الجبهة الوطنية التقدمية: قرار جامعة الدول العربية خروج عن ميثاقها!

أصدرت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في سورية، بياناً بتاريخ 20/3/،2013 حول قرار مجلس جامعة الدول العربية، ومما جاء فيه:

 

أقدم مجلس جامعة الدول العربية المنعقد على المستوى الوزاري في السادس من الشهر الجاري، على اتخاذ قرار مخالف لميثاق الجامعة، ومناقض للقرارات العربية المعتمدة بخصوص التضامن العربي والعمل العربي المشترك، وهو القرار الخاص المتعلق بالتعامل مع أحد أطراف المعارضة السورية، متجاهلاً أطرافاً أخرى معروفة، بما يؤدي إلى اختلاس دور الجامعة العربية من حيث أنها إطاراً جامعاً لجميع الدول العربية لا يحق لأحد القفز من فوقه وصولاً إلى أغراض سياسية معروفة تسعى إلى تحقيقها دول عربية معينة، وفي المقدمة منها قطر والسعودية، بالتواطؤ مع دول إقليمية معروفة.

إن هذا القرار يشكل حالة غير مسبوقة في سياق عمل الجامعة منذ تأسيسها قبل ما يقارب السبعين عاماً، وهو قرار تعتوره جملة مخالفات صريحة لميثاق الجامعة، والغاية من إنشائها والغرض من تأسيسها والأهداف التي قررتها لنفسها.

إن الجبهة الوطنية التقدمية ترى في هذه القرارات الجائرة، خروجاً عن ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي، وانتهاكاً لسيادة دولة عضو فيها، وتشجيعاً ودعماً للإرهاب ومجموعاته المسلحة التي تحمل مسميات شتى، وبعض منها امتداد لتنظيم القاعدة. كما أن الجبهة الوطنية التقدمية ترى في ذلك كله احتضاناً لكل ما من شأنه السعي إلى تقويض أركان دولة من دول الجامعة، وهو ما يتعارض مع الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وقطع الطريق على البرنامج السياسي وخطة العمل والأفكار البناءة التي طرحها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه في السادس من شهر كانون الثاني الماضي، والتي تشكل الأساس الضابط لحوار وطني شامل يؤدي إلى إيجاد الحلول المناسبة للأزمة السورية، بما يتوافق مع مبدأ السيادة الوطنية التي هي قاعدة معتمدة في التعامل بين الدول.

إن الخاسر الأكبر في مثل هذا الذي مضى إليه مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، من اتخاذ قرارات موصوفة باللاشرعية، وانتهاك لميثاقها ونظامها الداخلي، وعدوان على دولة هي عضو مؤسس لها، وتآمر عليها، والسعي إلى تغيير نظامها من خلال تسليح منظمات إرهابية وتمويلها، هو الجامعة العربية نفسها التي وضعت نفسها في غير الموضع الذي يمنحها الشرعية وصدقيتها اللتين جرى تقويضهما بحيث آل الأمر إلى حد التساؤل عن جدوى هذا العمل، وعن قدرته على التأثير في مثل هذه المناخات السلبية التي تصنعها دول عربية وغير عربية، بهدف ضرب هذه المؤسسة والخروج بها عن الأهداف والغايات التي جعلت منها في وقت مضى، وانقضى أساساً لوجود سياسي عربي فاعل ومؤثر.

20/3/2013

العدد 1107 - 22/5/2024