إسعاف في فوضى أخلاقية

إسعاف… وسيارات في زحمة السير التي تعودنا عليها منذ زمن بعيد، وازدادت الآن بسبب الأحداث فتغيرت مسارات شوارع، وأُغلقت شوارع، وصار هناك شغب ما بعده شغب… في زحمةٍ إن نسينا كل ذلك فيها، وركّزنا تحديداً على قائد المركبة، فإننا نسلّم بأن هناك فقط بعضاً ممن يتبع الخطوط المرسومة والقواعد الموضوعة للسير وقانونه الذي حدد مسارات معينة وإشارات وضوابط وقوانين. لكن يوجد نظم سيرٍ تعتمد على قائد المركبة نفسه من (ذوق وأخلاق). فكما هو معروف أنه مثلاً إذا مرّت سيارة إسعاف فيجب عليها أن تتبع المسار اليساري من الطريق (للسرعة): (يجب على السيارات في المسار اليميني للطريق، أن تبطئ لتصبح على الخط الخلفي للسير، فتسمح للسيارات التي هي على يسار الطريق والموجودة أمام سيارة الإسعاف أن تأخذ مقدمة الصف اليميني، وبذلك يتيّسر لسيارة الإسعاف المرور بكل أريحية وسرعة).. أما في الواقع الذي نعيشه، فحين يلمح سائقو السيارات سيارة الإسعاف، تجدهم يطلقون عنان الفوضى من زمامير ومخالفات لإشارات المرور فيعرقلون حركة سير السيارة، فلا يمينهم يأخذون ولا السير يسهّلون، بل يحاولون المرور قبلها واستغلال بعض التسهيلات التي تُقدّم لسيارة الإسعاف من تجاوز للإشارة الحمراء مثلاً.

في هذا الوقت من العرقلة أجلس مفكرة وخائفة: هل من المعقول أن يكون اتجاه سيارة الإسعاف هو بيتي أو بيت أحد أقربائي أو أصدقائي أو زملائي أو جيراني؟ هل سأسامح الفوضى ومسببّيها إن حصل مكروه لأحد من أعزّائي؟ هل يتحمّل قائدو المركبات وزرَ تراخيهم واستغلالهم وتهاونهم لأهمّ وأنبل مساعدة إنسانية؟ وأذكر مباشرة الإعلان الذي قام به الفنان الأول دريد لحام عن السير وقواعده، وعن هذا الموضوع بالذات.. مع الشكر الجزيل لمجهوده الاستثنائي.. وأتمنى لو تعاد مثل هذه القواعد مراراً وتكراراً في التلفاز لنبقى على تواصل مع الأسس الإنسانية لواجبات بديهية.

العدد 1105 - 01/5/2024