الحداد… كيف تتقبل مشاعرك؟

تقبّل مشاعرك تجاه الفقدان، احزن وابكِ عندما تشعر أنك بحاجة إلى ذلك، تقبل مشاعر الغضب والكآبة وأعطها حقها، لا تتجاهلها أو تكبتها….لأنها ستعود للظهور في سلوكك بشكل مشوه.

ستكون مشاعر الذنب شيئاً محورياً، ربما تتذكر أشياء كنت لم تفعلها لفقيدك أو قد ينتابك إحساس بأنك سبب للوفاة أو الفقدان. وهذه المشاعر ردود فعل طبيعية لكل حالة فقدان.

 

هل سننسى الفقيد أم يتحتم النسيان؟

لن تنسى، وسوف يبقى مكان هذا الشخص في قلبك وعقلك. ما سيحدث هو أنك ستكون أقدر على السيطرة على إدارة مشاعرك..حزن، ألم، بكاء…ولا يتحتم عليك بالتأكيد أن تنسى…تجاهل الدعوات أو الأقاويل الشعبية التي تدعوك لذلك…لأنك بحاجة إلى هذا الشخص، وإن كان الوجود المادي قد غاب، لكن وجوده الروحي والرمزي قائم في مخيلتك.

 

هل سينتهي شعوري بالحزن؟

سوف يمر حزنك بحركة هبوط وارتفاع… وسوف تتناوب عليك هذه الحالة، اقبلها وتعايش معها، الحزن لن ينتهي على الإطلاق، سوف يعود بكل الأوقات التي طالما جمعتك مع هذا الفقيد كالمناسبات والأعياد. وقد تعود الذاكرة بأقوى الانفعالات والمشاعر وفورات الحزن اتجاه الفقيد وتتجدد مع كل حادث يذكرك به.. ولكن بعد زمن، لن يكون الحزن بالمستوى ذاته بل سيعالج بطرق أكثر تنظيماً، وسوف تتدخل القيم الروحية بإدارة هذه المشاعر.

 

هل سيعود التنظيم إلى حياتي

كما كانت من قبل؟

إن تجربة الفقدان ليست بالتجربة السهلة، ولن يكون مرورها عابراً، بل حتماً سيتغير شيء فيك، ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن الدافعية ومعنى الحياة لن يعود، بل على العكس من ذلك سوف يعود إليك ما كنت خسرته من دافعية ومعنى. ولكن اقبل التدرج بذلك لأنه لن يكون دفعة واحدة..وذلك أكثر عافية لصحتك النفسية، فالقفزات والتقلبات الفجائية في المشاعر هي مؤشر غير صحي.

 

ما الذي يعقِّد عملية الحداد؟

– فقدان أكثر من شخص في الوقت ذاته.

– الفقدان المفاجئ.

– تعقُّد ظروف الوفاة (غياب الجثمان مثلاً-الوفاة بطريقة مسيئة).

قد تطيل هذه الأسباب الحداد وتعقِّده، فقد يبقى الإنسان في مرحلة حداد واحدة سنوات ولا يخرج منها، وذلك بحسب الدعم النفسي والاجتماعي المحيط به..

العدد 1105 - 01/5/2024