لافروف: على الغرب التركيز على مكافحة الإرهاب

أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن موسكو مهتمة بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وحذر الدول الغربية من عودة (المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في سورية) إلى دولهم، ودعاهم إلى التركيز على موضوع مكافحة الإرهاب لا على (مَن من السياسيين السوريين يجب أن يبقى ومَن عليه أن يرحل).

وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية: (نعتقد أن هناك أدلة مقنعة جداً على ذلك)، في إشارة إلى تورط المسلحين في الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق في 21 آب الماضي. وأضاف: (قدّمتُ مجموعة من هذه الأدلة لجون كيري عندما التقينا مؤخراً في نيويورك، وليست هذه المعلومات شيئاً ثورياً، بل يمكن الاطلاع عليها على شبكة الإنترنت). وأوضح أن (هذه الأدلة تتضمن شهادات صحافيين زاروا مكان الحادث وتحدثوا إلى مقاتلين أكدوا لهم أنهم تلقوا صواريخ وذخائر غير عادية من دولة أجنبية ولا يعرفون طريقة استعمالها. وهناك أيضاً شهادات لراهبات من أحد الأديرة القريبة كنّ قد زرن الموقع قرب دمشق).

وأكد لافروف أن (روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على أن العمل على إعداد قرار دولي في مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيميائية السورية يجب أن يجري على أساس اتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه في جنيف)، مضيفاً أنه (اتفق مع كيري في نيويورك على التمسك بهذا التفاهم لدى إعداد مشروع القرار الدولي في مجلس الأمن). وأكد لافروف أن (لدى موسكو ما يؤكد أن غاز السارين الذي استُخدم في غوطة دمشق صنع في ورشات محلية). وقال إن (العيّنات التي أخذت من مكان استخدام الكيميائي في خان العسل بريف حلب ومن مناطق الغوطة قرب دمشق التي تعرضت للهجوم الكيميائي تتطابق). وقال إن (خطوات الحكومة السورية الأخيرة تدل على أنها تفي بالتزاماتها المتعلقة بالأسلحة الكيميائية). لكنه أشار إلى أنه لا يعرف كيف ستتحقق الولايات المتحدة من صحة المعلومات التي قدمتها السلطات السورية بشأن مخازن أسلحتها الكيميائية. وأكد أن (موسكو ستكون مستعدة للنظر في اتخاذ إجراءات تحت الفصل السابع، في حال انتهاك سورية للاتفاقيات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية).

وحذر لافروف من أن (المرتزقة الأجانب الذي يقاتلون في سورية، وبضمنهم مواطنون من الدول الغربية وروسيا، يمثلون خطراً على المجتمع الدولي برمته). وقال: (الجهاديون يصلون من دول أوربية كثيرة، بضمنها روسيا، وبعضهم يصل من الولايات المتحدة، وهناك مئات المقاتلين من أوربا وروسيا والولايات المتحدة يحاربون في صفوف الجماعات المتطرفة). وأضاف: (أنا واثق بأنهم يكتسبون خبرة سيستخدمونها بعد الأزمة السورية في دول أخرى، وبالدرجة الأولى في أوطانهم. يجب أن توحدنا الأخطار والتداعيات التي تواجهنا جميعاً، وبضمنها انتشار التطرف بعد الأزمة السورية، على غرار ما حدث في ليبيا. علماً بأن مقاتلين ليبيين موجودون اليوم في عشرات الدول، وقبل كل شيء في إفريقيا، كما تهرّب أسلحة ليبية إلى هذه الدول لدعم الحركات المتطرفة).

ودعا لافروف شركاءه الدوليين إلى (التركيز على هذا الموضوع، لدى بحث الأزمة السورية، بدلاً من المناقشات حول مَن من السياسيين السوريين يجب أن يبقى ومَن عليه أن يرحل). وقال (إما أن نوافق على أن أي نشاط إرهابي غير مقبول، أو نلعب لعبة المعايير المزدوجة).

وأكد لافروف أن (الهدف الوحيد للموقف الروسي من الشأن السوري يكمن في ضرورة تفادي العنف، وتحويل الأوضاع إلى مجرى العملية السياسية)، مضيفاً أن (موسكو كانت واثقة منذ البداية بأن من شأن نشاط بعض الدول، وبضمنها جارات سورية التي كانت تدعم المعارضة المسلحة والمتطرفة، أن يؤدي إلى تعميق الأزمة). وتابع: (للأسف، لم يبدأ الناس، حتى الآن، بإدراك أن الخطر الأكبر في سورية على السلام والأمن الدوليين، هو جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تعمل على فرض سيطرتها على البلاد). ورأى لافروف أن (هذا الإدراك يدفع الأطراف إلى عقد مؤتمر جنيف 2)، مشدداً على أن (نجاح المؤتمر يتطلب التمسك ببيان جنيف الذي صدر في العام الماضي). ورأى أنه (يجب على المعارضة السورية أن تفكر بمستقبل بلادها، لا بفرض سيطرتها على الأراضي).

وأكد لافروف أن موسكو تدافع عن سلامة الدولة السورية ووحدتها، موضحاً أن (روسيا ترى مصلحة في بقاء سورية دولة موحدة وسيدة ومستقلة تحترم حقوق المجموعات الإثنية والدينية كافة، ولا نتعلق بأحد في سورية، ولا نهتم بمصير شخص معين).

العدد 1107 - 22/5/2024