ماذا جرى في عدرا العمالية؟

المدينة العمالية الحضارية التي كانت آمنةً،  والتي جمعت بين رحابها الشريحة الفقيرة والمتوسطة من الشعب السوري، التي استطاعت بنضال مرير أن تحصل على بيت يؤويها ويحفظ كرامتها.

المدينة التي دخلها الغزاة..

المدينة التي طغت أخبارها ونزف جرحها واستبيحت من قبل شرذمةٍ أقل مايقال عنها إنها ليست من البشر.

رجفت قلوبنا وارتعدت فرائصنا ونحن نسمع عن بعدٍ أخباراً متباينة عما يحدث في الداخل، واعتبرنا أن مانسمعه هو مبالغة لأحداث لايمكن أن يصدقها إنسان.

أيامٌ مرعبةٌ مرت، وأُفرج عن البعض من سكانها بطرق مختلفة وعبر مسارات متباينة، كان الرعب يملأ قلوبهم من رصاصات غادرة.. أو طائشة وهم راكضون بحثاً عن النجاة مثقلين بالجوع والعطش والخوف والنقمة.

وازداد الذعر لدينا حين تحدثً هؤلاء الناجون: كيف قطعت رؤوسٌ بالسيف ومرغت في التراب، وكيف تم تقاذفها بنشوةِ من حقق انتصاراً. وكيف تم الاعتداء على نساء وأطفال، وكيف تم اختطاف الكثيرين دون معرفة مصيرهم حتى الآن. وكيف مازال هناك 80% من سكانها ووافديها ضمن الحصار، وكيف وكيف..  والحديث طويل طويل!

ماهي التهمة؟

إنه سوريٌ ..ينتمي إلى النسيج الفسيفسائي الملون لهذا الوطن. ببساطة وصفاقة لم يعجبه لونه!

هل تعرفون عن أي شيء نتحدث.؟ عن إنسانٍ أنفق الوطن عليه من روحه وجعله مهندساً أو معلماً أو مربياً ليسقط رأسه على الأرض أو ليفجرَ نفسه وعائلته خوفاً من الاستباحة.. استباحة الجسد والعقل والقناعة والإيمان.

ماذا حدث ويحدث في عدرا؟ وكأنني أقرأ قصة لمجموعة آتية من عصور بربرية،أو عن أكلة لحوم البشر. والذريعة هي :بماذا تؤمن وكيف تجسد إيمانك؟ إذاً هو الدين الذي اختصره كل الأنبياء بأنه علاقة بين الإنسان وربه، وأتى هؤلاء ليجعلوه بشكلٍ أقل مايقالُ عنه إنهُ البشاعةُ في هذا الزمن الصعب.

العدد 1107 - 22/5/2024