لافروف يكشف عن خطة (الخطوة خطوة) لاستعادة إدلب: منطقة عازلة شمالي سورية لن يساعد على التسوية

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن قادة روسيا وتركيا وإيران اتفقوا خلال لقائهم في سوتشي على إطلاق آلية (الخطوة خطوة)، لاستعادة إدلب شمالي سورية من التنظيمات الإرهابية.

وأوضح لافروف أثناء مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت 16/2/،2019 أن الاتفاق يقضي بشروع العسكريين الروس والأتراك في العمل على تحديد مناطق داخل نطاق وقف التصعيد في إدلب، لتسيير دوريات مشتركة هناك، وذلك بعد أن تعثر تنفيذ اتفاق أيلول (سبتمبر) 2018 بين موسكو وأنقرة حول إدلب، بل وشهد الوضع هناك تدهوراً ملحوظاً بعد بسط جبهة النصرة الإرهابية سيطرتها على نحو 90% من أراضي المنطقة.

وقال لافروف إنه لا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية على وجود الإرهابيين في إدلب، مشيراً إلى أن تحديد كيفية تحرير إدلب منهم مسؤولية العسكريين. وأضاف: (بالتأكيد، سنفعل ذلك بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تمت بها تصفية الإرهابيين في الرقة، حيث لا تزال جثث المدنيين والألغام منثورة في الشوارع)، مؤكداً أن (الجيش سيضع خطته وفقاً لمتطلبات القانون الدولي الإنساني).

وفي مؤتمر صحفي  في ختام مشاركته في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إشراك لاعبين جدد غير شرعيين في تسوية الأزمة السورية ضمن خطة واشنطن الجديدة غير مجد وأنه من الأفضل التركيز على تطبيق اتفاقيات أستانا.

وقال لافروف مجيباً عن سؤال حول احتمال إنشاء الولايات المتحدة منطقة عازلة شمالي سورية، قال: (يصعب علي التعليق على ذلك.. أعتقد أنه من الأفضل التركيز على الاتفاقات التي يتم تطبيقها في إطار عملية أستانا.. ومختلف الخطط التي تضعها الدول الموجودة في الأراضي السورية بصورة غير شرعية، خاصة أن خططها لإشراك المزيد من اللاعبين غير الشرعيين، لا تساعد على تسوية القضية).

وأشار لافروف إلى وجود الاتفاقية التركية-السورية الموقعة في عام 1998 والتي تنظم مبادئ التعاون بين البلدين لضمان سلامة الحدود المشتركة، بما في ذلك الأعمال المشتركة ضد التهديدات الإرهابية.

وأكد الوزير الروسي على أن قادة الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا للتسوية السورية (روسيا، تركيا، إيران) بحثوا مسألة الأمن على الحدود السورية-التركية والساحل الشرقي لنهر الفرات، خلال لقائهم الأخير في سوتشي، وأجمعوا على (ضرورة التحرك في إطار الاتفاقية الموقعة بين سورية وتركيا في 1998).

 

الخطة الأمريكية

وسبق أن أفادت صحيفة (واشنطن بوست) مستندة إلى مصادر خاصة بها بأن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على وضع خطة ترمي لإقامة منطقة عازلة شمالي سورية، تنطوي على إشراك قوات من دول أوربية في المهمة الجديدة، بهدف حماية الفصائل الكردية المتحالفة مع واشنطن في حربها على (داعش)، من هجوم تركي محتمل ضدها. وحسب الصحيفة، فإن الخطة لا تزال قيد الصياغة، ولم تؤكد أي دولة أوربية مشاركتها فيها.

وتنص الخطة على نشر دول أوربية حوالي ألف وخمسمئة جندي في الشمال السوري، إضافة إلى الاحتفاظ بنحو 200 عسكري أمريكي في المنطقة بعد سحب الولايات المتحدة معظم قواتها من هناك.

ولا يعرف ما إذا ـكانت القوة العسـكرية الجديدة المرتقبـة سـتعمل تحـت مظلة حلف النـاتو أم لا، وتتـوقع مشاركة دول من الحلف، بينهـا بريطانيا وفرنسـا وألمـانيا، في المهـمة.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الأمريكي ليندسي غرام قوله على هامش مؤتمر ميونخ للأمن إنه ناقش الخطة مع الرئيس دونالد ترامب، وأكد غرام عزم الجانب الأمريكي على الترويج لدعم الخطة من طرف حلفاء الولايات المتحدة في أوربا.

العدد 1104 - 24/4/2024