الرئيس الأسد لصحيفة (أزفستيا) الروسية: نحن دولة مستقلة… سنحارب الإرهاب وسنبني علاقاتنا بما يحقق مصالح الشعب السوري

قال السيد الرئيس بشار الأسد إن رسالة سورية للعالم إنه إذا كان هناك من يحلم بأن سورية ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق.. مضيفاً: نحن دولة مستقلة، سنحارب الإرهاب وسنبني علاقاتنا مع الدول التي نريدها بكل حرية وبما يحقق مصالح الشعب السوري. جاء ذلك في مقابلة للرئيس بشار الأسد أجرتها صحيفة (أزفستيا) الروسية يوم الاثنين 26/8/.2013.

فقد أكد الرئيس الأسد أن من نواجههم الآن هم بنسبتهم الكبرى تكفيريون يحملون فكر القاعدة، وقلة معهم من الخارجين على القانون، وفي أي مكان يضرب الإرهاب سنقوم بضربه.

كما أكد الرئيس الأسد أن الاتهامات الموجهة لسورية بموضوع الكيماوي هي مسيسة بالمطلق، وتأتي على خلفية التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين.

وأوضح الرئيس الأسد أن موقف روسيا السياسي ودعمها لسورية هو الأساس الذي انعكس وينعكس على جوانب كثيرة في عودة الأمان وتوفير الحاجات الأساسية للمواطن السوري.

* وفي سؤال عن علاقة وثيقة بين إسرائيل والإرهابيين: نريد أن نفهم هذه العلاقة، نعتقد أنه بمجرد ذكر اسم إسرائيل أمام المتشددين الإسلاميين يصيبهم هذا بالهستيريا والكره الشديد…  قال السيد الرئيس: إذاً لماذا عندما نضربهم عند الحدود تقوم إسرائيل بالاشتباك مع قواتنا لفك الضغط عنهم؟ لماذا عندما نحاصرهم تفتح لهم إسرائيل الحواجز، كي يمروا ويقوموا بعملية مناورة والتفاف للهجوم من اتجاه آخر؟ لماذا قامت بالتدخل المباشر عبر الاعتداء على الجيش العربي السوري أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية؟!

لا طبعاً هذا الكلام غير دقيق.. إن من يقول عن التعاون بين إسرائيل والإرهابيين هي إسرائيل نفسها ولسنا نحن. فقد أعلنت إسرائيل أكثر من مرة أنها تعالج العشرات من الإرهابيين في مشافيها.

وإن كانت هذه المجموعات تكره إسرائيل ومجرد ذكر اسمها يصيبها بالهستيريا والكره الشديد.. فلماذا وعبر تاريخها حاربت هذه المجموعات الإرهابية ذات الفكر المتطرف الاتحاد السوفييتي، وهي تحارب مصر وسورية، بينما وعبر ثلاثة عقود لم تقم على الإطلاق بعملية واحدة ضد إسرائيل؟ ثم أصلاً من أوجد هذه المجموعات الإرهابية؟ هؤلاء الإرهابيون تم تجنيدهم ودعمهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً بتمويل سعودي في بداية الثمانينيات من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

* وأكد السيد الرئيس رداً على اتهامات المتمردين باستخدام الأسلحة الكيماوية قائلاً:

إن ما قامت به الولايات المتحدة والغرب وبعض الدول الأخرى منذ يومين، كان استخفافاً بالعقول وقلة احترام للرأي العام لديها.

ليس هناك جهة في العالم، فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهاماً ثم تقوم بجمع الأدلة عليه. الذي حصل أنهم أطلقوا التهمة يوم الأربعاء وبعدها بيومين أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستقوم بجمع الأدلة. ثم أي أدلة ستقوم الإدارة الأمريكية بجمعها عن بعد؟!

أما بالنسبة إلى المنطقة التي يتحدثون عنها الآن بأنها تحت سيطرة المسلحين، وبأن الجيش العربي السوري استعمل فيها سلاحاً كيماوياً، فهي منطقة تماس وتداخل مع الجيش السوري، فكيف يمكن لأي دولة أن تضرب مكاناً بسلاح كيماوي أو بأي سلاح دمار شامل، في منطقة تقع على تماس مع قواتها؟ هذا يخالف العقل والمنطق. لذلك فإن هذه الاتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق، وتأتي على خلفية التقدم الذي حققه الجيش في مواجهة الإرهابيين.

أما بالنسبة للجنة التحقيق الدولية فنحن أول من طالب بلجنة تحقيق عندما قام الإرهابيون بإطلاق صاروخ فيه غازات سامة على ريف حلب شمال سورية.. وخاصة أن التصريحات الأمريكية والغربية قبل تلك الحادثة وعلى مدى أشهر، كانت تتحدث عن احتمال استخدام أسلحة كيميائية من قبل الدولة.. وهذا ما جعلنا نشك بأن لديهم معلومات حول نية الإرهابيين استخدام هذا السلاح لاتهام الدولة السورية. وبعد التنسيق مع روسيا حول ما حصل، قررنا أن نطلب لجنة للتحقيق بالموضوع. ولكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي أرادوا استخدام القضية ضد سورية عبر التحقيق بادعاءات وليس بحقائق كما يفعلون الآن.. بينما ما طالبنا به هو التحقيق بحقائق على الأرض وليس شائعات أو ادعاءات.

خلال الأسابيع الماضية حصل هناك حوار بيننا وبين اللجنة، ووضعنا قواعد للتعاون.. خطها الأحمر السيادة الوطنية، إذ سيتم كل شيء بالتنسيق معنا.. هذا أولاً.

ثانياً.. الأمر لا يتعلق فقط بالتحقيق بل بنتائجه التي ستعرض على الأمم المتحدة، وهنا أنت تعلم أنه يمكن تفسير النتائج حسب مزاج الدول الكبرى، لذلك ما ننتظره الآن بعد انتهاء التحقيق هو وجود موضوعية في تفسير هذه النتائج. وبالطبع نتوقع من روسيا أن تمنع أي تفسير يهدف لخدمة السياسات الأمريكية والغربية. المهم دائماً هو التفريق بين الاتهامات الغربية المبنية أساساً على ادعاءات وإشاعات وأقاويل، وبين ما طالبنا نحن به من تحقيق مبني على أدلة ملموسة بينة.

* وعن أن الأمريكيين لا يستبعدون  خيار القيام بعملية عسكرية في سورية، قال السيد الرئيس:

هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها الخيار العسكري ضد سورية، فمنذ البدايات سعت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها فرنسا وبريطانيا إلى التدخل العسكري، لسوء حظهم سارت الأمور باتجاه آخر، وجاء التوازن في مجلس الأمن في عكس مصلحتهم، وحاولوا كثيراً مساومة روسيا والصين على موقفهما ولم يتمكنوا من ذلك.

نقطة لم تكن في مصلحتهم على الإطلاق هي الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر.. كل ذلك جعلهم غير قادرين على إقناع شعوبهم والعالم أن ما قاموا به هناك كان سياسة حكيمة وناجعة.

* وحول ما سيحدث في مؤتمر جنيف،2 قال السيد الرئيس:

مهمة مؤتمر جنيف هي دعم المسار والحل السياسي في سورية، لكن لا يمكن البدء بالمسار السياسي قبل وقف دعم الإرهاب من الخارج، إذاً ما نتوقعه من جنيف هو أن يبدأ بممارسة الضغط على الدول التي تدعم الإرهاب في سورية من خلال وقف تهريب السلاح ووقف إرسال الإرهابيين الأجانب إلينا.

عندما تتم هذه الخطوة يصبح من السهل العمل على الخطوات السياسية، وفي مقدمتها الحوار بين الأطراف السورية حول شكل الدولة في المستقبل والدستور والقوانين وغيرها.

العدد 1107 - 22/5/2024