الشعب السوري لا يساوم.. تفاهمات على تقسيم سورية

لا ينقص (نكتة) المصالح الأمريكية والتركية، إلا تضمينها الحرص على سيادة سورية ووحدة أراضيها!!

اجتماعات المسؤولين الأمريكيين والأتراك في اسطنبول مؤخراً رسمت سيناريو التدخل.. والتشبث والتكتيكات المناسبة للبقاء لا في الداخل السوري فحسب، بل كذلك لرسم كيانات على الورق، وتجسيدها على أرض الواقع، بهدف تقسيم سورية، وعرقلة ومنع أي جهد سلمي لحل المسألة السورية.

الأمريكيون لا (يرتاحون) لأستانا، ولا يقيمون وزناً لتفاهمات الدول الضامنة، وهم أيضاً يعلنون عن أهداف سياستهم في المرحلة الحالية، إنهم يريدون الثمن.. ثمن خروجهم من الأرض السورية، والإفراج بعد ذلك عن الحل السلمي الذي يعتقدون بأنه في جيبهم!!

وكي تكتمل الصورة تماماً، ها هو ذا مبعوث أمريكا إلى سورية يعلن في سياق تملّق أردوغان، إن تحالفات أمريكا مع (قسد) عبارة عن (تكتيك مؤقت)!

التعامل السوري مع عدوانية التفاهمات الأمريكية- التركية مازال يجري التعبير عنه عبر الأطر التي وضعتها الدول الضامنة لأستانا، فسورية أعلنت، وتعلن تأييدها للحلول السلمية مادامت تؤكد على متابعة مكافحة الإرهابيين على الأرض السورية، وعلى وحدة سورية وسيادتها، وعلى الحوار الإيجابي بهدف المضيّ في العملية السياسية، لكن الصبر السوري لا يعني بأي حال من الأحوال الخضوع للابتزاز الأمريكي- التركي، فالشعب السوري الذي وقف خلف جيشه الوطني في مواجهة الغزو الإرهابي الفاشي، ودفع الثمن الأغلى للحفاظ على سلامة أرض بلاده، ووحدتها، يرفض المساومة الأمريكية والابتزاز التركي، وهو مصمم، رغم كل معاناته خلال السنوات الماضية، على تطهير أرضه من الإرهابيين، والدفاع حتى الرمق الأخير عن سيادة بلاده.

السوريون لم يذهبوا خلف جيشهم كي يساوموا ويخضعوا.. بل ليحرروا بلادهم من الإرهاب وفكره الظلامي، ومن أي نفوذ أجنبي ينال من استقلال سورية، ومن أجل رسم غدهم الذي لن يكون إلا مشرقاً.. ديمقراطياً علمانياً.

المطلوب اليوم دعم صمود شعبنا خلف جيشه الوطني، وتركيز الجهود الحكومية باتجاه تلبية مصالح الفئات الشعبية التي تشكل الداعم الرئيسي لقواتنا المسلحة، والكفّ عن تجاهل المعضلات التي تؤلم.. وتضرّ هذا الصمود.

وحدة سورية وسيادتها خط أحمر.. فليفهم الجميع!

العدد 1105 - 01/5/2024