الرئيس الأسد في لقاء مع صحيفة كلارين ووكالة الأنباء تيلام الأرجنتينيتين: الأساس في كل حل سياسي للأزمة في سورية هو ما يريده الشعب السوري

أكد الرئيس بشار الأسد في لقاء مع صحيفة كلارين ووكالة الأنباء تيلام الأرجنتينيتين، أن إسرائيل تدعم الإرهابيين وتوجههم وتعطيهم المخطط العام لتحركاتهم وفق مصالحها، وهي تتقاطع في ذلك مع عدة أطراف خارجية.. بينها قطر وتركيا.. لا تريد الحل السياسي في سورية وتدعم الإرهاب.

 وجواباً عن سؤال: ما الذي جعل الأزمة الراهنة في سورية تستمر لفترة طويلة وتتعمق بشكل كبير؟ قال:

أولاً: هناك عناصر متعددة ساهمت في الأزمة داخلية وخارجية.. أهمها التدخل الخارجي.. ثانياً.. لأن حسابات الدول التي أرادت أن تتدخل في سورية كانت حسابات خاطئة.. تلك الدول كانت تعتقد أن المخطط يمكن أن ينتهي خلال أسابيع وأشهر، ولكن هذا الشيء لم يحصل.. ما حصل أن الشعب السوري قاوم ورفض كل أشكال التدخل الخارجي، وما زلنا نقاوم حتى الآن.. بالنسبة لنا هي عملية دفاع عن الوطن.

 وحول إمكان الوصول إلى حوار لمنع حدوث التدخل الأجنبي، قال السيد الرئيس:

في البداية كانت المطالب إصلاحية.. ولو أن هذا الطرح كان بالمظهر.. كان غطاء أو قناعاً لكي يتم إظهار الموضوع بأنه موضوع إصلاح.. قمنا بالإصلاحات.. غيرنا الدستور.. غيرنا القوانين.. ألغينا حالة الطوارئ.. وأعلنا عن حوار مع القوى السياسية المعارضة.. ولكن مع كل خطوة كنا نقوم بها كان الإرهاب يزداد.. السؤال المنطقي هنا: ما هي العلاقة بين الإرهاب والإصلاح؟ لا يمكن أن يكون الإرهاب هو الطريق للإصلاح.. ما علاقة إرهابي من الشيشان بالإصلاح في سورية؟ ما علاقة إرهابي يأتي من العراق أو من لبنان أو من أفغانستان بالإصلاح في سورية؟ تم مؤخراً إحصاء نحو 29 جنسية تقاتل في سورية.. ما هي العلاقة بين كل هؤلاء والإصلاح الداخلي؟ هذا الكلام غير منطقي.. بالنسبة لنا نحن قمنا بالإصلاح، والآن لدينا أيضاً مبادرة سياسية تتضمن حواراً.. الأساس في أي حل سياسي هو ما يريده الشعب السوري.. وهو ما تحكمه صناديق الاقتراع.. لا توجد طريقة أخرى.. أما الإرهابي فلا أحد يحاور إرهابياً.. الإرهاب ضَرَبَ من أمريكا إلى أوربا.. هل قامت أي حكومة من الحكومات بمحاورة الإرهابيين؟ أنت تحاور قوى سياسية.. لكن لا تحاور إرهابياً يقوم بالذبح والقتل، ويضرب بالغازات السامة وهي أسلحة كيماوية.

ونحن مع أي عمل لوقف العنف في سورية.. نحن مع أي عمل يؤدي إلى حل سياسي.. ولكن الحل السياسي لا يمكن أن يتم مع استمرار العنف.. نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأمريكي، ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سورية.. ولا نعتقد أن الكثير من القوى التي تدعم الإرهابيين يريدون حلا للأزمة.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأمريكي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سورية.. نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به، ولكن علينا أن نكون واقعيين، لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسياً، وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي.. وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك حل من طرف واحد في سورية.. أنت بحاجة إلى طرفين على الأقل.

وعن القوى المعارضة التي تعيش خارج سورية هي قوى مرتبطة بدول خارجية.. وبالتالي ليست قوى مستقلة القرار.. هذه القوى تعتاش من الخارج.. تأخذ أموالاً من الدول الخارجية.. تعيش في ظل مخابرات تلك الدول، وتقول ما تقرره لها هذه الدول.. إذاً هي ليست مستقلة، والأهم أنه ليست لديها قاعدة شعبية فعلية في سورية. والدليل أنه لو كانت لها تلك القاعدة لكانت أتت إلى البلاد.. نحن في سورية لدينا معارضة سياسية موجودة في الداخل ولديها قاعدة شعبية بنسب مختلفة.. لم تقم الدولة بالضغط أو بالتعدي على هذه المعارضة. وبالتالي ما هو المبرر لبقية المعارضات أن تكون خارج سورية سوى أنها تابعة لتلك الدول؟

 وعن تنحيه أو استمراره، قال:

بالنسبة لبقائي أو عدم بقائي.. هذا يرتبط بالشعب السوري.. أنا كرئيس.. ليس قراري الشخصي أن أبقى أو أذهب.. هذا قرار الشعب، إن أرادك فستبقى وإن لا فستذهب.. لا يمكن لك أن تحكم وأنت غير مرغوب من الناس.. هذا الكلام من البديهيات وليس بحاجة إلى الكثير من النقاش.. هذا يعتمد على الدستور.. على صندوق الانتخاب.. في الانتخابات الرئاسية عام 2014 الشعب يقرر هذا الموضوع.

ولا أعرف إذا كان كيري أو غيره أخذ تفويضاً من الشعب السوري لكي يتحدث باسم الشعب السوري عمن يجب أن يذهب ومن يجب أن يبقى.

 وحول النقد الذاتي الأساسي الذي تمارسه أو قمت به مؤخراً، أجاب السيد الرئيس:

يجب أن تقوم بعملية النقد الذاتي كل يوم.. لكن عملياً إذا أردت أن تتحدث عن أحداث كاملة فمن غير المنطقي لك أو لغيرك أن ينتقد قبل أن تنتهي الحالة.. فالنقد فيما يتعلق بالأزمة لا يمكن أن يكون موضوعياً من قبل أي جهة إلا عند انتهاء الأزمة.. عندئذ تظهر الأمور بشكل واضح وتكون هناك رؤية شاملة.. عندذاك تستطيع أن تقيّم ما هو الصح وما هو الخطأ في كل ما حصل.. ما تقوم به اليوم هو تقييم لأحداث وقضايا يومية، وهذا شيء طبيعي.. تتخذ قراراً اليوم مثلاً وتعتقد في اليوم الآخر أنه كان هناك قرار أفضل وهذا شيء منطقي وبديهي.. إذاً علينا أن ننتظر قليلاً قبل أن نعطي جواباً عن هذا الموضوع.. هذا من جانب.. ومن جانب آخر أنا أعتقد أن التقييم الصحيح لما يقوم به المسؤول هو ليس تقييمه الذاتي.. فعندما تقيم نفسك لا يمكن أن تكون حيادياً، وربما من الصعب أن تكون موضوعياً.. التقييم الصحيح يأتي من المواطنين.. عندئذ يقال إن هذا الرئيس أو هذا المسؤول قام بعمل صحيح أو قام بعمل خاطئ.

العدد 1104 - 24/4/2024