جوقة «ورد» للغناء الجماعي في صالة الحمراء بدمشق

يستمر المايسترو حسام بريمو في مشروعه الإبداعي في الحفاظ على التراث الموسيقي والغنائي العربي عبر أربعة جوقات غنائية وموسيقية تحت اسم (لونا) للغناء الجماعي. ويدخل التراث الغنائي العربي المتنوع ليلتقط منه أكثر الألحان انتشاراً فيقدمها للجوقات في طريقة جديدة ولغة تعبر عن حالة الفرح التي يغنيها الأطفال، وحين نسمع اليافعين والشباب يؤدون موشحات (ياعذيب الموشف) للشيخ سيد درويش، أو (يانسيم الريح) لحميد البصري فإننا نطمئن على الموسيقا العربية وعلى الجيل الجديد الذي بدأت تلفه أعاصير الفيديو كليب والأغنيات المعاصرة ذات الإيقاعات السريعة والمبتذلة.

ورغم الظروف التي تمر بها البلاد إلا أن المايسترو بريمو يستمر في تمارين جوقاته الأربع، وينظم الحفلات ليحقق التواصل والعمل الجماعي سواء كان بين المغنيين في الجوقة ذاتها أم مع الفرقة الموسيقية المرافقة.

فقد غنت جوقة ورد مساء الأربعاء الماضي على مسرح صالة الحمرا بدمشق مجموعة من الأغنيات التراثية القديمة والحديثة من ذاكرة الغناء العربي والعالمي، وأبدعت الجوقة في أداء موشح (إملالي الأقداح)، وموشح (ياعُذيب المرشف) لسيد درويش، وموشح (يا نسيم الريح  قولي للرشا) لحميد البصري، وموشح (عاذلي كف الملامة ) لعبد الرحمن جبقجي. وإضافة إلى الغناء العربي غنت الجوقة مجموعة أغنيات من التراث العالمي في أكثر من لغة، وقد أدت الفرقة الأغنيات بانسجام لافت، إذ ظهر الهارموني والتوزيع في الجمل الغنائية في ذروته حين فسح في المجال لل (الصولو) لأداء الجملة الغنائية ومرافقة الأصوات العالية والمنخفضة مع الجملة الرئيسية. وظهر الانسجام أيضاً في مقطوعة (موزاييك إيقاعي) للموسيقي جمال السقا، إذ كان للصوت المعبر عن فضاءاته العريضة والحادة، فتحولت الجمل الإيقاعية إلى لوحات صوتية جمالية منسجمة في الغناء الجماعي.

يذكر أن الحفلة أقيمت تحت رعاية وزيرة الثقافة، وبالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا، وتأتي الحفلة ضمن برنامج مجموعة (لونا للغناء الجماعي)، ويشار إلى أن  جوقة (ورد ) جوقة غنائية تتراوح أعمار أعضائها  بين (14 و 18 سنة)، وهي إحدى جوقات (لونا للغناء الجماعي) أوLuna Choir  التي تضم إلى جانبها: (جوقة شام، جوقة ألوان، جوقة سنا، وجوقة قوس قزح)، وتأسست (ورد)  في عام 2004 وهي تهتم على التوازي بالتراث الغنائي العربي والغناء الأوربي الموزع ما جعلها فرقة تحقق التواصل مع  أوساط الشباب والكبار. وشاركت الجوقة في عدد من المهرجانات والحفلات الخاصة، و قدمت عشرات الحفلات في أماكن متعددة إلى جانب مشاركتها في حفل افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بتاريخ 19/1/،2008 وفي مهرجان معرض دمشق الدولي لعامي (2008و 2010).