لماذا اتحاد نقابات العمال؟

موجة التفجيرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي اجتاحت دمشق (والبلاد) منذ عدة أيام، طالت منذ يومين مبنى اتحاد نقابات العمال في دمشق، إذ انفجرت عبوة ناسفة في أحد مكاتبه في المبنى فدمَّرت جزءاً منه، مما أدى إلى استشهاد أحد العمال وهو عدنان عزيزية، وإصابة القائد النقابي عودة قسيس بإصابات بالغة، وهو الآن قيد المعالجة في المستشفى. كما أصابت عدداً آخر من النقابيين والعمال بأضرار وجروح مختلفة.

لقد اعتاد سكان دمشق على تلقي مثل هذه الضربات بعد أن أصبح أسلوب التفجير هو الأسلوب المفضل لدى الجماعات الإرهابية المسلحة، لكن استهداف الاتحاد العام لنقابات العمال، أثار استياءً من نوع خاص. فهذا المبنى هو منشأة مدنية خالصة، والموجودون فيه على مدار اليوم هم النقابيون الذين من طبيعة عملهم الدفاع عن مصالح العمال ومعالجة مشكلاتهم وهمومهم، فماذا تريد هذه المجموعات المسلحة، بهذا التفجير أن تقول؟ وهل تريد أن تعاقب الطبقة العاملة على موقفها الصلب ضد الإرهاب والإرهابيين، والتي تدعو على الدوام إلى حماية منشآت الدولة وصيانة ممتلكاتها، التي هي في نهاية المطاف، وبصرف النظر عن أي نظام حكم، هي منشآت للشعب بنتها سواعد عشرات الآلاف من أبناء الطبقة العاملة، بعرق جبينها على مر السنين؟ أم أن هؤلاء يقصدون تحطيم الدولة السورية كدولة، وإبقاءها دولة ضعيفة ممزقة؟

ولكن الطبقة العاملة السورية ونقاباتها تقف وقفة رجل واحد ضد الإرهاب والإرهابيين، وستظل تدافع بكل ما أوتيت من قوة من أجل إنقاذ سورية من هذه المحنة التي تمر بها. وسوف تظل تناضل مع باقي الطبقات الشعبية ومع القوى السياسية الوطنية من أجل سورية الغد، الديمقراطية والتقدمية، والتي سيكون القطاع العام والنقابات العمالية الركيزة الأساسية فيها.

إننا نتقدم بأحر التعازي إلى الاتحاد العام لنقابات العمال باستشهاد النقابي عدنان عزيزية، كما نتمنى الشفاء العاجل للقائد النقابي عودة قسيس ولجميع الرفاق الجرحى نتيجة هذا العمل الإرهابي.

العدد 1105 - 01/5/2024