم إلى أن تتحقق المطالب التي من أجلها وفي سبيلها قدّم شعبنا أرتالاً من الشهداء.

فالمجد والخلود لهم.

والعزة والكرامة لشعب السودان

 

البرهان رئيساً للمجلس الانتقالي في السودان

بعد استقالة عوض بن عوف، أكد الرئيس الجديد للمجلس الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التزام المجلس بفترة انتقالية مدتها عامان يتم (خلالها أو في نهايتها) تشكيل حكومة مدنية.

وقال البرهان في خطاب بثه التلفزيون السوداني إن المجلس سيلتزم بفرض الأمن، وتوفير الخدمات للمواطنين، وتهيئة المناخ السياسي لكل مكونات الشعب. وأعلن في خطابه إلغاء حظر التجوال وإطلاق سراح جميع المعتقلين بموجب قانون الطوارئ أو خلال المظاهرات، إضافة إلى إنهاء تكليف الولاة وتكليف قادة الفرق بتسيير شؤون الولايات.

ووجه البرهان دعوة لـ (حاملي السلاح إلى المشاركة في إقرار السلام وفق أسس جديدة)، مؤكداً أن (المجلس سيحارب الفساد وكل من أضر بالمال العام).

ويذكر أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان ذو الـ60 عاماً، هو القائد السابق للقوات البرية في الجيش السوداني والمشرف على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان حميدتي (قائد قوات الدعم السريع)، وآخر منصب له هو المفتش العام للقوات المسلحة السودانية.

وإبان الاحتجاجات التي عمّت السودان، مطالبة بإسقاط الرئيس السابق عمر البشير، رقّى الأخير البرهان من رتبة فريق ركن إلى رتبة فريق أول في شباط (فبراير) الماضي، وعيّنه مفتشاً عاماً للجيش بعد أن كان رئيساً لأركان القوات البرية منذ شباط (فبراير) 2018.

والبرهان من منطقة قندتو بولاية نهر النيل الواقعة شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية الدفعة الـ،31 وخاض معارك عسكرية أيام حرب الجنوب، قبيل انفصال جنوب السودان عام 2011.

العدد 1104 - 24/4/2024