أوركسترا صلحي الوادي في دار الأوبرا بدمشق في العزف الجماعي تتسع ذاكرة العازف

تأتي حفلات أوركسترا صلحي الوادي ضمن البرنامج التعليمي لمعهد صلحي الوادي للموسيقا بدمشق،  وتهدف الحفلات الموسيقية غالباً إلى جانب المتعة التي تخلفها الحفلات للمتلقي خصوصاً أنه يستمع إلى المقطوعات الموسيقية بتوزيع أكاديمي. فإن الهدف الثاني يساهم في دخول العازف (طالب الموسيقا) في أجواء العزف الجماعي وكشف الكثير من عوالم الموسيقا الجماعية أثناء الأداء المشترك، وكما يقول أحد عباقرة الموسيقا: (لكي تعزف جيداً عليك أن تعزف مع الآخرين).

 ومن هنا يأتي دور الحفلات، إضافة إلى عشرات التمارين الجماعية مع الأوركسترا قبل الحفلة،  لتزيد من صقل الأداء والتكنيك في العزف على الآلة الموسيقية، سواء أكانت تلك الآلة ذات الطنين البعيد أم آلات النقر المختلفة. ويمسك المايسترو عدنان فتح الله قائد أوركسترا صلحي الوادي للموسيقا العربية  أداء الفرقة من جوانبها الأكاديمية الصرفة، فيقدّر المقطوعة التي تحتاج إلى تكنيك عال لتساهم في الرشاقة والليونة، أو المقطوعات ذات المنشأ التراثي العربي الأصيل التي تدخل الطالب في فضاء الأصالة والطرب العربي الأصيل. وأراد فتح الله من التنوع في المقطوعات الموسيقية أن يحقق إلى حد بعيد تلك الميزة التي يتبناها الموهوب في العزف والأداء الموسيقي.

ففي الثامن عشر من الشهر الجاري وعلى مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق قدمت أوركسترا صلحي الوادي أمسية موسيقية شرقية في برنامج متميز عزفت فيه عدداً من المقطوعات الموسيقية الشرقية (اللونغات ـ البشارف) وغيرها، إضافة إلى مقطوعات لمشاهير وعباقرة الموسيقا العربية، ولمؤلفين موسيقيين سوريين شباب.

تأسست أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي سنة ،2008 وكان حفلها الأول بمناسبة افتتاح حفلات معهد صلحي الوادي للموسيقا، وهي الآن تحتفل بالعيد الخامس للتأسيس. وتتألف الأوركسترا من 50 عازفاً وعازفة، جميعهم من طلاب معهد صلحي الوادي للموسيقا بدمشق، وتتراوح أعمارهم بين عشر سنوات وسبع عشرة سنة، وتهد ف إلى تقديم الموسيقا الشرقية بأسلوب جديد يخضع إلى قوانين وأساليب التوزيع الأوكسترالي، وذلك من دون المساس بصبغتها الشرقية وبنائها الموسيقي. إضافة إلى تقديم تجارب لمؤلفين موسيقيين سوريين شباب في مجال التأليف الموسيقي الشرقي، وقد شاركت الأوركسترا في العديد من المهرجانات والحفلات، منها مهرجان (مار إليان) في لبنان، وفي حفل افتتاح مهرجان الطيف السوري في مجمع دمر الثقافي وغيرها.

 أما الموسيقي عدنان فتح الله، مؤسسس وقائد الأوركسترا، فهو عازف عود في فرقة (أبو خليل القباني) التراثية ، ويعد مؤسساً لفرقة (سوزدلار) للموسيقا الشرقية، إلى جانب عازف القانون توفيق ميرخان. ويمتلك الموسيقي وعازف العود عدنان فتح الله قدرة في التكنيك العالي في عزفه على آلة العود، وكشف في مقطوعاته الموسيقية التي كتبها لأوركسترا الموسيقا العربية في معهد صلحي الوادي ولفرقة (سوز دلار) ذلك الحلم للانطلاق من الموسيقا الأصيلة إلى العالم، وخصوصاً  في مقطوعة ( عطور) التي نلمس فيها جمالية الزهور ورائحتها المتعددة، فكان العود سيد الأصوات الذي يساهم في نقل الفرقة الموسيقية من مقام إلى آخر. والشيء نفسه نجده في مقطوعة (تحميل بيات) التي وزعها لأوركسترا الموسيقا العربية، إذ جمع فيها بين مقامَيْ (البيات والعجم). ولفتح الله مشاركات عديدة على مستوى العزف (الصولو) في سورية والعالم، ويعمل مدرساً  لآلة العود في معهد صلحي الوادي للموسيقا بدمشق، ومشرفاً ومدرساً موسيقياً في جامعة القلمون الخاصة.

العدد 1105 - 01/5/2024