إثر حملة صهيونية اتهمته ب «معاداة السامية»: عماد حجاج يحصد جائزة «مونبلييه» لفن الكاريكاتور

فاز رسام الكاريكاتور الفلسطيني الأردني عماد حجاج بجائزة مهرجان (مونبيلييه) الفرنسي لفن الكاريكاتور، الذي أقيم منذ أيام ضمن تظاهرة فنية كبيرة لفن الكاريكاتور أقيمت في المدينة الفرنسية. وقد نظم المهرجان بواسطة منظمة (كاريكاتور من أجل السلام) التي يرأسها رسام الكاريكاتور الفرنسي الشهير (بلانتو)، وإدارة مركز (هيرولت) الثقافي في مدينة مونبيلييه، وبرعاية صحيفة (لوموند) وقناة (آرتيه) الثقافية، والعديد من المؤسسات الثقافية الفرنسية الأخرى.

ونال حجاج الجائزة بعد حصوله على أعلى تصويت من الجمهور عن لوحته الخاصة بموضوع المعرض، وهو (مشكلة المياه). وقد تسلم جائزة المهرجان (وهي جهاز رسم إلكتروني)، في حفل فني كبير أقيم عقب معرض ضخم شارك فيه أكثر من عشرين رساماً عالمياً، بينهم الفنان الإسباني (كاب)، والسويسري (شابات)، والكوبي (آريس)، والمكسيكي (بوليغان).

وقد تلقى الفنان عماد حجاج تكريماً من نادي الصحافة في مدينة (مونبلييه) ممثلاً برئيسه السيد (أولفييه رويغاند) لفوزه بهذه الجائزة.

واستمرت فعاليات المهرجان أربعة أيام، اشتملت على معرض كاريكاتور ومحاضرات متعددة وورشات رسم ميدانية لفناني الكاريكاتور بشأن (مشكلة المياه) في العالم.

 

حملة صهيونية شرسة ضد رسومه

عُرف الفنان حجاج بشخصيته الكارتونية الأردنية الساخرة (أبو محجوب)، وكان قد تعرض هذا العام لحملة تحريضية قادتها منظمتان صهيونيتان للإساءة له الهدف منها إسكات صوته المندد بممارسات الكيان العنصري وسياساته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وذلك بمنع نشر رسومه في الصحافة الأردنية والعربية، بذريعة أنه معادٍ للسامية وعنصري ضد الشعب اليهودي.

وقد علّق حجاج في مقابلة صحفية معه رداً على هذه الحملة والافتراءات الصهيونية، قائلاً: (إنني كانسان وفنان أحترم جميع الأديان، وأدعو دائماً وأبداً إلى ترسيخ مبادئ التسامح وإلى عدم زج الدين في المواقف والصراعات السياسية، كما أرفض رفضاً قاطعاً كل توجه عنصري أو محاولة للحض على الكراهية أو ازدراء الأديان، وهو ما تعكسه جميع رسومي الساخرة وأعمالي الفنية الأخرى على امتداد سيرتي المهنية. إنني أعي تماماً أن أهداف هذه الحملة باتت معروفة، وهي الحد من إنتاجي وإنتاج كل مبدع عربي يسعى لكشف وفضح الممارسات الصهيونية في فلسطين. كما أن أسلوبها، يقصد أسلوب الحملة، بات مستهلكاً ولا يمكن أن يخيفني ويضع حداً لمواقفي المعادية للا إنسانية. بل إنني أشعر أحياناً أنني مقصر بحق الشعب الفلسطيني في رسومي، فالقضية الفلسطينية بكل مستوياتها وجوانبها تحتاج مني اهتماماً أكبر).

وتابع حجاج: (إن حملة المنظمات الصهيونية تندرج في سياق الحملات التي تريد إظهار (إسرائيل) بمظهر الضحية، لصرف الانتباه عن جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وأيضاً لإرهاب كل المثقفين والفنانين العرب عن اتخاذ مواقف تدين الاحتلال الصهيوني وسياساته العدوانية).

كما أكد (مركز حماية وحرية الصحفيين) تضامنه مع عماد حجاج ضد الحملة المضللة التي تسعى لإظهاره عنصرياً ومعادياً للسامية. وقال المركز في بيان صدر عنه: (إن هذه الحملات تريد إسكات الأصوات المنددة ب (إسرائيل) وسياستها العدوانية مستخدمة فزاعة العنصرية ومعاداة السامية).

وأضاف المركز: (إن حجاج أثبت طوال السنوات الماضية من عمله كفنان ومبدع حساً إنسانياً عكسه في أعماله، ولم نجد في رسومه حضاً على الكراهية أو ازدراءً للأديان).

وقال السيد نضال منصور الرئيس التنفيذي للمركز: (نتابع بقلق الحملة ضد حجاج لأنها ظالمة ومضللة وتحاول الإساءة إليه وتقديمه على أنه عنصري ومعادٍ للسامية). مؤكداً: (أن الحملة تحاول خلط الأوراق، والإيحاء بأن رسوم حجاج التي تدين السياسات العدوانية الصهيونية هي ضد اليهود). وختم منصور قائلاً: (إن مركز حماية وحرية الصحفيين الذي يرفض كل أشكال العنصرية والحض على الكراهية لا يقبل الانتقاص من حرية الرأي والتعبير، ويرفض التوظيف السياسي الذي تمارسه جماعات الضغط الصهيونية لإسكات معارضيها).

وقد حاز حجاج على شعبية واسعة في الأردن والوطن العربي، واعتبرته مجلة (أريبيان بزنس) واحداً من أهم مئة شخصية عربية مؤثرة.

 

حجاج في سطور مواليد رام الله 1967.

تلقى علومه الابتدائية في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات / الأردن.

حصل في عام 1974 على أول شهادة تقدير للرسم عن مسابقة مدرسية حول موضوع إحراق المسجد الأقصى.

في عام 1986 التحق بجامعة اليرموك لدراسة الفيزياء، ثم تحول عام   1988 لدراسة الفنون الجميلة، وفي عام 1991 حصل على شهادة البكالوريس في الفنون الجميلة (فن الجرافيك) مع تخصص فرعي في الصحافة والإعلام.

نشرت أولى رسومه الكاريكاتورية في صفحات مشاركات القراء في صحيفتي (الدستور) و(صوت الشعب). ومنذ عام 1989 عمل رسام كاريكاتور سياسي في جريدة (آخر خبر) الأسبوعية. وفي الفترة ما بين 1990 و 1998 عمل في عدة صحف محلية وعربية هي: (القدس العربي) اللندنية، (الوطن) القطرية، و(الدستور) و(العرب اليوم) الأردنيتان. وفي الأسبوعيات المحلية: (الأهالي)، و(الرصيف)، و(البلاد)، و(المستقبل)، و(شيحان)، و(الصحفي)، و(الرأي)، و(الغد).

له العديد من المطبوعات في مجال الكاريكاتور منها: كتاب (عماد حجاج… عالم ذهني)، (ألبوم كاريكاتور)، صدر عام 1997. وكتاب (المحجوب)، صدر عام 2000. وكتاب (نفط على قماش)، (ألبوم كاريكاتور سياسي)، صدر عام 2003. وكتاب مشترك بعنوان (يحدث لي دون سائر الناس)، مع الكاتب الساخر محمد طمليه، عام 2004. وكتاب (المحجوب الثاني) وهو مجموعة رسوم (أبو محجوب)، صدر عام 2008.

خلال مسيرته الفنية أقام العديد من المعارض الفنية، من أهمها: معرض قاعة المدينة في مدينة عمّان عام ،2000 معرض الجامعة الأمريكية في بيروت عام ،2003 معرض نادي الجالية الأردنية في دبي عام 2003. وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والدولية المتعلقة بالإعلام والكاريكاتور والرسوم المتحركة.

نال جائزة (الحسين للإبداع الصحفي) عام ،2001 ونال جائزة (دبي للصحافة) مرتين الأولى عام 2006عن أفضل رسم كاريكاتوري نشر في الصحافة العربية لعام ،2005 عن لوحة (الجمل العربي الباكي). والثانية عام 2010. إضافة إلى العديد من الدروع والتكريمات المحلية والعربية والدولية.

العدد 1105 - 01/5/2024