المجتمع الدولي يرفض دعوة ترامب لضم الجولان السوري إلى الكيان الصهيوني

داس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كل القرارات الدولية التي تؤكد أن هضبة الجولان سورية، وتعتبر استيلاء إسرائيل عليها احتلالاً، بإعلانه أنه (حان الوقت) لتعترف بلاده بسيادة إسرائيل عليها.

(ترامب)، الذي كان أول رئيس في العالم ينقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، لم يكتفِ بتلك الجرعة من الدعم السياسي للكيان الصهيوني، فعاد وتجرّأ على كسر قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها ومنظماتها المختصة بشأن الجولان، ضارباً بعرض الحائط هذه القرارات الأممية التي صوتت عليها بلاده أيضاً لتصبح مرجعاً لعدم شرعية احتلال إسرائيل لهذه الهضبة الاستراتيجية الهامة.

فمنذ احتلال إسرائيل هضبة الجولان خلال حرب 1967 وضمّها بموجب قانون صدر عن الكنيست في 14 كانون الأول (ديسمبر) 1981، أصدرت هيئات الأمم المتحدة قرارات عديدة أكدت تبعية هذه المنطقة لسورية، ووصفت الاستيلاء الإسرائيلي عليها بالاحتلال، وأكثر من ذلك طالب مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 497 لعام 1981، تل أبيب فوراً بإلغاء قرارها الذي فرض قوانينها وولايتها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتبره لاغياً وباطلاً ودون أي أثر قانوني.

وقد أثارت تغريدة الرئيس الأمريكي (ترامب) حول ضرورة الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على هضبة الجولان السورية، التي احتلها عام 1967، رفضاً واستنكاراً من المجتمع الدولي الذي وقف قبل ذلك مع جميع القرارات الدولية التي أكدت عائدية الجولان لسورية، وطالبت إسرائيل كدولة محتلة بالانسحاب منه.

وأكدت ردود الفعل الصادرة عن العديد من الدول أن سياسة الإدارة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني، تعد تهديداً خطيراً للسلم العالمي وتضع منطقة الشرق الأوسط والعالم على شفير الهاوية.

 

روسيا: الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موقفها من مرتفعات الجولان لا يزال ثابتاً، مضيفة أن موسكو تعتبرها أرضاً سورية احتلتها إسرائيل. وجاء في بيان صدر عن الوزارة، يوم الجمعة 23/3/2019: (إن موقف روسيا من هذه المسألة لا يزال ثابتاً. وبلا شك تعدّ مرتفعات الجولان أرضاً سورية احتلتها إسرائيل أثناء حرب عام 1967 وضمّتها بعد 14 عاماً).

وأضاف إن موسكو لا تزال تتمسك بالقرار الأممي رقم 497 لعام 1981 الذي يعتبر قرار إسرائيل بنشر قوانينها وسيادتها على هذه الأراضي السورية غير شرعي وليس له أي قوة قانونية.

 

الاتحاد الأوربي: لن نعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية

وأكد الاتحاد الأوربي يوم الجمعة 23/3/2019، أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية.

ونقلت وكالة (رويترز)عن تصريح متحدثة باسم الاتحاد الأوربي: (إن موقف الاتحاد الأوربي (بهذا الخصوص) لم يتغير).

وأضافت: (لا يعترف الاتحاد الأوربي وفق القانون الدولي بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة من قبلها منذ حزيران (يونيو) عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءاً من الأراضي الإسرائيلية).

 

فرنسا وألمانيا ترفضان قرار ترامب حول الجولان المحتل

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عدم اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مؤكدة أن سيادة إسرائيل على هذه المنطقة تتعارض مع القانون الدولي.

وقالت الخارجية الفرنسية إن (الجولان أرض محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضمها لإسرائيل عام 1981)، مشيرة إلى أن القرارات الدولية تعتبر ضم الجولان لإسرائيل غير شرعي وباطلاً من الناحية القانونية.

وأضافت الخارجية أن (الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل تتعارض مع القانون الدولي، وخاصة مع التزام الدول بعدم الاعتراف بأوضاع غير شرعية).

وقبل ذلك أعلنت ألمانيا رفضها لقرار دونالد ترامب حول الجولان المحتل. وقالت المتحدثة باسم الحكومة أولريكه ديمر، يوم الجمعة 23/3/2019، إن (تغيير الحدود الوطنية يجب أن يتم بطرق سلمية من قبل كل الأطراف المعنية).

وأضافت أن (الحكومة (الألمانية) ترفض الخطوات أحادية الجانب)، مشيرة إلى أن موقف برلين بشأن الجولان لا يزال بدون تغيير وفقاً للقرارات الدولية القائمة. وأعادت إلى الأذهان أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 الصادر في عام 1981 يعتبر ضم إسرائيل للجولان غير شرعي وباطلاً من وجهة نظر القانون الدولي.

 

مصر: الجولان السوري أرض عربية محتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية

ردت مصر على نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري، موضحة أن موقفها ثابت باعتبار الجولان السوري أرضاً عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.

وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن الجولان أرض عربية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أية شرعية دولية.

وتابعت: (كما تؤكد على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة).

كما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الجولان أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل بواقع القانون الدولي، وستقف المنظمة مع حق سورية في هذه المنطقة.

 

دول مجلس التعاون الخليجي تأسف لقرار ترامب بشأن الجولان المحتل

أعربت دول مجلس التعاون الخليجي، يوم الجمعة 23/3/2019، عن أسفها لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الجولان السوري المحتل.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف بن راشد الزياني، إن تصريحات الرئيس الأمريكي، بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية لن تغير من الحقيقة الثابتة، التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من حزيران (يونيو) 1967.

وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون أن تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلتها في عام 1967.