قداديس وصلوات للسلام في سورية

تلبية لنداء البابا فرنسيس، رفعت الصلوات في كنائس عدة وأقيمت القداديس من أجل السلام في سورية. رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس في بازيليك سيدة لبنان – حريصا حلقة صلاة وصوم وتوبة، دعت إليها إذاعة (صوت المحبة) نزولاً عند رغبة الراعي تلبية لنداء البابا فرنسيس للصلاة ليلة عيد ميلاد السيدة العذراء من أجل إحلال السلام في لبنان والمنطقة والعالم، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الوزير السابق سليم كرم. وبعد كلمة الأب تابت تلا السفير البابوي غابريال كاتشيا رسالة البابا فرنسيس التي وجهها في الفاتيكان أمس حول سورية.

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: (بخجل ومرارة، سمعت أصواتاً تقول تصلون لسورية التي قتلتنا؟ هذا القول مرفوض، لا يمكننا القبول به، إنه إنكار كامل لتعاليم المسيح وللمحبة، ولكل الإنجيل). وقال: (نحن لا نصلّي كي ينتصر فريق وينكسر آخر، نحن نصلي كي يتوقف العنف، وتقف الحرب، ويُحترم الإنسان، كل إنسان، لا أحد يملك سلطة قتل أي كائن بشري، أو الاعتداء على حياته). أضاف: (وصمة عار في جبين الأسرة الدولية، لأنه لم نسمع أي دولة تطالب بحل المشاكل في سورية ومصر والعراق سلمياً بالحوار والتفاوض بين الأفرقاء المتنازعين، لا دولة من الشرق ولا أخرى من الغرب، وحده البابا فرنسيس يطالب بالحل السلمي باللقاء والحوار صارخاً بأعلى صوته: لا للحرب).

وفي البلمند، رفع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الصلاة في دير سيدة البلمند البطريركي، في قداس الأحد من أجل إحلال السلام في لبنان وسورية وكل العالم، مثمناً الدعوة للصلاة التي أطلقها البابا فرنسيس لهذه الغاية. وقال اليازجي: (دعوا بلادنا تعش، ودعوا هذا الشعب الطيب الذي لا يستحق الدمار والخطف والقتل والتهجير)، مؤكداً أنه (مهما اشتدت الصعوبات، وهي اليوم كبيرة، فنحن متشبثون ومتمسكون بجذورنا ومبادئنا ومتكلين على رحمة الله الذي يغمرنا بمحبته). واستقبل اليازجي بعد القداس المؤمنين في قاعة الدير الأثرية وأكد أمام زواره أن (الإعلام يبالغ في نقل الوقائع حول الأحداث الجارية حول الأديرة في سورية)، متمنياً أن لا يصيب دير معلولا أي أذى أو ضرر. وفي شأن الضربة العسكرية المحتملة على سورية، جدّد الدعوة إلى (الحوار والسلام وعدم استعمال السلاح، لأنه لا يولد إلا الدمار والخراب).

كما لبّت رعايا أبرشية بيروت دعوة رئيس أساقفتها المطران بولس مطر، واجتمعت عشية عيد ميلاد السيدة العذراء في الكنيسة التي تحمل اسمها في الحدث، في سهرة صلاة. وأكد مطر أن (لا سلام بالقوة. نحن ابتلينا بالحرب والقتل والدم والبغض، ثم عدنا وجلسنا حول طاولة واحدة وأنهينا الحرب من أجل المصالحة)، لافتاً إلى أن (الذين يتقاتلون اليوم سيعودون إلى المصالحة والسلام في ما بينهم)، ومؤكداً (أنه ما من أحد باستطاعته إلغاء الآخر). وقال: (نحن نتمنى ألا تخرج الشعوب من مجلس الأمن الذي قام بعد سقوط مئة مليون قتيل. إلغاؤه كارثة على العالم. الحروب نعرف كيف تبدأ، ولكننا لا نعرف كيف ومتى ستنتهي).  كما وجه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش نداء إلى العالم، أثناء ترؤسه قداساً احتفالياً في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع، قال فيه (أنقذوا بلدة معلولا، أنقذوا التراث والتاريخ والعيش المشترك).وأشار إلى أن معلولا (تعرضت لهجوم مسلح ومجزرة بشرية. الأديار والكنائس خربت، 80% من سكان البلدة هجروا، عدد من الشباب سيقوا مخطوفين، نساء عُجّز قتلن، كثيرون من أهل كهنتنا ما زالوا في خطر).

وفي صور أمّت دار مطرانية سيدة البحار المارونية وفود وشخصيات نيابية وروحية واقتصادية وأهلية، متضامنة مع دعوة البابا فرنسيس. كما أحيت الطوائف المسيحية في بلدات منطقة مرجعيون الحدودية الذكرى بقداديس وصلوات في كنائس المنطقة.

العدد 1105 - 01/5/2024