الخوذ البيضاء تنفّذ مهامّ في فنزويلا وإندونيسيا والفلبين.. بوتين يحذر أوربا من مغبة إهمال مأساة سورية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوربا إلى التخلص من المواقف السياسية المتحيزة والإسراع بمساعدة سورية في إعادة إعمارها، إذا أرادت تفادي تدفق موجة جديدة من الهجرة إلى أوربا.

وقال بوتين بمؤتمر صحفي في ختام مشاركته في قمة شرق آسيا بسنغافورة يوم الخميس 15/11/2018: (إذا أراد المجتمع الدولي، وأوربا بالدرجة الأولى، تجنب تدفق جديد للمهاجرين، فعليه التخلص من مظاهر التحامل وتقديم مساعدة للشعب السوري، بعيداً عن أي تحيزات سياسية، ودعم العملية السياسة هناك، فهذا أمر بديهي).

وعبر بوتين عن أمله في استمرار العمليات الروسية الفرنسية الألمانية المشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان سورية.

وأكد بوتين أن عودة اللاجئين إلى سورية يجب أن تكون طواعية، مشيراً إلى ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للعائدين، وقال: (لا يمكن توقع عودة واسعة النطاق للاجئين إلا في حال إعادة إعمار سورية).

وأضاف: (لا يمكن إجبار أحد على العودة بالقوة. الناس سيعودون إذا توفرت هناك المستلزمات الأولية مثل المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، فيجب الاهتمام بهذه الأمور).

وفيما يتعلق بإعادة إعمار سورية، أكد بوتين استعداد بلاده للعمل في الاقتصاد السوري بشكل نشط وبما يعود بالفائدة لنفسها، وقال: (روسيا مستعدة للقيام بعمل واسع النطاق في تلك القطاعات السورية التي سيعود الاستثمار فيها بالفائدة لنا وللدولة السورية على حد سواء).

وتابع: (هذا العمل المشترك سيؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة وإعادة تأهيل البنية التحية وما يشبه ذلك، فهناك كثير مما يمكن تناوله، وليست مقصودة هنا الاستثمارات المباشرة من الميزانية).

من جهة ثانية، وبعد افتضاح دورهم (الإنساني) المزعوم، في سيناريو غزو الإرهابيين لسورية، وانكشاف حقيقة الدور الذي لعبته (الخوذ البيضاء) في دعم الإرهابيين، من خلال الفيديوهات المزيفة التي اشتغل على إنتاجها وإخراجها فنيو الدول الداعمة للغزو، بهدف تبرير العدوان الأمريكي_ الأوربي على سورية، والجهود التي بذلت لتهريبهم عن طريق الأردن واسرائيل بعد تقدم الجيش السوري، وسيطرته على الجزء الأكبر من الأرض السورية، يسعى مؤسسو هذه المنظمة إلى استخدامها في دول أخرى لتحقيق غايات سياسية تحت ستار إنساني.

وذكرت مجلة (كوريير) الروسية، أن (الثورات الملونة)، التي أعدها خبراء التكنولوجيا السياسيون الغربيون كوسيلة عالمية لإسقاط الحكومات، تفسح المجال أمام تطورات أكثر دقة. يسعى المتخصصون في الخدمات الإعلامية-النفسية بجيوش الولايات المتحدة وحلف الناتو إلى البحث عن نماذج وأساليب للتلاعب بالوعي العام، بما في ذلك التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.

ويعود تطوير أحدث تقنيات التخريب إلى ضابط المخابرات العسكرية البريطانية جيمس لو ميزورجي، الذي سبق أن شارك في الأحداث في البوسنة وكوسوفو والعراق ولبنان وفلسطين وسورية. في هولندا، تم تسجيل مؤسسة مايداي  وهي متخصصة في (دعم المتطوعين في مناطق الصراع وعدم الاستقرار والكوارث الطبيعية). تمكنت المؤسسة من تنظيم الدعم الدولي للدفاع المدني السوري، الذي أطلق عليه (الخوذ البيضاء). من خلال مؤسسته، تمول بريطانيا والدنمارك وهولندا وألمانيا الخوذ. كما يأتي دعم مشابه من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عبر شركة تتخذ من واشنطن مقراً لها.

الخوذ البيضاء التي تم تأسيسها وتمويلها ودعمها من قبل الحكومات الأجنبية ومجموعات الضغط ووكالات العلاقات العامة، ليست بنية عفوية. إنها مصفوفة يمكن، إذا لزم الأمر، تكرارها في كل مكان لزعزعة استقرار الحكومات غير الودية تجاه الغرب.

فكرة لو ميزورجي تكمن في إمكانية إجراء دعاية فعالة ضد الحكومات المنتخبة بشكل قانوني في أي دولة. وقد قال في مقابلة أجريت معه مؤخراً إن منظمات المتطوعين تحت ستار المنقذين الأوائل، الذين يكتسبون ثقة شعبية بسرعة، مستخدمين ضعف السكان المحليين وفقرهم، يمكن أن تضمن اختراق (القوة الناعمة) عمق البلدان المستهدفة. وسيتم استخدام هذه (القبضة الإنسانية الزائفة في المستقبل لإسقاط العديد من الحكومات غير المرغوب فيها). ووفقاً لبعض التقارير، تجري دراسة إمكانية تنفيذ برامج نشر الدفاع المدني في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن والعراق.

يسعى لو ميزورجي لتحويل المؤسسة إلى بنية دعائية عسكرية كاملة مكرسة (لإعادة تنظيم الحكومات العاصية) تحت ستار جبهة موحدة من وسائل الإعلام الغربية التي تستخدم المعلومات المقدمة بشكل غير نقدي. تقوم المؤسسة بتجنيد مرتزقة متطوعين في البرازيل لإنشاء منظمة مماثلة هناك. شاهد الناس لو ميزورجي في فنزويلا وإندونيسيا والفلبين، وعلى شاكلة (الخوذ البيضاء) توضع أسس المنظمات المستقبلية.

وهكذا يتم (تدوير) المخلفات، ويصنعون منها ربما منظمات محلية، أما السيناريو فهو السيناريو ذاته الذي استخدم في سورية: المساعدة(الإنسانية)، التي تتحول إلى مساندة عملاء الغرب لإسقاط الحكومات غير الموالية.

العدد 1104 - 24/4/2024