الرئيس الأسد: حمى الوطن صمود الشعب.. واحتضانه للقوات المسلحة

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أنه بفضل قواتنا المسلحة ودعم القوات الرديفة والحلفاء والأصدقاء والأشقاء تمكنّا من دحر الإرهاب، مشدداً على أن حماية الوطن لم تكن ممكنة لولا الإرادة الشعبية الواحدة عبر مختلف أطياف وشرائح المجتمع السوري.

وقال الرئيس الأسد في كلمة له، خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات السورية يوم الأحد الماضي: إن الدروس والتجارب هي التي تبني الأمم والأوطان وتمنحها الصلابة والمناعة ولأن سورية قوية صمدت ولأنها واجهت الحرب بشجاعة فسوف تكون أكثر قوة ومتانة.

وقال الرئيس الأسد: السيدات والسادة رؤساء المجالس المحلية يسعدني أن ألتقي بكم في سياق أول اجتماع موسع لكم بعد انتخابكم رؤساء للمجالس المحلية في انتخابات كان مجرد إجرائها واحداً من الرهانات الأساسية للدولة، لأنه يتوج مرحلة مهمة من مسيرة استعادة الأمن ودحر الإرهاب ويؤكد قوة الشعب والدولة ويثبت مرة أخرى فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها الدستورية.

وأضاف الرئيس الأسد: لقد كانت تجربة الإدارة المحلية تجربة مهمة هدفت إلى تعزيز دور المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية والمساهمة في اتخاذ القرارات التي ترسم مستقبل مناطقهم.. وكأي تجربة حملت إيجابيات وشابتها سلبيات ومع مرور الزمن أصبحت الفكرة بحاجة إلى تطوير وقانونها بحاجة إلى تعديل وكان صدور القانون 107 لعام 2011 خطوة مهمة في اتجاه زيادة فاعلية الإدارة المحلية من خلال منح البلديات المزيد من الاستقلالية وتوسيع هامش اللامركزية الإدارية في إدارة شؤون المجتمع.

واعتبر الرئيس الأسد أن جوهر ما يهدف إليه قانون الإدارة المحلية هو تحقيق التوازن التنموي بين المناطق من خلال إعطاء الوحدات المحلية الصلاحيات لتطوير مناطقها اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً وخدمياً وما يعنيه ذلك من مساهمة في رفع المستوى المعيشي للمواطنين عبر تأسيس المشاريع وخلق فرص العمل، إضافة إلى تخفيف الأعباء عنهم من خلال تقديم الخدمات لهم محلياً وخاصة في المناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن.

وأضاف الرئيس الأسد: كما نعرف كلنا مخطط التقسيم ليس مخططاً جديداً هو مخطط قديم عمره عقود وهو لا يتوقف عند الحدود السورية بل يشمل معظم دول هذه المنطقة لكنهم طبعاً محدودو التفكير لأن الوصول إلى هذا الهدف لا يمكن أن يحصل إلا إذا كان هناك انقسام اجتماعي حقيقي وهو في سورية غير موجود ولو كان موجوداً لربما حصل التقسيم في هذا الوطن خلال السنوات الأولى وربما باعتقادي خلال الأشهر الأولى للحرب لكن أعداءنا لا يتعلمون الدروس.

وتابع الرئيس الأسد: لقد عانى السوريون الأمرّين في تلك الحرب ولا ننسى أن جزءاً من تلك المعاناة كان من خلال ما فرضه الإرهاب من حالة نزوح لملايين السوريين خارج البلاد مع ما يعنيه اللجوء الى الخارج من مصاعب جمة وإذلال للاجئين ومعاملة لا إنسانية بالإضافة إلى الاستغلال السياسي والمالي والبشري لهم، وبمقدار ما سعت الدولة بمؤسساتها العسكرية والمدنية للتخفيف من الألم والمعاناة للنازحين داخل سورية وعملت على إعادة كل من نزح عن قريته ومدينته بعد تحريرها من الإرهاب بمقدار ما كانت تسعى وبالوقت نفسه للعمل على عودة اللاجئين خارج الوطن إلى وطنهم لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم.

وأضاف الرئيس الأسد: أؤكد أن الحوار ضروري ولكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وبين طروحات تخلق انقساماً في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى وحدة الرأي والتوجه في القضايا الرئيسة.

وقال الرئيس الأسد: المعاناة هي المبرر والمنطلق للبحث عن الحلول لكنها ليست المبرر على الإطلاق لظلم الحقيقة لأننا عندما نظلم الحقيقة نظلم كل الوطن فالحقيقة تقول إن هناك حربا وإرهابا وحصارا وهناك قلة أخلاق وأنانية وفسادا.. وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئيا وليس كليا.. لكي لا نتهرب من المسؤولية لكن جزءا آخر من هذه الحقائق نحن نتحمل مسؤوليته جميعا.. لذلك فإن إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس كجزء من إعادة الإعمار هي التحدي الأكبر وليس البنية التحتية الفيزيائية.

وأضاف الرئيس الأسد: إن من حمى الوطن هو صمود الشعب.. واحتضان الشعب للقوات المسلحة.. وما كان ممكنا للقوات المسلحة أن تحقق ما حققته لولا احتضانكم لهؤلاء الأبطال.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن العناوين الأساسية لمهام الإدارة المحلية واعدة لكن التحديات أمامنا كبيرة جدا فإذا كانت الانتخابات هي أحد مؤشرات التعافي فإن التعافي والاستقرار لن يتحققا إلا بعد القضاء على آخر إرهابي في آخر شبر نحرره وإذا كان الإرهاب قد دمر الكثير من البنى الوطنية فهو لم يكسر إرادتنا والاستناد إلى هذه الإرادة الشعبية هو الأساس للنجاح لأنها مصدر الدعم لأي عمل نقوم به على مستوى المؤسسات ولحصولكم على هذا الدعم لا بد من كسب ثقة المواطن بأدائكم وتفانيكم من جانب وتكوين القناعة لديه بفاعلية هذه المؤسسة من جانب آخر وهذا ما تصلون إليه عندما تمثلون المواطنين وتعبرون عن مصالحهم بالعمل الدؤوب وتطبيق القانون ومكافحة الفساد وبإنهاء المحسوبيات وعندما تقومون بالاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمالية في مناطقكم لتنعكس على الجانب المعيشي والخدمي لهم وعندما تصغون إليهم وتكونون صوتهم وتمدون جسور التواصل والمودة معهم.. فالوطن القوي لا يكتفي بمواجهة الحرب وترميم تداعياتها بل يقاتل ويرمم ويطور لأن أبناءه لا يطمحون لإعادته إلى ما كان عليه قبل الحرب وإنما لما هو أفضل لأن الأفضل هو النتيجة الطبيعية للأغلى وهي الدماء.. دماء الجرحى والشهداء.

وتمنى الرئيس الأسد في ختام كلمته كل التوفيق لرؤساء المجالس المحلية في مهامهم الجسام، ونقل تحياته لكل أبناء المناطق والوحدات والقرى والمدن التي يمثلونها.

العدد 1104 - 24/4/2024