على الوعد..

هناء علي يوسف:

مع تطورات الأحداث الداخلية في سورية، يترقب المواطن السوري مجرياتها ومساراتها المتداخلة على طريقته المعهودة، فتارة يكون متفرجاً، وفي حين آخر يكون محللاً وناقداً، فيبحث في أروقة الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء عن خبر جديد أو قرار حكومي ينفي.. أو يؤكد ما كان يظنه. منذ سنوات والسوريون صابرون على الشدائد ويقولون: (بيفرجها الله!) رغم الصعوبات والمشكلات الحياتية التي يواجهونها، ويسعون من أجل لقمة عيشهم التي أصبحت صعبة المنال.

أكثرية الفئات الفقيرة والمتوسطة تتآوى في مساكن لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الكريمة، وهنالك الكثير من الاحتياجات التي لا يستطيع المواطن العادي توفيرها لعائلته، فيستعين على ذلك إما بالاستدانة، او بالحرمان! وكي يستكمل إرهاق المواطن السوري تأتي مشاكل الكهرباء والماء والغاز والمازوت، وعدم توفرها في العديد من المحافظات، فينزوي المواطن في ركن ضيق متسائلاً:

هل قصّرنا في البذل من أجل الدفاع عن سورية؟ هل قايضناها بالذهب والفضة؟ ألم نعطها كل غالٍ ورخيص؟ ألم نقف خلف حماة ديارنا سداً في وجه غزو الإرهابيين؟

ألم نشدّ على البطون خلال سنوات الألم القاسية؟

لماذا نحن..لماذا تحل نكبات الدنيا كلها على رؤوس المواطنين السوريين؟!

ألا يكفينا ما تركته الحرب من ندبات.. وحسرات؟!

اليوم، بعد أن استعاد جيشنا السوري معظم الأرض السورية، أيّ مسألة تشغل الحكومة أهم من دعم المواطن الذي لم يقصر في دعم الوطن؟!

ماذا عن وعود الحكومة بشتاءٍ دافئ، بعد أزمة دامت سنوات وأدمت السوريين، ونالت من تفكيرهم وأجسادهم الكثير؟!

هل ستبقى وعود المسؤولين حبراً على ورق؟! وهل ستبقى سحنات وجوههم في ذاكرته طويلاً وهم يضحكون.. ويعِدون؟!

هل تتجاوز المطالب حدودها وتصبح واقعاً؟! وهل تسمع الحكومة مشكلات الناس وتجد لهم حلولاً؟!

الناس ينتظرون.. والانتظار صعب جداً على أصحاب الحاجة، أليس كذلك يا حكومتنا؟

لماذا يعتقد البعض أن صبر المواطن بلا حدود؟!

عالوعد.. عالوعد!

العدد 1104 - 24/4/2024