99 عاماً على ذكرى المذابح والإرهاب العثماني ضد الأرمن

تصادف هذه الأيام الذكرى الأليمة والكارثة المفجعة والمذابح والإرهاب التي تعرض لها الشعب الأرمني على يد القاتل جمال باشا السفاح، عام قبل المئة عام على ذكرى المجازر التي شملت القتل والذبح والعنف والإعدامات والتصفيات الجماعية التي  حدثت بحق الأرمن أوائل القرن الماضي، نتيجة حقد أعمى طائفي أدى إلى قتل وتهجير الملايين من مدنهم وقراهم.. مجازر وكوارث لحقت بالشعب الآمن الذي كان يعيش على الأراضي التركية، وأكبر عملية تطهير عرقي في القرن العشرين.

في الوقت ذاته كانت الدول الغربية وأمريكا من الدول تتمتع بصداقة ودعم للسلطان العثماني آنذاك، ولم تحرك ساكناً ولم تستنكر هذه المجازر، بل كانت المتفرج والموثق، والبعض كان داعماً لهذا التطهير الممنهج.

99 عاماً ولم تعترف الحكومات التركية المتعاقبة بعمليات القتل والإعدام الجماعي بحق هذا الشعب المسالم، وترفض تقديم الاعتذار والتعويض للشعب الأرمني، لا بل قطعت العلاقات من جانب واحد مع الدولة الأرمنية بعد إعلان استقلالها.

واليوم نرى السيناريو يتكرر بوجود العثماني الصغير والإرهابي أردوغان وحكومته، بتقديم الدعم الكامل مادياً ومعنوياً ولوجستياً وكل مايتطلب لدعم الإرهاب والفوضى في المنطقة العربية، وأخذ مواقف عنجهية تذكر بمواقف السفاحين الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى. والأوقح من ذلك فتح أردوغان حدوده للإرهابيين من كل أنحاء العالم للمسّ بوحدة الدولة السورية وكيانها، وزرع الفوضى والقتل والإرهاب، وضرب البنية الاقتصادية لسورية، وسرقة منشآتها ومعاملها الضخمة ونقلها إلى تركيا، مع تشجيع المجموعات الإسلامية المتطرفة على المزيد من القتل والإرهاب وترويع السكان الآمنين.. وفوق ذلك التخطيط وتنفيذ عمليات اختطاف مختلفة ومتكررة لأبناء الشعب السوري، والشاهد الذي لايزال على هذا العمل الشنيع اختطاف رجال الدين المعروفين، ومنهم المطرانان اللذين اختُطفا على الحدود السورية التركية، ولايزالان قيد الاختطاف حتى يومنا هذا.

إن أردوغان يمثل القتل والذبح العثماني في يومنا هذا، لزرع الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة من سورية إلى مصر وليبيا وتونس، وهو واهم بأنه سيعيد أمجاد العثمانيين بالقتل والعنف والمجازر وتركيع الشعوب العربية المناضلة.. والاعتداء الأخير على كسب السورية، وتشريد الشعب الأرمني الآمن للمرة الثانية، وقتل وذبح العديد منهم، ماهو إلا إرهاب مفتعل يتم في القرن الحادي والعشرين على مرأى المجتمع الدولي ومسمعه، لابل أكثر من ذلك بتحريض ودعم من الدوائر الغربية والأمريكية صاحبة القرار.

واليوم بكل وقاحة يطل علينا العثماني أردوغان ببيان هزيل يعتبر وصمة عار له ولمؤيديه، يعلن تباكيه، ويطلب الرحمة لكل الناس التي تعرضت للأذى دون تحديد وتمييز، ويساوي الضحية بالجلاد، بدلاً من موقف إنساني يعلن فيه الاعتذار للشعب الأرمني عن المجازر التي لحقت به من ظلم وبطش أجداده العثمانيين والتعويض عن الأضرار.

ومما يزيد من عنجهية أردوغان الانقسامات العربية، والدعم القطري والسعودي، وتشجيع الدوائر الغربية والأمريكية لشن أكثر من عدوان على الأراضي السورية، ودعم الإرهاب العالمي، وفتح الحدود لكل الإسلاميين المتطرفين والإرهابيين والقاعدة من كل أنحاء العالم لتدنيس الأرض السورية وممارسة أعمال البطش والقتل والذبح والسرقة، وتشكيل المافيات التابعة للمخابرات التركية المدعومة من الغرب وأمريكا وبتمويل سعودي قطري.

إن الشعب الأرمني على أبواب الذكرى المئوية للمجازر والتصفية العرقية والقتل والإعدام الذي تعرض له، التي ستحلّ بعد عام، والذكرى الثانية للمجزرة الشنيعة بحق الشعب الأرمني في كسب، نعلن تضامننا الكامل ودون حدود مع نضال الشعب الأرمني البطل، وسنجعل من هذه الذكرى عاماً للتضامن مع الضحايا الأرمن.. ستبقى هذه الذكرى الأليمة منارة وشعلة مضيئة لا للشعب الأرمني فقط، وإنما لكل شعوب المنطقة العربية المناضلة والمكافحة من أجل التحرر والديمقراطية والسلم والأمن والأمان لجميع الشعوب.

وللعثماني الصغير للسفاح والمجرم والإرهابي أردوغان نقول إنك ستسقط كما سقط أسلافك، ونحن على ثقة تامة أن الشعب التركي سينتفض ضد أعمال أردوغان وإرهابه، وسيفتح صفحة جديدة ويمد اليد  للتعاون والصداقة مع الشعب السوري الجار، ويقف موقف الشجاع ويعلن صراحة اعتذار الشعب التركي عن المجازر التي لحقت بالشعب الأرمني على يد العثمانيين القتلة.

هكذا بدأت المجزرة ضد الشعب الأرمني في 24 نيسان 1915

أعطى طلعت باشا، وزير الداخلية، شارة البدء في هذه المجزرة، فوجهوا إلى الأرمن القاطنين في الأناضول الشرقية إنذاراً بإخلاء بيوتهم خلال 24 ساعة، وكان عددهم نحو مليوني أرمني.

خرجوا تنفيذاً للإنذار، فاعتُقل الرجال، واغتصبت النساء، وبدأت بعد ذلك فصول المجزرة.

لم يترك العثمانيون الطغاة شكلاً من أشكال القتل إلا واتبعوه بحق هؤلاء، فنصبوا المشانق، وأعملوا الفؤوس في الرؤوس والأجساد، وصُلبت النساء عاريات، في أفظع تطهير عرقي وقومي عرفته البشرية.

يقدر عدد الشهداء بنحو مليون ونصف مليون من الرجال والنساء والأطفال.

العدد 1105 - 01/5/2024