بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد عن اجتماعها المنعقد بتاريخ 21 ـ 22/شباط/2018

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعاً موسّعاً لها يومي 21ـ22/شباط/2019 برئاسة الرفيق نبيه جلاحج (رئيس اللجنة وهيئة الرئاسة)، بحضور الرفيق حنين نمر (الأمين العام  للحزب)، والرفيق عبد الله صالح أحمد (رئيس لجنة الرقابة والتفتيش) وأعضاء اللجنة، وكذلك أمناء اللجان المنطقية من غير أعضاء اللجنة المركزية.

وقد افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إكراماً وتخليداً للرفيقين الراحلين: الأديب والروائي الكبير حنا مينه، والعالم الموسوعي الدكتور محمد محفل، وعدد من الرفاق الآخرين، ولجميع شهداء الحزب والوطن.

وبعد إجراء التفقد وإقرار شرعية الاجتماع، تمت الموافقة على جدول الأعمال المتضمن:

1ـ آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

2 ـ عمل الحزب ما بين اجتماعي اللجنة المركزية.

3 ـ الوضع التنظيمي في الحزب ومؤتمرات اللجان المنطقية.

4ـ خطة عمل اللجنة المركزية لعام 2019.

5 ـ الذكرى الـ95 لتأسيس الحزب.

6 ـ قطع حسابات عام 2018 وموازنة 2019.

قدم الرفيق حنين نمر (الأمين العام للحزب)، في الاجتماع، تقريراً باسم المكتب السياسي حول آخر المستجدات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية. وقد جاء في التقرير أن العالم يمرّ بوضعٍ شديد الخطورة والتعقيد نتيجة السياسة العدوانية التي يمارسها النظام الإمبريالي العالمي بزعامة الولايات المتحدة تجاه مختلف بلدان العالم، والتي تجلّت مؤخراً بانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، ومن معاهدات نزع السلاح واتفاقات دولية أخرى مع روسيا، وعدوانها السياسي على فنزويلا، وسعيها لإقامة تحالف دولي في مواجهة روسيا والصين وإيران وغير ها من القوى والدول المناوئة لمحاولات الولايات المتحدة إعادة هيمنتها المطلقة على العالم.

وحذّر التقرير بشكل خاص من الجهود التي يبذلها ترامب لإنهاء القضية الفلسطينية، من خلال زيادة الدعم السياسي والعسكري والمادي المطلق لإسرائيل، وتشجيعها على استمرار اعتداءاتها على سورية، والتمهيد لما يسمى (صفقة القرن) التي مهّد لها بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة، والعمل لإقامة تحالف عربي ودولي (ومن ضمنه الكيان الصهيوني) ضد إيران في المنطقة، وتحويل دفة الصراع من عربي صهيوني حول القضية الفلسطينية، إلى حرب في مواجهة إيران. وتدخل ضمن هذه الجهود تشديد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد إيران.

وأكد التقرير أن الانتصارات العسكرية التي حققها جيشنا الباسل بمعونة الحلفاء أوجدت واقعاً وتوازناً جديداً، ليس في المجال السوري وحسب بل وعلى نطاق المنطقة. وهذه الانتصارات بالذات هي التي فرضت على ترامب اتخاذ قراره بالانسحاب من سورية، ورغم عدم الثقة بجدية تنفيذ هذا القرار إلا أنه يعد بحد ذاته انتصاراً لشعبنا في مواجهة الاحتلال الأمريكي لمنطقة من الأرض السورية. ولا شك أن هذا القرار سيفسح في المجال لبعض القيادات الكردية بإعادة النظر في اعتمادها على الحماية الأمريكية لها، والتي بنت عليها الآمال حتى الآن.

إلا أن الحرب في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة لم تنته، ويستعد جيشنا الباسل لاستكمال تحرير جميع المناطق والبؤر التي ما زالوا موجودين فيها وخاصة في منطقة إدلب وشمال حماه وشرق الفرات.

إن ما أكده التقرير أيضاً هو أن أي حل سياسي للقضية السورية يجب أن يضمن سلامة وسيادة الدولة السورية ووحدتها أرضاً وشعباً، وعلى رفض أي مشاريع أو تسويات (اتفاقية أضنة ـ منطقة آمنة ـ منطقة عازلة وغيرها ) لا يمكن القبول بها جملة وتفصيلاً إذا لم تستند إلى المبادئ المذكورة.

إن تحرير الجولان وجميع الأراضي المحتلة من القوى الأجنبية التي دخلت الأرض السورية دون موافقة الحكومة السورية وخاصة الأمريكية والتركية تبقى هدفاً مركزياً لا محيد عنه أمام شعبنا.

كما قدم الرفيق فؤاد اللحام (عضو المكتب السياسي) تقريراً باسم المكتب السياسي عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، واستعرض فيه آخر المستجدات في البلاد في هذا المجال، وتوقف إزاء الأزمات العديدة التي تمر بها البلاد، وخاصة المتعلقة بالكهرباء والمحروقات وسعر الصرف.. وغيرها، والبحث عن أسبابها الداخلية والخارجية، فأكد أنه رغم موضوعية المبررات التي تطرحها الحكومة من إرجاع ذلك إلى  الحصار والمقاطعة والأحوال الجوية، إلا أن هذه المبررات لم تعد مقنعة أمام ضرورة وجوب اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحتياطية المبكرة لتجاوز هذه الأسباب.

وقد اشتمل التقرير على بحث مفصل حول تراجع المستوى المعيشي للجماهير والقضايا المتعلقة بارتفاع الأسعار وضعف الرواتب والأجور وبالضرائب، وكذلك ما يتعلق بإصلاح القطاع العام وحول القطاع الزراعي، وقضايا الاستثمار، وإعادة الإعمار، ثم خلص إلى طرح أولويات العمل المطلوبة في هذا المجال سواء الفورية في المرحلة الراهنة، أو المستقبلية.

وقدم الرفيق نجم الدين الخريط (عضو المكتب السياسي) تقريراً باسم المكتب المالي حول قطع حسابات عام 2018 وموازنة عام 2019.

بعد ذلك جرت مناقشة مشاريع التقارير المقدمة إلى الاجتماع، ومنها كما ورد في جدول أعمال الاجتماع التقرير المتعلق بعمل الحزب بين اجتماعين للجنة المركزية، والذي تضمّن عمل المكتب السياسي وأمانته خلال تلك الفترة في مجال تنفيذ قرارات اللجنة المركزية المتخذة في الاجتماع السابق، ومتابعة مؤتمرات اللجان المنطقية وانتخابات الإدارة المحلية التي عقدت في الفترة ذاتها، والعمل لعقد اجتماع للأحزاب الشيوعية العربية، وحول عمل الرفاق في فروع الجبهة الوطنية التقدمية وفي الوزارة ومجلس الشعب والنقابات والصلات مع القوى السياسية والأحزاب الصديقة، وغير ذلك.

كما ناقش الاجتماع التقرير المتعلق بالوضع التنظيمي في الحزب، وبضمن ذلك مؤتمرات اللجان المنطقية، وآليات عمل الحزب، واستخلص الاستنتاجات المناسبة حول كل ذلك، وتوجهات وبرامج عمل اللجان المنطقية للفترة القادمة.

وناقش الاجتماع التقرير المتعلق بالوضع التنظيمي الحالي  للحزب من مختلف جوانبه ومتطلبات المستقبل. وخاصة في ظروف الأزمة التي لا تزال تمر بها البلاد والصعوبات التي نجمت عن هذه الظروف، وانتهى إلى المهام والتوجهات العامة في هذا المجال، واعتبار هذه القضية مهمة رئيسية أمام المؤتمر الثالث عشر المقبل بغية إحداث نقلة نوعية في عمل الحزب للارتقاء بدوره السياسي والاجتماعي في البلاد.

كما بحث الاجتماع عملية التحضير لعقد المؤتمر الثالث عشر للحزب في أواخر عام 2019 وبالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الحزب، وبضمن ذلك تشكيل لجان التحضير للمؤتمر والجدول الزمني لعملية التحضير.

ونظراً لأن معظم التقارير كانت قد أُرسلت خطياً إلى الرفاق مسبقاً قبل الاجتماع، فقد قدم الرفاق أعضاء اللجنة المركزية مداخلاتهم التي كان معظمها مهيأ خطياً أيضاً حولها، والتي بلغت حوالي ثلاثين مداخلة تضمنت ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول القضايا المطروحة. وعلى ضوء ذلك اتخذ الاجتماع القرارات المناسبة حولها.

23/2/2019

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1104 - 24/4/2024