الرئيس الأسد: المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري تهدف إلى الحفاظ على وحدة سورية

أشار الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة (المنار) أن تدخّل إسرائيل مع الإرهابيين أو دعمها لهم يهدف إلى شيئين: أولاً: خنق المقاومة، وثانياً: ضرب الدفاعات الجوية السورية.

أسئلة هامة في هذا الحوار، أجاب عنها السيد الرئيس، وقال عن كيفية انقلاب موازين القوى إن الثورة بحاجة إلى عوامل موضوعية.. لا يمكن أن تصنع ثورة بأموال.. فلم يتمكنوا من تحقيق هذه الظروف التي تهيىء لثورة حقيقية.

أول سبب لانقلاب الموازين هو انقلاب الحاضنة.. كانت هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين.. أؤكد أن الدافع لم يكن قلةَ وطنيةٍ.. وإنما قلة معرفة.. هناك الكثير من الأشخاص الذين خُدعوا.. اعتقدوا أن هذه ثورة ضد السلبيات الموجودة.. انقلبت هذه الحاضنة.. هناك العديد من المسلحين انسحبوا من هذه المجموعات الإرهابية.. وعادوا إلى الحياة الطبيعية.. فهذا هو السبب الأساسي.

بالنسبة إلى ما يطرح الآن حول موضوع حزب الله.. ومشاركة مقاتلين من خارج سورية مع الدولة.. هذا الموضوع كبير جداً وله عدة عناصر.. وإذا أردنا أن نشرحه فلابد أن أشرح كل العناصر المرتبطة به.. لا نستطيع أن نفصل ما طرح مؤخراً عن موضوع حزب الله.. ومعركة القصير والضربة الإسرائيلية.. ثلاثة عناصر لقضية واحدة.. دعيني أتحدث بصراحة.. مؤخراً.. وخاصة بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله.. طرح في الإعلام العربي والأجنبي.. بأن مقاتلي حزب الله يقاتلون في سورية ويدافعون عن الدولة السورية.. طبعاً بين قوسين بلغتهم (نظام).. نحن نقول يوجد دولة.. لا يوجد نظام.

وحول فتح جبهة الجولان قال السيد الرئيس.. هذا يعتمد أولاً على الحالة الشعبية.. هل تسير الحالة الشعبية باتجاه المقاومة أم لا؟

هناك ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة.. وهناك حماسة حتى عربية.. من وفود عربية أتت إلى سورية.. عملية المقاومة ليست عملية بسيطة.. ليست هي فقط فتح.. بالمعنى الجغرافي.. هي قضية سياسية عقائدية اجتماعية.. وبالمحصلة تكون قضية عسكرية.

هم يتحدثون دائماً عن أن سورية تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة.. الدولة لا تخلق مقاومة.. إن لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فهي ليست مقاومة.. ولا يمكن أن تُصنَع.. الدولة إما تدعم أو تعرقل المقاومة، كما يحصل في عدد من الدول العربية.. لكن أعتقد أن الدولة التي تقف في وجه المقاومة هي دولة متهورة.. فليست القضية أن سورية قررت بعد أربعين عاماً أن تذهب بهذا الاتجاه.. هناك جيش يقوم بواجبه.. وبالتالي الحالة الفكرية بالنسبة للمواطنين بأن هناك من يقوم بهذا الواجب.. يعمل من أجل تحرير الأرض.. لو لم يكن هناك جيش، كما حصل في لبنان عندما كان هناك جيش منقسم ودولة منقسمة خلال الحرب الأهلية.. لكانت ظهرت المقاومة منذ زمن طويل.. الآن في هذه الظروف هناك عدة عوامل تدفع بهذا الاتجاه: أولاً.. الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.. هي عامل أساسي في خلق هذه الرغبة وهذا الدافع. ثانياً: انشغال الجيش والقوات المسلحة في أكثر من مكان على الأرض السورية.. وهذا يعطي شعوراً لدى الكثير من المواطنين بأن من واجبنا الآن أن نقوم نحن بالتحرك بهذا الاتجاه لكي ندعم القوات المسلحة على جبهة الجولان.

وعن المواقف الدولية المعارضة..قال السيد الرئيس: أنا أعرف أن سعود الفيصل مختص بالقضايا الأمريكية.. لا أدري إذا كان يعرف شيئاً عن القضايا السورية.. إذا كان يريد أن يتعلم.. فلا بأس.. أما بالنسبة لرغبات الآخرين.. فأعود وأقول: لن تكون هناك رغبة سوى رغبة الشعب السوري.. أما الترشيح فطرح من البعض أنه يفضل ألا يترشح الرئيس لانتخابات ال .2014. قلت هذا الموضوع يحدّد في ذلك الوقت.. ما زال الوقت باكراً لطرح مثل هذا الموضوع.. ولكن عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح.. طبعاً هذه الحاجة يحددها.. مرة أخرى.. تواصلي مع المواطنين وشعوري بأنهم يرغبون في هذا الترشيح.. فلن أتردد.. أما إذا شعرت أن الشعب السوري لا يريد فمن البديهي ألا أترشح.. فهم يضيعون الوقت في هذا الحوار.

وقال السيد الرئيس في نهاية اللقاء لمحبي محور المقاومة: أنا أعتقد أن الانتصار الأكبر الذي حققته المقاومة العربية خلال سنوات أو عقود.. هو انتصار فكري بالدرجة الأولى.. هذه المقاومة ما كانت قادرة على النجاح عسكرياً لولا النجاح والصمود في وجه حملة لتسويق وتشويه المفاهيم في هذه المنطقة.. قبل الحرب الأهلية في لبنان كان هناك مصطلح يقول إن قوة لبنان في ضعفه.. هذا يشبه القول إن ذكاء الإنسان بغبائه، أو إن الشرف يمر عبر الفساد.. هذا غير منطقي.. أتت انتصارات المقاومة المختلفة في أكثر من مفصل لكي تؤكد أن هذا الطرح غير صحيح.. والصحيح هو أن ضعف لبنان بضعفه.. وقوة لبنان بقوته.. قوة لبنان بمقاومته.. وقوة لبنان بهؤلاء المقاومين الذين تتحدثين عنهم.

نحن اليوم بحاجة إلى هذا الفكر وهذا الصمود وإلى الأعمال التي يقوم بها المقاومون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى.. لأن الأحداث التي مر بها الشارع العربي في السنتين الماضيتين أو أكثر بقليل ضربت المفاهيم لدرجة أن بعض العرب نسي أن عدوه إسرائيل، وأصبح العداء داخلياً ومحلياً.. طائفياً وإقليمياً وقومياً وغير ذلك.. فنحن اليوم نعول على هؤلاء المقاومين بتذكير الشعب العربي من خلال إنجازاتهم بأن عدونا ما زال في نفس المكان.. أما بالنسبة إلى ثقتي بالانتصار.. فلو لم تكن لدينا الثقة بالانتصار لما كانت لدينا القدرة على الصمود.. ولما كانت لدينا القدرة على أن نستمر بهذه المعركة بعد سنتين من هجوم عالمي.. هو ليس عدواناً ثلاثياً كما حصل في عام 1956 وإنما حقيقة حرب عالمية تشن على سورية وعلى النهج المقاوم.. فثقتنا بالنصر أكيدة.. وأنا أؤكد لهم أن سورية ستبقى كما كانت بل أكثر من قبل، داعمة للمقاومة والمقاومين في أي مكان من العالم العربي.

العدد 1105 - 01/5/2024