وعاد إلى منزله في أيلول، وهو لم يعد في حال الخطر، إلا مانديلا… إلى السينما

تنتظر جنوب إفريقيا بفارغ الصبر عرض فيلم (مانديلا، لونغ ووك تو فريدوم): (مانديلا، مسيرة طويلة نحو الحرية)، الذي يعرض لأول مرة في جوهانسبورغ، قبل أن يخرج إلى صالات العرض في الثامن والعشرين من الجاري.

وتحدثت زيندزي مانديلا، ابنة بطل مكافحة النظام العنصري نلسون مانديلا، عن تأثرها بالفيلم الذي يمتد ساعتين من الزمن، ويروي مسيرة والدها منذ طفولته حتى خروجه من السجن في عام 1994.

وقالت قبل العرض الأول المغلق للفيلم، بحضور شخصيات سياسية ومسؤولين: (كانت لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي).

وأضافت وهي تقاوم دموعها: (هناك مشهد يصورنا أنا وشقيقتي، وحدنا في المنزل، بعدما جرى توقيف والدتي.. كانت شقيقتي تهتم بي وتحاول أن تعد لي طعام الفطور).

وتابعت: (هذا المشهد البسيط أعادني إلى كل تلك الذكريات في حياتي، وإلى الأوقات التي شعرت فيها بغياب الوالد والحرمان من الحياة العائلية العادية، كل هذه الأوقات من الوحدة واليأس، التي لم يأت فيها أحد لمساعدتنا).

وخلصت إلى القول: (بصراحة، الفيلم قاس، وأعتقد أني في حاجة لمشاهدته مجدداً) مشيدة بقدرته على تلخيص مسيرة حياة مانديلا بعدد من المشاهد.

وكان مانديلا أمضى 27 عاماً في سجون نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، بعدما أدين في عام 1964 بتهم تتعلق بالإرهاب، وظل في السجن حتى عام 1990. وقد تحول إلى رمز عالمي، بعدما استطاع قيادة مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية والمصالحة بين السود والبيض.

وتولى مانديلا رئاسة بلاده بين العامين 1994 و،1998 ليكون بذلك أول رئيس أسود للبلاد.

وفي تموز الماضي، احتفل الزعيم الإفريقي بعيد ميلاده الخامس والتسعين في المستشفى، بعد تدهور صحي كاد يودي بحياته.

أن تقدمه في السن يحول دون استعادة عافيته كاملة.

وهذا الفيلم (مانديلا، مسيرة طويلة نحو الحرية)، ليس الأول عن الزعيم الإفريقي، فقد سبقه فيلم (أنفيكتوس) لكلينت إيستوود في عام 2009.

لكن ما يميز الفيلم الجديد أنه حاول نقل صورة أصلية لكل الأحداث، مرتكزاً على بحث معمق في محفوظات مركز مانديلا، وأنه عمد إلى تصوير الحياة الشخصية والعائلية له.

وقال مخرج الفيلم، البريطاني جاستن شادويك: (لقد حاولنا أن نفهم البعد الشخصي للرجل، وليس الأمور التي يعرفها كل الناس، أردنا أن يتناول الفيلم العائلة والحب والمسامحة).

وإذا كان الفيلم يؤرخ لحياة مانديلا، فهو أيضاً يلقي الضوء على مواطني جنوب إفريقيا، الذين شارك منهم عدد كبير في المشاهد التي تصور أعمال العنف إبان الصدامات العرقية في البلاد.

ويقول المخرج: (أردنا أن نرسم صورة شاملة حقيقية للناس الذين يظهرون في الفيلم).

ومن المقرر أن يخرج الفيلم إلى دور العرض في الولايات المتحدة وفرنسا في كانون الأول.

العدد 1105 - 01/5/2024